استمتعت وأنا أقرأ قصة تاريخية وقعت أحداثها فى زمن سيدنا سليمان عليه السلام - وأطمع أن يشاركنى القارئ قراءتها - وتبدأ القصة براعى غنم ظهر له ذئب فجأة. وطلب منه أن يعطيه نعجة ليلتهمها ويأكلها، فقال له الراعى إن الغنم ملك سيدنا سليمان، وإنه يحرسها له، ولابد أن يستأذنه قبل أن يمنح له النعجة، فالمال ماله، وطلب راعى الغنم أن يذهب لسيدنا سليمان ليستأذنه، وسأترك له بقية الغنم فى حراستها حتى أعود. وحينما أبلغ الراعى سيدنا سليمان بطلب الذئب وافق على منحها له، وسارع راعى الغنم بسؤال سيدنا سليمان عن ظواهر شاهدها وهو قادم إليه، وقال له راعى الغنم إنه شاهد بقرة ترضع من ابنتها الصغيرة، فقال سيدنا سليمان: سبحان الله إن هذا ما سيحدث فى آخر الزمان، الأمهات تأخذ من بناتها ما تعيش هى عليه، وقال راعى الغنم وشاهدت رجالاً ملابسهم ممزقة يعانون الفقر مع أنهم لديهم كميات من الذهب، فرد سيدنا سليمان: سبحان الله هذا سيكثر فى آخر الزمان، المال الحرام سيكثر فى آخر الزمان، والمال الحرام والكسب غير الحلال سيسود آخر الزمان، وستختفى البركة من البيوت، وسيعانى الناس رغم ملايينهم، وستكثر الشهوات وتضيع السعادة.. وعاد راعى الغنم وهو يطلب من سيدنا سليمان الدعاء له. وحينما وصل إلى غنمه ومعها الذئب قال له: اختر ما تشاء، فسليمان وافق لك. ودهش راعى الغنم حينما اختار الذئب عجلة مريضة وهزيلة، فقال له: لماذا اخترت المريضة وتركت السمان؟. فرد الذئب إن هذه المريضة الضعيفة غافلة عن تسبيح ربها، وإن من يغفل عن ذكر ربه عقابه نزول البلاء عليه، ويعانى المرض وغيره.. اعتبروا يا أولى الألباب.