نحتفل بذكرى مرور اثنى عشر عاما كاملة على ثورة 30 يونيه التى كانت بمثابة طوق النجاة الذى أنقذ مصر من عام أسود فى تاريخها شهد حكم الإخوان المتأسلمين الذى فكك مفاصل الدولة وضرب بأمنها القومى عرض الحائط.. جاءت ثورة 30 يونيه لتصحح مسارًا وتبنى وطنًا تفككت أوصاله وتفتح أبواب الحلم والأمل من جديد أمام ملايين المصريين الذين انتفضوا جميعًا فى ميدان التحرير الشاهد على ثورة يناير 2011.. أبدا لن ننسى هذا اليوم العظيم.. أستعيد الشريط فى مخيلتى.. عندما كنّا فى شهر رمضان المبارك ونزلت الميدان برفقة صديقات الطفولة حاملين معنا عددًا من الوجبات الخفيفة والمشروبات بعد أن قررنا أن إفطارنا سيكون فى ساحة الميدان.. كانت الصورة رائعة ونحن نسير على الأقدام من كوبرى قصر النيل مرورًا بمبنى جامعة الدول العربية لنلتحم بالجماهير التى قررت إسقاط حكم الإخوان الفاشى، فجاء إعلان عزلهم من الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع -آن ذاك -الذى جاءت به الأقدار لإنقاذ مصرنا الغالية من الهاوية فى 3 يوليه من نفس العام. اثنا عشر عاما مضت بكل ما فيها من تحديات.. اثنا عشر عامًا كاملة مرت بحلوها ومرها.. نجحت خلالها الدولة فى استعادة كيانها ومقدراتها وأمنها وأمانها واقتصادها ومكانتها إقليميا ودوليًا.. ولا تزال مصر تواجه تحديات جسامًا على مختلف الأصعدة لعل أهمها حقنا فى مياه نهر النيل الخالد وقضية سد إثيوبيا.. بينما هناك جنود مرابطون فى سيناء لدحر الإرهاب.. والدفاع عن تراب الوطن ضد من تسول له نفسه الاقتراب من أرضنا.. وفِى سيدى برانى لتأمين حدودنا الغربية.. كل ذلك فى منطقة تموج بالصراعات والتحديات من حولنا. ثقتى لا حدود لها فى الرئيس عبدالفتاح السيسى وقيادته الحكيمة بأننا سنعبر بنجاح كل هذه الأزمات بإذن الله.