■ كتب: أحمد ناصف منذ تصنيفها كجماعة إرهابية في مصر، لم تتوقف ثعابين جماعة الإخوان عن محاولات زعزعة الاستقرار وبث الفوضى داخل المجتمع المصري، مستندة إلى أدوات إعلامية منظمة وكتائب إلكترونية تعمل على مدار الساعة لنشر الشائعات وتضليل الرأي العام. ◄ غرف عمليات الجماعة تدير المعركة من الخارج وتعتمد الجماعة على استراتيجية الحرب النفسية والمعلوماتية، من خلال بث معلومات مغلوطة، وفيديوهات مفبركة، وتصريحات مشوهة بهدف إثارة البلبلة، وتقويض الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. ◄ منصات التواصل تستغل الجماعة منصات التواصل الاجتماعي كالسلاح الأول فى نشر الشائعات، بالتوازى مع قنواتها الموجهة التى تبث من الخارج وتقوم هذه القنوات وكتائبها الإلكترونية ببث أخبار كاذبة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والأمنية، مع تضخيم أى أزمة داخلية وتحريف التصريحات الرسمية، بما يخدم أجندة التنظيم. وفي تقارير سابقة صادرة عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، تم رصد أكثر من 15 ألف شائعة خلال عام واحد فقط، تبين أن أغلبها مصدره صفحات ووسائل تابعة وأحد أبرز أساليب الجماعة هو فبركة مقاطع فيديو تُنشر باعتبارها أحداثًا حية داخل مصر، بينما تكون فى الواقع من دول أخرى أو من وقائع قديمة، مثل نشر فيديوهات قديمة من مظاهرات 2011 أو من العراق وسوريا، على أنها احتجاجات فى القاهرة.والتلاعب بلقطات حوادث فردية لتصويرها كفشل أمنى ممنهج. وقد سبق أن كشفت وزارة الداخلية العديد من هذه المحاولات، مؤكدة أن هناك غرف عمليات خارجية يديرها أعضاء التنظيم فى اسطنبول والدوحة. وتواصل جماعة الإخوان الإرهابية محاولاتها لإرباك الداخل المصرى عبر نشر الشائعات والأكاذيب، مستغلة منصات التواصل الاجتماعى والإعلام الموجه فى الخارج، وذلك ضمن ما وصفه محللون سياسيون ب «حرب وعى شاملة» تستهدف ثقة المواطن فى مؤسسات الدولة. ◄ المواجهة المباشرة الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يقول إن جماعة الإخوان بعد أن خسرت المواجهة المباشرة، اتجهت إلى حروب الجيل الرابع، من خلال بث الشائعات ونشر الإحباط والتشكيك فى كل خطوة تتخذها الدولة. وأضاف، أن الجماعة تدير معركتها الآن على مستوى الوعى، وتراهن على خلخلة العلاقة بين المواطن والدولة عبر الأكاذيب المدروسة. ويؤكد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الإخوان يستخدمون الإعلام الموجه كأداة سياسية لخلق حالة عامة من التشكيك، مشيرًا إلى أن استهدافهم للطبقات المتوسطة يهدف إلى تفكيك التماسك الاجتماعى. ◄ غرف عمليات من جانبه، قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الجماعة تدير غرف عمليات إلكترونية خارجية، وتقوم بتوظيف عناصر من الجيل الثانى والثالث من الإخوان فى أوروبا لإدارة صفحات مزيفة وبث فيديوهات مفبركة. وأضاف، أن ما تبثه هذه المنصات من أكاذيب، يعتمد على سياسة التكرار حتى يصدّقها البعض، فى إطار مخطط مدعوم من أطراف خارجية. الدكتور هانى سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، يشير إلى أن الحملات التي تشنها الجماعة عبر الإنترنت ليست عشوائية، بل تُدار وفق استراتيجيات منظمة تستهدف فئات بعينها، خاصة الشباب، لإضعاف الروح المعنوية وزرع الشكوك. ◄ مربع التضليل المُفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ الدكتور عبد المنعم سعيد، يؤكد أن الإخوان بعدما فشلوا فى الاحتفاظ بالسلطة، انتقلوا إلى مربع التضليل الإعلامى ومحاولة اغتيال الرموز المعنوية والسياسية للدولة، من خلال نشر خطاب سوداوى يعتمد على الشائعات والاجتزاء. الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، يرى أن الجماعة تحولت إلى ذراع إعلامية لتنظيمات معادية لمصر، وتعمل على تزييف الواقع من خلال قنواتها ومواقعها الإلكترونية، مدفوعة بدعم خارجى ممنهج، ويؤكد عكاشة أن المواجهة لم تعد فقط أمنية، بل باتت معركة وعى، تتطلب استجابة إعلامية ومجتمعية سريعة لكشف زيف المحتوى الذى تروجه الجماعة باستمرار.