قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن مصر تعمل الآن على اتفاق مرتقب في قطاع غزة، يتضمن هدنة 60 يومًا، على أمل الانتقال إلى مرحلة تالية. وأضاف عبد العاطي - في مقابلة خاصة مع قناة "أون تي في" الفضائية - أن الأطراف الدولية -وعلى رأسها الولاياتالمتحدة - أصبحت أكثر إدراكًا واقتناعًا بسلامة النهج المصري والرؤية المصرية بأن كل هذه القضايا مترابطة، وأنه لا أمن واستقرار في هذه المنطقة بدون معالجة لُب الصراع في المنطقة وهو الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وتابع عبد العاطي أن الرسائل واضحة كذلك إلى الجانب الإسرائيلي بأنه لا أمن أو استقرار لإسرائيل وفي المنطقة بدون معالجة القضية الفلسطينية والتوصل إلى حلول سلمية عادلة ودائمة. إقرأ أيضاً| وزير الخارجية: تهجير سكان غزة بالنسبة لمصر والأردن «خط أحمر» وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك تفهمًا من جانب الولاياتالمتحدة لأهمية أن يتضمن أي اتفاق قادم بشأن غزة ضمانات واضحة لاستدامة وقف إطلاق النار، منوهًا بأنه لم يكن من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار في 19 يناير، دون تدخل من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة حتى قبل توليها مهامها، معربًا عن تقديره لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في العمل على استدامة وقف إطلاق النار، وأن يقود ذلك إلى تسوية شاملة. وقال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن هناك رؤية أمريكية ترغب في التركيز على قطاع غزة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، وأن هناك تفهمًا أمريكيًا لأن يتضمن أي اتفاق قادم قدرًا كافيًا من الضمانات بما يحقق استدامة وقف إطلاق النار. وأضاف عبد العاطي -في مقابلة خاصة مع قناة "أون تي في" الفضائية- أنه إذا استأنفت إسرائيل هجومها على غزة مرة أخرى بعد التوصل إلى اتفاق، فإن هذا سيكون مصدرًا رئيسيًا للتهديد وعدم الاستقرار في المنطقة. وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك تغيرًا في طريقة تعاطي الولاياتالمتحدة مع قضية تهجير سكان قطاع غزة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن مصر ستعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة خلال أسابيع من وقف إطلاق النار. وتابع عبد العاطي أنه مثلما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه حتى وإن تمكنت إسرائيل من تطبيع علاقاتها مع جميع الدول العربية، فإن ذلك لن يؤدي إلى أمن واستقرار المنطقة بدون تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة. وحول وجود حركة "حماس" في المفاوضات، قال وزير الخارجية إن "حماس" موجودة في المفاوضات، لأننا نتحدث عن صفقة لإطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن هناك رؤية أمريكية تركز على قطاع غزة بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وإن أي اتفاق قادم يجب أن يتضمن قدرًا من الضمانات بما يحقق استدامة وقف إطلاق النار. وفيما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين، أكد وزير الخارجية أن "تهجير سكان غزة بالنسبة لنا وللأردن خط أحمر لا يمكن السماح به أو التجاوز معه"، لافتًا إلى أن مصر تسعى بكل قوة لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة خلال أسابيع معدودة من وقف إطلاق النار بالقاهرة لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية التي تم إقرارها في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في شهر مارس بالقاهرة ومؤتمر التعاون الإسلامي، وتم قبولها ودعمها من جانب الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والعديد من الدول الفاعلة. وأوضح عبد العاطي أنه تم الانتهاء من كافة الجوانب التحضيرية والتنظيمية لمؤتمر إعادة إعمار غزة عبر التنسيق مع الأممالمتحدة ورئيس البنك الدولي، بما فيها أجندة العمل والمخرجات والمستهدفات، بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية الأخرى، مبينًا أن مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة سيُعقد على مدى يومين، يضم اليوم الأول أربع ورش عمل، سوف تركز على كافة القضايا التي تشغل المجتمع الدولي وتشغل الجانب الفلسطيني والإقليم الشرق أوسطي. وأضاف عبد العاطي أن مؤتمر إعادة إعمار غزة سيتناول كذلك أربع ورش عمل، تركز على دور القطاع الخاص في التعافي المبكر والترتيبات الأمنية، وحوكمة القطاع ومن سيديره. وشدد عبد العاطي على أن "ما نريده هو تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه لمواجهة مخططات التهجير عبر إقامة مشروعات سريعة مثل الوحدات السكنية سابقة التجهيز لتوفير ملجأ للأسر الفلسطينية التي تعيش في العراء"، متابعًا أنه النقطة التالية ستكون عن الترتيبات الأمنية في غزة، مبينًا أنه لا أحد سيضع أموالًا في إعادة الإعمار دون معرفة مستقبل أمن القطاع، ثم سيتناول المؤتمر حوكمة القطاع، لأن السؤال هو من سيدير القطاع. وقال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن الرؤية المصرية تتمثل في أن تدير السلطة الوطنية الفلسطينية قطاع غزة، مبينًا أن الرؤية المصرية اقترحت تشكيل لجنة تكنوقراط غير فصائلية تدير قطاع غزة لمدة ستة أشهر بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية. وأشار عبد العاطي -في مقابلة خاصة مع قناة "أون تي في" الفضائية- إلى أن مصر عرضت إمكانية تدريب الشرطة الفلسطينية وإعادة نشرها في القطاع لتتولى فرض الأمن والنظام. وفيما يتعلق بإمكانية مشاركة قوات عربية في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية إنه لا يوجد أي مانع من نشر قوة دولية بمشاركة عربية في غزة حال وجود أفق سياسي واضح وجدول زمني محدد يقود لتجسيد الدولة الفلسطينية، وسيكون الدور الرئيسي لتلك القوة الدولية هو التحضير والتمهيد لإقامة الدولة الفلسطينية. وحول إمكانية مشاركة مصر في القوة الدولية حال إقرار ذلك، قال وزير الخارجية إن كل الأفكار مطروحة إذا كان هناك أفق سياسي يقود لتجسيد الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن الأفكار المصرية قابلة للتطبيق على الأرض ويناقشها الجميع. وأكد عبد العاطي أنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية، وهذه قناعة مصر والمجتمع الدولي، مبينًا أن المجتمع الدولي يتحدث الآن بأغلبية كاسحة عن ضرورة حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية. وأوضح وزير الخارجية أن مصر تتحدث عن تجسيد الدولة الفلسطينية وليس حل الدولتين في الوقت الراهن، مبينًا في الوقت ذاته أنه عندما نتحدث عن حل الدولتين حاليًا، نعطي حق النقض (الفيتو) لطرف (الولاياتالمتحدة) يرفض حل الدولتين، لأنه لا يريد شريكًا آخر على أرض الواقع، فهناك حكومة قائمة في إسرائيل ترفض حل الدولتين. وشدد عبد العاطي على ضرورة العمل المشترك والضغط من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية، لأنها الضامن الوحيد لأمن واستقرار المنطقة، باعتباره الحل الوحيد للأمن والاستقرار في المنطقة. وقال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن هناك ازدواجية "فجة" في معايير التعامل مع القضايا الدولية، وإن هناك دولة تضع نفسها فوق القانون الدولي والإنساني، ولا يمكن القبول بذلك. وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية-الفلسطينية ودور مصر بها، أشار وزير الخارجية إلى أن موقف مصر واضح تمامًا، وأن مصر على تواصل مع جميع الفصائل الفلسطينية، والمشكلة الحقيقية هي توافر الإرادة السياسية. وأكد عبد العاطي ضرورة أن ترتقي جميع الفصائل الفلسطينية إلى مستوى الحدث، مشددًا على وجود مخططات شديدة الخطورة تهدد بتصفية القضية الفلسطينية، والقضية الفلسطينية الآن تكون أو لا تكون. وشدد عبد العاطي على ضرورة إعلاء المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق المصالح الفصائلية الضيقة، مثمنًا في الوقت ذاته ما تم إنجازه في ملف الإصلاح الفلسطيني الذي يقوده الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحول مصير سلاح "حماس"، قال وزير الخارجية إن وجود أفق سياسي يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية لن يعطي مبررًا لأي طرف بأن يحمل السلاح أو يظل يحمل السلاح، ولا بد من تمكين السلطة الفلسطينية والسماح للشرطة بأن تتولى مهامها في قطاع غزة. وأعرب عبد العاطي عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة خلال أسبوع أو أسبوعين. وحول علاقة مصر مع إسرائيل منذ معاهدة السلام، قال وزير الخارجية إن "مصر ترى هذه العلاقة من منظور أن هناك معاهدة سلام، وكل الشواهد تؤكد أن هناك حرصًا متبادلًا بين مصر وإسرائيل على الالتزام بمعاهدة السلام، فمن جانبنا، نحن حريصون على الالتزام بمعاهدة السلام والوفاء بكل الالتزامات، وبالتالي الجانب الإسرائيلي يلتزم بالمعاهدة". وأضاف عبد العاطي أن التوتر الشديد واستمرار المذابح والجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، ليس في قطاع غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضًا، واستمرار همجية المستوطنين والأعمال الإجرامية التي يمارسونها في الضفة الغربية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، كل ذلك يلقي بظلاله السلبية على مسار العلاقات. وشدد عبد العاطي على أن مصر دولة كبيرة وقوية وقادرة على حماية أمنها القومي ضد أي تهديد أيًا كان مصدره، والقوات المسلحة المصرية قادرة على حماية الأمن القومي والحدود في كل اتجاه. وتابع عبد العاطي أن مصر ذكرت مرارًا لإسرائيل أن غطرسة القوة والبطش من جانب القوة المسلحة لن تحقق لإسرائيل الأمن والاستقرار. وحول تغيير خارطة الشرق الأوسط التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال وزير الخارجية إن تغيير خريطة الشرق الأوسط أوهام نظرية، وأي حديث عن الأمن الإقليمي مرهون بإرادة الدول الموجودة في الإقليم.