لا يزال أطفال غزة يقعون فريسة للجوع الذي لا ينتهي والظمأ الذي لا تبتل له العروق وسط تعنت إسرائيلي واضح في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والتي بالكاد تلج القطاع، كما أن أهل غزة يجابهون صعوبات جمة في اقتناء تلك المساعدات، خاصةً في مركز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية وسط تأكيدات أن جنود جيش الاحتلال يعمدون على اصطياد المدنيين بالرصاص الحي أثناء سعيهم للحصول على المساعدات. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الأطفال نتيجة سوء التغذية إلى 66 طفلاً جراء إغلاق المعابر وتشديد الحصار ومنع إدخال الحليب والمكملات الغذائية والغذاء. استشهاد بسبب سوء التغذية وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي عن بالغ القلق والاستنكار لارتفاع عدد الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سوء التغذية الحاد، بفعل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة، لاسيما الرضّع والمرضى. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن هذا السلوك يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف عن تعمّد الاحتلال الإسرائيلي استخدام التجويع سلاحًا لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. واستنكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الصمت الدولي المعيب تجاه معاناة الأطفال الذين يُتركون فريسة للجوع والمرض والموت البطيء. ومن جهته، قال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، إنّ المنظومة الصحية في القطاع تتعرض لانهيار شامل نتيجة الهجمة الإسرائيلية المتواصلة، ومنع إدخال المستلزمات الطبية منذ أكثر من 120 يومًا. 70 ألف طفل مهدد وقال الدقران إن أكثر من 70 ألف طفل في غزة حياتهم باتت مهددة بالموت بسبب سوء التغذية، محذرًا من انتشار الأمراض المزمنة بشكل كبير، لافتًا إلى أن أكثر من 300 ألف مريض مُهددون بفقدان حياتهم نتيجة توقف العلاجات وعدم توفر الأدوية. وذكر الدقران أن الوضع الصحي في غزة أصبح كارثيًا، في ظل استهداف متعمد للمدنيين، بمن فيهم من ينتظرون المساعدات، حيث يتم نصب الكمائن لهم في أماكن توزيع الإغاثة، ما يؤدي يومياً إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وخلال الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 630 يومًا، سقط أكثر من 56 ألف شهيد إلى جانب ما يربو على 132 ألف جريح، عطفًا على أكثر من 11 ألف شخص مفقود.