لن أنسى مطلقا تلك الكلمة الرائعة التى سمعتها من أستاذى الإنسان الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد عبدالمنعم الذى افتقدناه، لكن سيرته ستظل معنا نتذكرها فنتذكره بكل تقدير وخير لمواقفه وسيرته العطرة قال لي: «الصحافة مهنة مقدسة ورائعة» ثم أكمل، ولكن ما تتعرض له حاليا يجعلها غير ذلك. العبارة تحمل فى طياتها معانى كثيرة وتقديرا غير محدود للصحافة ومدى حب وتقدير هذه «المهنة الرسالة» التى أعطاها الكثير فأعطته المكانة والتقدير ووصل إلى قمة العمل الصحفى. شرفت بالعمل مع أستاذنا -رحمه الله- عن قرب فى مؤسسة الرئاسة فى الفترة من عام 1989- 1994عندما كان سكرتيرا صحفيا للرئيس الراحل حسنى مبارك ولا أنسى تشجيعه لى وإشادته الدائمة بأدائى وتميزى فى العمل وكان كثيرا ما يتصل برؤسائى وأساتذتى مشيدا بأدائى وكثيرا ما كنت ألجأ إليه أنا وزملائى عندما نواجه أى مشكلة فى العمل واستمرت حتى بعد أن ترك عمله بالرئاسة. كان الأستاذ محمد عبدالمنعم لا يتوانى عن تقديم النصح والإرشاد لنا لكى نتمكن من أداء عملنا الصحفى بصورة كاملة وحتى يكون الأداء الصحفى والإعلامى منضبطا ويقدم صورة لما يجرى من أنشطة وأحداث ومواقف محلية وعالمية والدور المصرى فيها. وكان الأستاذ محمد عبدالمنعم يسعد بكل عمل صحفى ناجح لأى زميل ويشيد به، بل كان يتصل بالزملاء إذا قرأ لأحدنا موضوعا جيدا أو عملا ممتازا سواء كان العمل مكتوبا أو مرئيا أو مسموعا ويبدى ملاحظاته التى تحمل الخبرة وقواعد المهنية العالية، وكان متابعا وقارئا ممتازا لكل ما يكتب وخاصة الكتابات عن حرب أكتوبر العظيمة وكان يشيد بهم فى مقالاته «بالأهرام»، ولا ننسى دوره فى المشاركة فى خداع إسرائيل عندما كان مديرا لتحرير الأهرام قبل حرب أكتوبر ونشر خبر موافقة القيادة على سفر أفراد القوات المسلحة لأداء العمرة مما أعطى انطباعا لإسرائيل أن مصر لن تحارب أو تدخل معركة معها. تولى الأستاذ محمد عبدالمنعم رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف العريقة وحقق لها إضافات كبيرة، وحافظ على المدرسة الصحفية المميزة للمؤسسة وترك بصمات لا تنسى فى الدار العريقة، وترك إرثا صحفيا كبيرا من خلال إسهاماته فى تغطية الأحداث السياسية والعسكرية فى تاريخ مصر. ورغم اعتزازه بكرامته كان يتصف بطيبة القلب والنقاء والكرم الحاتمي، وتمتع ببشاشة الوجه واحترام الجميع ولا يتأخر عن تقديم النصح والإرشاد والمعاونة لكل من يلجأ إليه. وظل على تواصل مع أصدقائه وتلاميذه الذين تتلمذوا على يديه أو عملوا معه. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته بقدر ما قدم لوطنه ومهنته التى كان يقدسها.