كان إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، صاحب خُلق ومبدأ وقيم، كان وفيًا وصبورًا وناصحًا أمينًا، حمَّل نفسه أوجاع مهنته فوق أوجاعه ولم ينحنِ، لم يعرف مهادنة فى الدفاع عن الوطن ومؤسساته، صلبًا كان ومقاتلًا شرسًا دفاعًا عن بلده ومهنته بلا خوف أو تردد أو حسابات ضيّقة، كان طموحًا ومتفائًلا، مهنيًا قائدًا فى مجاله، عاشقًا للورقة والقلم. تحُل اليوم الذكرى الثالثة على رحيل العملاق الصحفى الكبير ياسر رزق، كان هذا اليوم صعبًا، حزينًا وثقيلًا وقاسيًا عندما تلقينا خبر رحيل الأخ والصديق العزيز ياسر رزق، النقابى القدير المخضرم، الذى تولى رئاسة تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون» ورئاسة تحرير جريدة «الأخبار» التى غادرها فى فترة حكم الإخوان وتلقفته جريدة «المصرى اليوم» ليتولى رئاسة تحريرها ويحدث بها طفرة، وعاد بعد سقوط الإخوان ليترأس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، ورئاسة تحرير جريدة «الأخبار» مرة أخرى، البيت الذى كان يعشقه وتربى فيه سنوات عمره الصحفى. كان خدومًا ومتواضعًا، شرفت بزمالته لنحو 6 سنوات ويزيد حين عملنا معًا كرؤساء مجلس إدارة لمؤسستين صحفيتين عريقتين، تحدثنا معًا عن قرب، لمست إخلاصه ومهنيته وموضوعيته، متحدث جيد جدًا ومستمع بصمت وإصغاء نادر، لا يقطع حديثًا ولا يلتقط أطرافه، لا يتصيد خطأ لأحد أو يتحدث فى صغائر الأمور. كان له كاريزما صحفية وقيادية نادرة جدًا، أسَّس راحلنا ياسر رزق مدرسته الصحفية الخاصة الرشيقة والسريعة الخاطفة، كان كاتبًا صحفيًا متميزًا جدًا بأسلوب أكثر من شائق، فى زاويته الشهيرة «ورقة وقلم»، تجده جاذبًا واضحًا و«سهلًا ممتنعًا»، لا تمل حديثه ولا تستكثر كلماته، دقيق فى معلوماته، راصدًا متمكنًا للمواقف والأحداث والأشخاص والأزمنة، سرده شائق وممتع فى وصفه، مهنى فى صياغاته، ملهم ومعلم وقدوة لأجيال من شباب الصحفيين. الحكايات عن «رزق» كثيرة وكذلك الذكريات والمواقف، محبته وتقديره واحترامه تقرؤها فى عيون محبيه وتقرؤها على وجوه أبنائه وتلامذته من شباب الصحفيين، وتراها على ملامح زملائه من كبار الكتَّاب والصحفيين فى بلاط صاحبة الجلالة، الجميع يحملون له كل المحبة والود والتقدير والاحترام وحُسن السيرة، يحكون كيف كان يرفع ويعزز من قدر المهنة وزملائه وأساتذته وحتى تلاميذه، لم يبخل بمساعدة أو بمعلومة أو بعلمٍ، ولم يتأخر عن رد مظلمة أو مساندة ضعيف. 3 أعوام على الرحيل جسدًا، وتبقى سيرته ومسيرته ومواقفه المشرّفة التى أضافت للصحافة المصرية الكثير.. رحم الله الكاتب الصحفى الكبير صاحب القلم المتميز، الأستاذ ياسر رزق.