الغرض من الكتاب هو إبراز مدى انشغال الوعى العربى بالبطولات العربية الممتدة منذ بطولة الرسول عليه الصلاة والسلام أهدانى د. أحمد بهى الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب دار النشر الرئيسية فى بلادنا كتاباً مهماً أصدرته الدار ضمن سلسلة يتولى رئاسة تحريرها الدكتور محمد أحمد غنيم، ويدير تحريرها أحمد إبراهيم الشريف، وسكرتير التحرير إحسان سيد أحمد، والإخراج الفنى دينا فوكيه، والتصحيح اللغوى أحمد محمد حسن، ومصمم الغلاف فهو صديقنا الفنان محمد بغدادى. يقدم الكتاب الدكتور محمد أحمد غنيم ويؤكد أن البطولات العربية والذاكرة التاريخية للدكتورة نبيلة إبراهيم أستاذ الأدب الشعبى بآداب القاهرة من أهم الكُتُب فى مجال الدراسات الشعبية التى تناولت البطولات العربية فى تعاملها مع الذاكرة التاريخية. ويؤكد أهمية الكتاب لسببين: الأول: طبيعة الإنسان الشعبى المتمثلة فى إحساسه بامتلاك العالم، والثانى: قدرة الكتاب على استيعاب التعبير الشعبى بين الدينى والدنيوى. فإن كان الدنيوى يؤدى إلى الخروج عن النظام المثالى، فإن الدينى يسعى دوماً بحركته نحو الكمال. من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب من خلال البطل الذى يُعد همزة الوصل بين الدنيوى والدينى. لذلك يمكن القول كما تقول الباحثة إن البطولة الشعبية بكل أشكالها تُفجِّره عن رغبة الإنسان الشعبى الطبيعى الملحة فى الصمود والتسامى. وقد ناقش الكتاب فكرة تشكيل معنى الحياة فى إطار المرئى والمسموع. أى فيما وراء المرئى والمسموع. ويؤكد أن هذا الكتاب عزيزى القارئ يُعد فرصة لإعادة القراءة التماساً للعِبر واستخلاصاً للدروس على المستوى الفردى والجمعى. وهكذا يؤكد لنا الكتاب كيف صنع العرب تاريخهم وبطولاتهم؟ وكيف صنعت بطولاتهم تاريخاً شامخاً سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة؟ من هنا كانت هناك ضرورة لنشر الكتاب النفيس إسهاماً فى إعادة صياغة الوجدان الجمعى الشعبى فى تعلقه مع الوجدان الفردى لتجديد دماء وجداننا العربى الحافل بالبطولات. أما الكاتبة فهى تقدم كتابها ليس بهدف سرد البطولات العربية كُلاً على حدة. بل بهدف إبراز نموذج البطل وملاءمته للرسالة التاريخية المنوط بتحقيقها. لقد سبق أن تناول الباحثون بطولات السيرة العربية المختلفة بالبحث العميق الجاد سواء كان هؤلاء من الباحثين العرب أم الأجانب. وكان نصيب المؤلفة من هذه السير بحثى حول الأميرة ذات الهمَّة، ومدى تأثيرها فى الملاحم والأغنيات البيزنطية. ولكن الغرض من الكتاب هو إبراز مدى انشغال الوعى العربى بالبطولات العربية الممتدة منذ بطولة الرسول عليه الصلاة والسلام الذى يمثل النموذج الأعلى للبطولة الإسلامية. فمنذ ذلك التاريخ ومنذ أن كُتبت الكتب السماوية وحتى اليوم لم يكف الوعى العربى عن أن ينتقى من قلب التاريخ نماذج من البطولات العربية مثل بطولة على ابن أبى طالب، وعنترة، والملك سيف بن سى يزل، والظاهر بيبرس وغيرهم. وتؤكد الكاتبة أنها بدأت بالسيرة النبوية الشريفة، ثم بطولة على بن أبى طالب. وقد اكتشف ثلاث مخطوطات تعود إلى زمن مُبكِّر تحكى عنها، ثم بحثت البطولة القومية واستمرار تصويرها فى أكثر من نموذج بطولى، وبعد ذلك خصصت فصلاً لبطولة سيف بن سى يزل، وتؤكد أن الذاكرة العربية لم تهتم ببطولة الأبطال الرجال فحسب. بل قدمت البطولات النسائية التى أبرزتها بعض السير وجعلتها تقف على قدم المساواة مع البطل الرجل. ومن هنا كانت هناك ضرورة لنشر هذا الكتاب النفيس إسهاماً فى إعادة صياغة الوجدان الجمعى الشعبى فى تعلقه مع الوجدان الفردى. وذلك لتجديد دماء تاريخنا العربى الحافل بالبطولات. وهذا الكتاب يعد من أهم الكتب فى الأدب الشعبى لأهمية موضوعه ولمكانة مؤلفته بين الباحثين. إن فكرة تشكيل البطل كما يرصدها الكتاب تسعى إلى تفسير معنى الوجود. ذلك المعنى الذى يرتاح إليه الناس. ومن ثم يسيرون على هديه لأن البطل لا يكتفى برصد الواقع الذى يعيش فيه الناس. بل إنه يسعى إلى تبصير الشعب بحقائق الأشياء ومن ثم يعينه على تحمُل الحياة. ومن أكثر الظواهر لفتاً للنظر فى السير الشعبية العربية الدور الذى تقوم به المرأة. فمن ناحية الكم تزدحم السير الشعبية العربية بنماذج من البطولات النسائية الكثيرة. ومن ناحية أخرى فإن النماذج تتأرجح بطولاتها وتحاول أن تتساوى مع بطولات الرجال. إن إبراز مدى الوعى العربى بالبطولات العربية يجب أن يمتد عبر الزمان. ويكشف عن هويتنا العربية، وثراء تاريخنا وقيمته.