في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت أركان محافظة المنوفية، كشفت مصادر طبية بمستشفى قويسنا العام عن تفاصيل صادمة في التقرير الطبي الخاص بالشقيقين الطفلين، ضحيتي الجريمة البشعة التي وقعت بقرية قويسنا البلد، بعدما أقدم والدهما على قتلهما بدم بارد، مستخدمًا سلاحًا أبيض في نوبة عنف لا إنسانية. اقرأ أيضا| عثر عليها في مجرى مائي.. انتشال جثة ثلاثيني مجهول الهوية بالمنوفية الطفل "حسن.م.ح.ر" 13 عامًا، وصل إلى المستشفى جثة هامدة تمام الساعة السابعة وعشرين دقيقة أمس الثلاثاء، وجسده النحيل غارق في الكدمات والطعنات التقرير الطبي أورد وجود كدمات متفرقة، وكسور في الضلوع وعظام الصدر، وطعنات سكين نافذة في الفخذ الأيمن، فضلًا عن اشتباه نزيف داخلي حاد في منطقتي الصدر والبطن. محاولات الإنعاش الطبي باءت بالفشل، ليفارق الحياة متأثرًا بجراحه المروعة. أما شقيقته الصغيرة "مريم.م.ح.ر" ذات العشرة أعوام، فقد وصلت جثة دافئة في تمام الساعة الثامنة صباحًا، في إشارة إلى توقيت الوفاة الحديث. وذكر التقرير إصابتها بكدمات شديدة بالفخذين والصدر، وكسور محتملة في الضلوع، ونزيف داخلي بالبطن، ولم تنجح محاولات الإفاقة التي أجراها الطاقم الطبي لإنقاذها. الواقعة بدأت عندما تلقى اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، بلاغًا من مستشفى قويسنا العام باستقبال جثماني طفلين في المرحلة الابتدائية، وعليهما آثار تعذيب بدني واضح. على الفور، انتقل فريق من مباحث مركز قويسنا إلى مكان الواقعة. التحريات كشفت أن الأب المتهم "م.م.ر" البالغ من العمر 49 عامًا، منفصل عن زوجته، ويعيش أولاده الثلاثة في كنف جدتهم لأمهم. وفي لحظة مأساوية، اقتحم منزلهم صباحًا، واعتدى على أبنائه وجدّتهم بسلاح أبيض، ما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة الجدة، بينما نجا الطفل الثالث من المجزرة وفرّ هاربًا. وتمكنت قوات الشرطة من تحديد مكان الجاني بعد ساعات قليلة من الحادث، وألقت القبض عليه، حيث يخضع حاليًا لتحقيقات النيابة العامة، بعد تحرير محضر رسمي بالواقعة. وتواصل الجهات المختصة التحقيق في ملابسات الجريمة البشعة التي طرحت آلاف التساؤلات عن غياب الرحمة، وضياع البراءة في مذبحة أسرية، ترفضها الإنسانية وتنكرها الأبوة.