أبى شهر يونيو 2013 أن ينتهى إلا بعد أن يضع قبلة على جبين الوطن فى آخر يوم من أيامه. إثنا عشر عامًا مرت وكأنها سويعات على «فرح يونيو» الذى دخل التاريخ من أوسع أبوابه ليشارك طوائف الشعب وقواتنا المسلحة فى محو حقبة سوداء استمرت عامًا كاملًا كادت أن تطفأ فيها إشراقة مصر. إثنا عشر عامًا مرت على ثورة المجد التى وحدت الملايين من كل أطياف المجتمع فى لحظة تاريخية تحت حماية أبنائنا الأبطال لتنطلق الحناجر ضد فئة ضالة رأت الصورة بعينها العُورة فحاولت السيطرة وتغيير هوية المصريين باستخدام شعارات تحاول بها التفريق بين أبناء الوطن الواحد. لكنها لم تنطل على شعب مصر الذى خرج إلى الشوارع بجميع طوائفه من شباب وأطفال وشيوخ لا يملكون سوى حناجرهم لرفض هذه الغمامة السوداء ووأدها قبل أن تخترق عقول الشباب يحميها جيش باسل لم يبخل على مر العصور فى تقديم يد العون لأهله وأحبابه. خرجت تلك الملايين تريد العيش فى وطن آمن يدفعهم عشق الأرض والانتماء إليها، فقد عاشوا على خيراتها مفضلين الموت على أرضها، لا أن يتم تدنيس ترابها. خرجت الملايين على الأرض دون زيف وامتلأت السماء بألوان الطيف حيث يكتمل المشهد كما وصفه صلاح جاهين ولحنه كمال الطويل فى صورة كلنا عاوزين صورة، تحت الراية المنصورة، واللى حيبعد من الميدان عمره ما حيبان فى الصورة وبالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان. يا حبيبتى يا أمى يا بلادى يا غنيوة فى دمى على صدرك أرتاح من همى. ثم يحلف عبد الرحمن الأبنودى بسماها وبترابها ودروبها وأبوابها. وينادى يا بلادى لا تنامى دورى وسط الأسامى. لتظل كلمات حافظ إبراهيم الذى أبدع فيها رياض السنباطى.. حينما وقفت مصر تتحدث عن نفسها وكيف تبنى قواعد المجد وحدها.. لتظل مصرنا شامخة مرفوعة الرأس رغم أنف العملاء والحاقدين. وتظل ثورة يونيو هى الأعمدة الصلبة التى تقوم عليها مصرنا الجديدة الآن.