في كشف أثري بحري مثير، أعلن باحثون فرنسيون عن العثور على حطام سفينة تجارية غارقة في أعماق البحر الأبيض المتوسط قرب بلدة "راماتوي"، حيث وُجدت السفينة على عمق قياسي بلغ 2600 متر، متجاوزة بذلك عمق الغواصة الفرنسية الشهيرة "مينيرفا". هذا الاكتشاف النادر أثار اهتمام المجتمع العلمي، خاصةً أن ظروف غرق السفينة لا تزال غامضة، والمحتويات التي عُثر عليها على متنها تكشف عن أسرار تجارية وتاريخية مثيرة. في أعماق البحر، حيث يلفّ الظلام أسرارًا عمرها قرون، ترقد سفينة تجارية غارقة بصمت، على عمق 2600 متر تحت سطح المتوسط، لم تُخبرنا بما جرى، لكن أوانيها الخزفية وقضبانها المعدنية التي حُفظت بعناية الزمن، بدأت تروي قصتها بصوت العلم والتكنولوجيا. بحسب ما نشرته مجلة Smithsonian Magazine ونقله موقع روسيسكايا غازيتا الروسي، تمكنت البحرية الفرنسية من رصد بقايا سفينة تجارية قديمة باستخدام مسبار صدى صوت متطور، قرب بلدة راماتوي الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وبلغ طول السفينة الغارقة نحو 30 مترًا، وعرضها 7 أمتار، بينما تم تحديد عمقها على 2600 متر تحت سطح البحر، لتُصبح بذلك أعمق حطام سفينة تم اكتشافه في المياه الإقليمية الفرنسية. وكانت الغواصة الفرنسية "مينيرفا" التي غرقت في عام 1968، تُعد أعمق حطام معروف حتى الآن، حيث كانت ترقد على عمق 2.25 كم، إلا أن هذا الاكتشاف تجاوز ذلك الرقم، وأثار اهتماماً كبيراً في الأوساط العلمية والبحرية. ويُرجّح الباحثون، أن السفينة انقلبت أثناء الرحلة، إلا أن الأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن. وتبيّن أن الجزء الخلفي من عنبر السفينة فارغ تماماً، وهو أمر غير مألوف بالنسبة للسفن التجارية، في حين تم العثور في القسمين الأمامي والأوسط على كميات كبيرة من الأواني الخزفية وقضبان معدنية، في حالة حفظ ممتازة، ما يشير إلى أن السفينة ربما كانت تحمل شحنة ذات طابع تجاري مهم. وقد أفاد الإعلام الفرنسي، أن السفينة كانت في طريقها من إيطاليا إلى وجهة لم يتم تحديدها، وأن الجيش الفرنسي هو من اكتشف موقع الحطام خلال مهامه البحرية. ويتزامن هذا الكشف مع إعلان آخر مفاجئ عن العثور على سفينة الكابتن البريطاني الشهير "جيمس كوك" الغارقة منذ 250 عامًا قبالة سواحل الولاياتالمتحدة، مما يجعل من هذه الاكتشافات البحرية سلسلة من الكنوز الغارقة التي تعود إلى الحياة عبر التكنولوجيا الحديثة.