«لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك».. لبيك ربى وإن لم أكن بين الحجيج ملبيا.. لبيك ربى وإن لم أكن بين الصفوف فى الكعبة مصليا.. لبيك ربى وإن لم أكن بين الصفا والمروة ساعيا وأمام الحجر داعيا. اشتياق كبير ملأ قلبى وأنا اشاهد عبر الشاشات مواكب الحجيج من ضيوف الرحمن على جبل عرفات، رغم ان الله اكرمنى بالحج عدة مرات، لكنى أتوق وأرغب فى المزيد، فليس من رأى كمن سمع.. ذكرياتى فى الاماكن المقدسة كثيرة تقفز الى ذهنى فى موسم الحج.. منذ ايام تلقيت اتصالا من الصديق العزيز الكاتب الصحفى محمد عبدالجليل رفيقى فى رحلة الحج عدة مرات.. سألنى سؤالا مفاجئا: هل تذكر يوم ان فتحت السلطات السعودية الروضة الشريفة لبعثة وزارة الداخلية المصرية خصوصا قبل 11 عاما وقضينا بداخل الروضة نصف ساعة كاملة؟ قلت: وهل هذا يوم ينسى لقد كان اسعد ايام حياتي. تذكرت معه كيف انفتحت لنا أبواب الروضة الشريفة فى زيارة خاصة لا تحدث الا مع رؤساء الدول وكبار القادة طبقا للبروتوكولات والاجراءات الامنية تفاديا للزحام.. كنا قد وصلنا إلى المدينةالمنورة ضمن البعثة الإعلامية لوزارة الداخلية.. قمنا بزيارة قبر الحبيب المصطفى لكن دخول الروضة الشريفة ظل عصيًا علينا لمدة ثلاثة ايام بسبب الزحام الشديد. فى اليوم الرابع جاءنا الفرج عن طريق اللواء مليجى فتوح نائب رئيس بعثة الحج بالمدينةالمنورة فى ذلك الوقت، حيث دخل علينا الفندق وبشرنا بأنه استغل علاقته الطيبة مع المسئولين عن الحرم النبوى وحصل لنا على زيارة خاصة لدخول الروضة الشريفة، اجتمعنا عقب صلاة الفجر ننتظر تلك اللحظة وسرت قشعريرة فى جسدي، فها انا على بعد خطوات من الروضة الشريفة التى هى قطعة من الجنة كما بشرنا الحبيب المصطفى عندما قال: «ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة».. دخلنا بسعادة وشوق وصلينا ما يحلو لنا لمدة نصف ساعة. تجولنا بين منبر رسول الله وبين حجرة النور، حيث يرقد جسده الطاهر وإلى جواره جسدا ابى بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب.. مضت سنوات على هذه اللحظة التاريخية وبقيت أجمل الذكريات .