تعرضت في بدايات العام الماضي لحادث سيارة مؤلم وموجع في قلب طريق صلاح سالم علي اثره دخلت العديد من المستشفيات واجريت العديد من الجراحات الكبري. وما أن قدرت ان أتماسك وأتمالك بعض الشيء فأردت أن اشكر ربي علي نعمة الشفاء حمدا لله وشكرا لرب العالمين الشافي المعافي الرحمن الرحيم.. فقمت بأداء عمرة رمضان التي تعادل حجة لقول سيد الخلق أجمعين وخاتم المرسلين المبعوث رحمة لنا وللعالمين.. »أعتمر وفي شهر رمضان فإن العمرة فيه حجة« حيث ان العمرة هي توبه إنها هجرة انها إنابه انها أوبه انها قرب وتقرب من الله سبحانه وتعالي جل جلاله حيث يقول جل شأنه »وسارعوا الي مغفرة من ربكم« ويقول ايضا »نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم« إن الله يغفر جميع الذنوب مهما كبرت وعظمت وكثرت إلا الشرك بالله.. إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.. وقد وعد الغفور ان يغفر ما دون ذلك لمن تاب« وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم أهتدي« اللهم »أهدنا الصراط المستقيم« ما هذه الرودانيات ما هذا التلاحم بين كل الاجناس من كل بقاع الارض من كل الشتات داخل انحاء المعمورة بكل اللغات والاجناس وألوان البشر الكل جاء يلبي »لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك« الكل جاء يلبي ربه الكل يناجي الكل يسبح الكل يسجد الكل يستغفر ويشكر ويسعي ويجتهد ليتم العمرة عملا بقول الله جل شأنه واتموا الحج والعمره لله.. فتوجهنا أنا وأمي المسنة المريضه كنا نتحرك علي كراسي كهربائية متحركة ومعنا أسرتي من مطار القاهرة الي مطار المدينةالمنورة بالطيران السعودي ونتسأل لماذا توقف الطيران المصري من التوجه الي المدينة حيث يقوم عشرات الالاف من المصريين لاداء العمرة في رمضان هذا الشهر الكريم والفضيل.. ومنهم آلاف المرضي والمسنين فرحمة بهؤلاء لماذا توقف الطيران المصري عن التوجه الي المدينة حيث ان المصريين يشكلون نسبة كبيرة جدا من المعتمرين. ربما أنني وأمي كنا نتحرك علي كراسي كهربائية فرأينا التلاحم الاسلامي الكل يسعي ليساعدنا في الطريق يفسح الطريق لنا الي الحرم النبوي والحرم المكي في ركوب اسانسير الحرم في الدخول لصفوف الصلاة واداء مناسك العمرة كل الاجناس واللغات ما أن نشير الي كوب ماء زمزم تجد العشرات هرول لتسقي المعتمرين انه التلاحم والتعاطف الاخوي في الله وحبا في رسول الله المصطفي صلي الله عليه وسلم. ما أحلي التوجه لزيارة مدينة رسول الله لنتذكر رحلة الهجرة التي قطعها الرسول ومعه صاحبه الصديق رضي الله عنه وأرضاه سيرا علي الاقدام وركوب الناقة ليل ونهار جهادا في سبيل الله تحت لهيب الشمس المحرقة ومطاردة المشركين صوب وجهه. ما أروع الدخول من باب السلام للصلاة والسلام علي رسول الله وندعو الله ونقول بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله اللهم أغفر لي ذنوبي وأفتح لي أبواب رحمتك.. ما أحلي وأروع من شرف الصلاة في الروضة الشريفة.. ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.. حيث يرقد السيد الاعظم صلي الله عليه وسلم في حجرته الشريفه علي الجانب الايمن ووجهه الشريف متجه الي القبلة.. ما أروع وأحلي الصلاة في مسجد رسول الله حيث ان الصلاة تعدل الف صلاة فيما سواه وتلاوة القرآن الكريم في شهر القرآن ما أروع زيارة الحبيب المصطفي حيث قال »من زار قبري بعد وفاتي كمن زارني في حياتي.. وقال من صلي علي عند قبري سمعته ومن صلي علي تائبا ابلغته وقال ومن زار قبري كنت له شفيعا«.. ما أجمل وأروع مزارات المدينة مسجد قباء اول مسجد اسس في الاسلام علي يد النبي صلي الله عليه وسلم قبل دخول المدينةالمنورة في الهجرة بثلاث ليال حيث ان الصلاة في مسجد قباء كعمرة ثم زيارة المسجد ذي القبلتين ثم زيارة شهداء أحد يقول صلي الله عليه وسلم.. وزيارة البقيع حيث اصحاب رسول الله وأصحاب الاصحاب وأبناء بنات رسول الله وسيدنا عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود والامام مالك.. ثم التوجه الي مكة لاداء مناسك العمرة والطواف بالكعبة المشرفة بيت الله الحرام في الأرض الكل يطوف بملابس الاحرام الكل يدور في فلك واحد ملبيا داعيا مستغفرا رب العباد والطواف هو صلاة منجاة ودعاء واستغفار لله الخالق الباريء الغفور يكون المعتمر طاهرا متوضئا ما أروع الصلاة في المسجد الحرام. حيث يقول سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد«..واطعم من الشراب من ماء زمزم ماء زمزم لما شرب له.. اللهم اجعله شفاء لنا ولكل من شربه ما هذه المعجزة الربانية منذ عهد سيدتنا هاجر عليها السلام يخرج هذا الماء متدفقا من هذه الصخور القاحلة الصلدة في واد غير ذي زرع حتي يومنا هذا الكل يشرب الكل يرتوي ولا يشبع منه الانسان ابدا ثم السعي بين الصفا والمروة.. ان الصفا والمروة من شعائر الله.. لنتذكر رحلة السيدة العظيمة سيدتنا هاجر ومعاناتها من اجل البحث عن شربة ماء لسيدنا اسماعيل عليه السلام في وقت اشتداد الحرارة علي الصخور القاحلة الملتهبة الصلبة حافية القدمين.