اهتمامى الشديد بالذكاء الاصطناعى ، دفعنى للدخول فى «حوار عنيف «مع أشهر التطبيقات ، حول مستقبل مهنة الإعلام والصحافة، وهل الآلة التى لا تمتلك وعيا أو ضميرا او أخلاقا، يمكن أن تحل محل ابناء المهنة وتقطع عيشهم؟. وتلقيت من التطبيقات إجابات «ذكية» كثيرة ، بعضها حسب رغبتى من السؤال ، فإذا سألت مثلا: « هل تختفى الصحافة الورقية»؟ بدأت الإجابة بعبارة « أسباب تدعم بقاء الصحافة الورقية».. وإذا سألت هل تبقى الصحافة الورقية؟ تبدأ الإجابة بعبارة « أسباب تدعم بقاء الصحافة الورقية» .. وهكذا . وهذا معناه أن الإنسان سيبقى الضمير الحى للذكاء الاصطناعى، والحارس الأمين للقيم والمبادئ، أمام توحش الخوارزميات، وسيد العلاقة التكاملية بين وعى البشر وتغول الآلة. أما فى جوهر القضية « الذكاء الاصطناعى ومستقبل الصحافة والإعلام». فجاءت إجابات التطبيقات على النحو التالى : ●● من المتوقع أن تختفى بعض الوظائف الإعلامية التقليدية خلال سنوات قليلة، مثل محرر الأخبار المكتبية ،فنى الطباعة ،مصمم الجرافيك البسيط ،مراسل الأخبار العامة.. وتظهر وظائف جديدة تمامًا، مثلً مهندس خوارزميات المحتوى ،صانع محتوى ،محلل بيانات الجمهور ،مخرج واقع افتراضى ،ومراقب أخلاقيات الذكاء الإعلامى. ●● لا نتحدث عن مستقبل بعيد، بل عن واقع بدأ بالفعل ،روبوتات تكتب الأخبار وتقارير السوق فى ثوان ،ومذيعون افتراضيون يظهرون على الشاشة كالبشر ، ومحتوى يُنتج خصيصًا لكل فرد حسب اهتماماته ،وأدوات تصنع المحتوى بناءً على رغبة الجمهور،وظهور «الصحافة «التنبؤية». ●● هل انتهى دور الصحافة الورقية ؟.. الإجابة قطعًا لا، لا يزال الإعلام المهنى قائمًاً ويستعيد عافيته تدريجيًا، و تقدم «روشتة» طويلة لعلاج المشكلات مثل تراجع التوزيع والإعلانات واهتمام الجمهور، أهمها التنبؤ بالموضوعات الرائجة عبر تحليل اتجاهات السوشيال ميديا، مما يساعدها على البقاء فى قلب النقاش العام. ●● أجيال جديدة من الإعلاميين الشباب دخلت المشهد وتحمل حيوية وتجتهد فى بناء صورة عصرية للإعلام المصرى، بعيدًا عن القوالب القديمة والأساليب المكررة، وهذا الجيل هو رهان الحاضر وضمانة المستقبل، إن أحسنّا توجيهه وتدريبه وإعطاءه الفرصة. ●● تنصح تطبيقات الذكاء الاصطناعى القائمين على كليات الإعلام بسرعة إنشاء معامل تدريب على الذكاء الاصطناعى، ومراكزلتحليل اهتمامات الجمهور ، ومختبرات لإنتاج محتوى تفاعلى وواقع افتراضى . ●● وتنصح كل إعلامى وصحفى بملاحقة التطورات المتسارعة ليواكب المستقبل ويواصل التأثير فى المشهد الإعلامى الحديث ،واستخدام منصات تحليل البيانات لفهم توجهات الجمهور، وبرمجيات توليد المحتوى الذكي، وتقنيات الترجمة الفورية والتلخيص الآلى. ●● لا مجال للرقابة والقيود والمصادرة والمنع والحجب، إلا فى حدود معينة وضوابط قانونية شديدة التعقيد،ولن يكون الإعلام حكراً على الإعلاميين، بل كالماء والهواء. ●● المواجهة ب « الوعى .. الوعى .. الوعى » والقانون ، ونظرة إلى المستقبل لنحدد بموضوعية وتجرد: أين نحن الآن ؟.. أين نريد أن نصل ؟.. وكيف نصل إلى هناك؟.