على طريقة المطرب الشعبى الكبير الراحل محمد رشدى فى أغنيته «عدوية»، حيث ركب دماغه وأصر ألا يصعد المركب إلا ومعه عدوية.. هكذا أصر عامر على ألا يغلق باب الرجاء مع الله، فى أن يحقق حلمه فى أن يحج لبيت الله الحرام. عامر توجه للمطار للسفر فى موعده، وأخذ بكل الأسباب، لكن هناك أخبروه أن لديه مشكلة، ورفض قائد الطائرة انتظاره، وأغلق باب الطائرة وأقلع.. الطبيعى أن يعود لبيته لحين حل المشكلة لكنه حلف بالله ألا يبرح مكانه إلا إلى غايته «بيت الله الحرام». المفاجأة عودة الطائرة للمطار بسبب عطل فنى، وهنا تهلل فرحاً لكن لم يتم السماح له بالصعود، وأقلعت الطائرة مجددًا، لكنه لم يغلق باب الرجاء، بل أصر على موقفه، وحدثت المفاجأة، عادت الطائرة مرة ثانية بسبب عطل فى المكابح، ونزل الركاب ليجدوه لم يبرح مكانه بيقين أن الله لن يخذل رجاءه، وصعد وسط تهليل وفرحة الركاب.. وأقلعت الطائرة إلى غايتها دون أية أعطال. مغزى الحكاية أرويها ليس من باب «الدروشة»، لكن من باب نصيحة لشبابنا بألا يغلقوا باب الرجاء والأمل، وألا يتملكهم اليأس، ويصروا على أحلامهم، سواء فى باب رزق أو وظيفة أو دراسة تتوق أنفسهم لها وفق قدراتهم، فهى حتماً ستتحقق فى يوم ما.. عليهم أن يدركوا تماماً أن «ما لك لن يخطئك، وأن ما ليس لك لن يأتيك». هذا ليس حديث جبر خواطر، لكنها حقائق أثبتتها الأيام والسنون.. نعم هناك تحديات اقتصادية واجتماعية وضغوط نفسية موجودة فى كل المجتمعات، لكنها قابلة للحل بعون الله وتوفيقه، شريطة الأخذ بالأسباب، فلا تتكاسل وتجلس تلعن الزمان والمكان، لكن اجتهد وأصقل قدراتك لتكون مؤهلاً لمواجهة معترك الحياة. أكثر من ثلثى التركيبة السكانية لمجتمعنا من الشباب، وهذا كنز تفتقده الكثير من الدول المتقدمة، وعلينا استثماره بكل الطرق والوسائل، فهم رجال وقادة المستقبل. لشبابنا: حاول مرة ومرة ومرات ولا تيأس.. توكل على الله ولا تتواكل.