لليوم الرابع على التوالى خرجت الجماهير الليبية إلى الشوارع والميادين العامة فى مختلف المدن الليبية، للتعبير عن غضبها ورفضها للاحتراب الداخلى والاقتتال، وعمليات التخريب والترهيب والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة على مدى الأسبوعين الماضيين، وبعد الإعلان عن العثور على 58 جثة مجهولة الهوية فى مشرحة أبو سليم بطرابلس، خرجت تصب جام غضبها على الأوضاع المأساوية، حملت لافتات كتب عليها نريد الاستقرار، تنحو عن مصالحكم ومطامعكم، نريد انتخابات تنتصر فيها إرادة الشعب الليبى، مضى عقد من الزمان على وعودكم الانتخابية، كفى وعود زائفة؟. إن ما يحدث فى ليبيا يقلقنا كثيراً، لا نبالغ إذا قلنا إنه باستمرارها، سوف يخلق بؤر للتوتر حولنا، وبؤر توتر واحتراب فى جارنا شقيقنا السودان، وفى البحر الاحمر، والقرن الإفريقى. لقد بذلت مصر جهوداً مكثفة لأكثر من محاولة لجمع الفرقاء على كل المستويات القبلية والمدنية والحكومتين، وسعينا جاهدين لمساعدة ليبيا للخروج من أزمتها، فى كافة المحافل الإقليمية والدولية، وتحتضن الآلاف من الليبيين الفارين. يا كل الليبيين وحدوا أهدافكم، بلدكم غنى وثرى، مهيئ ليكون بلداً متقدماً وعظيماً، أنتم من أكبر الدول المصدرة للنفط، ثرواتكم الزراعية هائلة، سواحلكم تقترب من 2000 كيلومتر من أجمل الشواطئ. أين السياحة الشاطئية عندكم؟، ولتكن شواطئكم مضيافة للسياحة العالمية، لديكم ثروات معدنية متنوعة وهائلة تجعل منكم عملاقاً إفريقياً ودولياً، فلمَ التناحر والاقتتال وإزهاق أرواحكم؟، وأنتم تستطيعون العيش فى رغد واستقرار، أنتم وجيرانكم من كل حدب وصوب.