تواجه ليبيا حاليا خطر الأنقسام، وعدم بقائها دولة موحدة، فقد تحول الصراع على السلطة بين الميليشيات المسلحة التى يعتقد كل منها أنه الأحق بالسلطة والشرعية ووريث ثورة 17 فبراير 2011، إلى فوضى عارمة وقتال شوارع بصورة شبه يومية، حتى انقلبت حياة المواطنين الأبرياء إلى جحيم لايطاق، وأصبح الليبى غير آمن على نفسه فى بيته أو عمله، من هذا الإرهاب المسلح الذى يضرب أنحاء البلاد فى مقتل حاليا. ومعركة ليبيا مع الإرهاب تعد من أصعب المعارك التى تخوضها بعض الدول العربية الأخرى مثل اليمن ومصر والجزائر وتونس وذلك لسبب رئيسي: هو أن السلاح فى ليبيا أصبح متاحا حتى فى أيدى الصبية، ويقول المسئولون هناك إن نحو 25 مليون قطعة سلاح موجودة تحت يد الليبيين،أى أن نصيب كل مواطن حتى الأطفال منها أكثر من أربعة أسلحة تعداد ليبيا نحو 6 ملايين نسمة فى ظل مجتمع قبلى سيطرت عليه وقمعته ديكتاتورية نظام القذافى لأكثر من 42 عاما مما أدى لانتشار الجهل والأفكار الظلامية التى خرجت إلى العلن بعد ثورة 17 فبراير. وتحدى الإرهاب المسلح فى ليبيا يتسم بالخطورة البالغة لسببين: الأول: إن البلاد مترامية الأطراف إذ تبلغ مساحتها مليونا و800 ألف متر مربع وتحتاج إلى أجهزة ومعدات وقوات ضخمة ومدربة حتى تتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار وحماية وحدتها وسيادتها، فضلا عن إيمان أبنائها بفكرة الدولة القومية. ثانيا: إن جماعات الإرهاب المسلح تريد فرض قناعاتها وأفكارها التكفيرية على الشعب الليبى بقوة السلاح الذى أصبح متاحا تحت يدها بتمويل من دول عربية شقيقة للأسف الشديد، وذلك فى مواجهة مؤسسة الجيش الوطنى الضعيفة والمنهكة التى تواجه اتهامات وانتقادات من كل حدب وصوب فضلا عن انقسامها السياسى بين الميليشيات المختلفة. فهل ما يقوم به اللواء خليفة حفتر هو بداية للملمة ليبيا قبل انفراط عقدها.. وهل ينجح حفتر فى القضاء على الميليشيات المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا وتطهيرها كما وعد.. أم أن تحركه قد يصب المزيد من النار على صراع السلطة المشتعل فى ليبيا؟. لمزيد من مقالات رأى الاهرام