الأربعاء الماضى تشرفت بحضور احتفالية افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لموسم حصاد القمح وافتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية بطريق الضبعة تلك المنطقة التى كانت حتى سنوات قريبة صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وحولتها الارادة المصرية الى جنة خضراء فى الصباح الباكر انطلقنا بالسيارة قاصدين موقع الحصاد فى عمق الصحراء على مسافة 75 كيلومترا من القاهرة .. لافتة مرورية ضخمة ترشدنا الى محور الضبعة الذى يمتد لمسافة 300 كيلو متر من الجيزة حتى مطروح المزارع والمصانع والعمران يدب على جانبى الطريق واللون الاخضر يغطى رمال الصحراء معلنا مولد مجتمعا زراعيا عمرانيا جديدا .. شعرت بالفخر والسيارة تخترق اراضى مشروع مستقبل مصر الذى يعد إنجازا كبيرا نعول عليه الكثير فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح خلال سنوات قليلة حتى نوفر 20 مليار دولار تنفقها مصر سنويا فى استيراد القمح .. مشروع مستقبل مصر يستهدف استصلاح 4٫5 مليون فدان ليرفع الرقعة الزراعية بمصر المحروسة خلال عامين فقط من 8٫6 مليون فدان الى 13٫5 مليون فدان باكورتها إضافة 800 ألف فدان للرقعة الزراعية بحلول سبتمبر القادم تدر فى العام الواحد 30 مليار جنيه ..ما أروعها رحلة فالرمال قد اكتست باللون الأخضر ومزارع القمح تسر الناظرين ..وفى قلب الصحراء تقف صوامع تخزين الغلال شاهقة عملاقة بارتفاعات تلامس السماء تذكرنا بخزائن الارض فى عهد سيدنا يوسف عليه السلام عندما كانت خزائن مصر تسمى « خزائن الأرض « لما فيها من خير وفير يكفى سكان الأرض . كنت سعيدا وأنا أشاهد مواكب الذهب الأصفر تنطلق من الحقول الى نقطة التفريغ لتقف متراصة أسفل الصوامع العملاقة فى انتظار تفريغ أقماحها داخل صوامع الأمن الغدائى . الاحصائيات كاشفة والارقام تتحدث عن نفسها والاراضى المستصلحة تبوح بأسرارها وتمنحنا ثرواتها لتجسد واقعا مبشرا ومستقبلا مشرقا بإذن الله ..جميعنا نعلم ان مصر تتصدر قائمة أكثر الدول العربية استهلاكا واستيرادا للقمح حيث تستهلك ما يزيد عن 20 مليون طن سنويا والمبشر ان انتاج القمح هذا الموسم ارتفع الى 10 ملايين طن من زراعة 3٫1 مليون فدان ونستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح خلال سنوات قليلة .