يشكو كثير من الأشخاص من شعور "الشرارة" أو "الكهرباء" عند ملامسة الآخرين، خاصة في أوقات معينة من السنة أو داخل أماكن مغلقة. يوضح د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن هذا الشعور ناتج في الغالب عن ظاهرة تُعرف ب"الكهرباء الساكنة"، وهي ظاهرة فيزيائية طبيعية تحدث نتيجة لتراكم الشحنات الكهربائية على سطح الجلد أو الملابس، وغالبًا ما تكون غير ضارة تمامًا. تحدث هذه الظاهرة بشكل أكبر في الأجواء الجافة أو الباردة، مثل فصل الشتاء أو داخل الأماكن المكيفة، حيث يقل مستوى الرطوبة في الهواء، مما يزيد من احتمالية تراكم الشحنات، كما أن ارتداء ملابس مصنوعة من الألياف الصناعية مثل البوليستر أو النايلون يزيد من الاحتكاك بين الأقمشة، وبالتالي يتولد المزيد من الشحنات التي قد تنتقل بمجرد لمس شخص آخر. وتزداد هذه الظاهرة أيضًا عند المشي على سجاد أو أرضيات معينة، حيث ينتج الاحتكاك بين القدم ونسيج السجاد شحنة كهربائية ساكنة، أما الأحذية ذات النعال المطاطية، فهي تمنع تفريغ هذه الشحنات من الجسم إلى الأرض، مما يزيد من احتمالية الشعور بالصدمة عند لمس شيء أو شخص آخر. كذلك تلعب البيئة الجافة داخل البيت أو العمل دورًا في زيادة تراكم الكهرباء الساكنة. وعليه، يقدم د. محمود كامل بعض النصائح لتقليل هذا الشعور المزعج، ومنها استخدام جهاز ترطيب الجو داخل المنزل، وارتداء ملابس مصنوعة من القطن الطبيعي بدلاً من الألياف الصناعية، كما يفضل مسح الأرض والسجاد بقطعة قماش مبللة من وقت لآخر لتقليل الشحنات، بالإضافة إلى استخدام كريم مرطب للبشرة، خاصة أن الجلد الجاف يحتفظ بالشحنات بشكل أكبر. وينصح أيضًا بتجنب ارتداء الشرابات أو الأحذية المطاطية داخل المنزل، إذ تعيق هذه المواد التفريغ الطبيعي للشحنات. ومع ذلك، يحذر من تجاهل الأعراض إذا كان الشعور بالكهرباء مصحوبًا بآلام أو أعراض غريبة مثل تنميل، ضعف، دوخة، أو صعوبات في الحركة. ففي حالات نادرة، قد يكون الأمر مؤشرًا على مشكلة عصبية أو سبب آخر يستدعي مراجعة الطبيب، لكنه يطمئن أن في أكثر من 99٪ من الحالات، تكون الكهرباء الساكنة سببًا طبيعيًا وغير مقلق على الإطلاق.