تعد الشفاه من أكثر أجزاء الجسم تعرضا للعوامل البيئية، ويعتبر جفافها أو تشققها أمرا شائعا خلال الفصول الباردة أو الجافة، لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن هذه الحالة قد تكون أحيانًا مؤشرا على مشكلات صحية أعمق، بحسب خبراء الجلد، فإن جفاف الشفاه لا يرتبط فقط بالعوامل الخارجية، بل قد يكشف عن اضطرابات في الأعضاء الداخلية أو نقص في عناصر غذائية أساسية، في هذا التقرير نسلط الضوء على الأسباب المحتملة لجفاف الشفاه، وفقًا لتوضيحات الطبيبة زاريما عمروفا، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل،في تصريحات صحفية . أوضحت الدكتورة زاريما عمروفا، المتخصصة في الأمراض الجلدية والتجميل، أن الشفاه تعد منطقة حساسة للغاية لكونها تقع في نقطة انتقالية بين الجلد والغشاء المخاطي، ولا تمتلك طبقة قرنية تحميها أو غدد عرقية ودهنية كما هو الحال في بقية أجزاء الجسم، الغدد الدهنية تتركز فقط في زوايا الفم، مما يجعل قدرة الشفاه على الترطيب الطبيعي ضعيفة للغاية، ويجعلها عرضة سريعة للجفاف والتشقق. وتشير إلى أن العوامل البيئية من أبرز الأسباب لجفاف الشفاه، وتشمل التعرض المباشر للرياح، وانخفاض درجات الحرارة، وأشعة الشمس فوق البنفسجية، بالإضافة إلى بعض العادات الخاطئة مثل لعق الشفاه أو عضّها بشكل متكرر، وسوء العناية اليومية بها. لكن المثير للقلق، كما تقول الطبيبة، أن جفاف الشفاه لا يكون دائمًا نتيجة مؤثرات خارجية،فقد يشير أحيانًا إلى مشاكل صحية كامنة مثل أمراض جلدية مزمنة كالأكزيما، والتهاب الجلد، والصدفية،وقد يُنذر أيضًا باضطرابات في عمل أعضاء داخلية كالكلى والبنكرياس، أو يدل على خلل هرموني أو داء السكري، الذي يسبب جفافًا عامًا للبشرة وعطشًا دائمًا، وفي بعض الحالات، قد ترتبط الشفاه الشاحبة جدًا بمشكلات في الكبد، خصوصا إذا صاحبتها علامات مثل رائحة الفم الكريهة أو وجود طبقة بيضاء عند زوايا الشفاه. كما يمكن أن يكون جفاف الشفاه مؤشرا على أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي، مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، وكذلك اضطرابات في الجهاز العصبي،وتشمل الأسباب الأخرى مشاكل في الفم مثل التهابات اللثة وتسوس الأسنان أو الحشوات غير المناسبة، إضافة إلى الحساسية الموسمية والتهابات الجهاز التنفسي. وتلفت عمروفا إلى أن نقص الفيتامينات والعناصر المعدنية، مثل فيتامين A، B12، C، E، والزنك والحديد، شائع بعد فصل الشتاء، وقد يسبب جفاف الشفاه وتشققها، خاصة في الزوايا. وتنصح بضرورة مراجعة الطبيب في حال استمرار أو تكرار جفاف الشفاه، حيث من الضروري تحديد السبب الأساسي بدقة، أما في حال استبعاد الأسباب المرضية الداخلية، فتقترح استخدام مراهم تحتوي على ميثيل يوراسيل أو ديكسبانثينول، مع إمكانية الاستفادة من علاجات تجميلية مثل "التنشيط الحيوي"باستخدام مستحضرات تحتوي على حمض الهيالورونيك لتحسين ترطيب الشفاه وتعزيز تجددها. رغم أن جفاف الشفاه يبدو ظاهريا كأمر بسيط يمكن علاجه بمرطب شفاه، إلا أن جذوره قد تكون أعمق من ذلك بكثير،من الضروري الانتباه إلى الإشارات التي يرسلها الجسم، فقد تكون الشفاه المتشققة صوتًا صامتا لحالة صحية تحتاج إلى علاج، لذلك، لا تستهِن بالأعراض المتكررة، واستشر طبيبًا مختصًا لتحديد السبب والتعامل معه بالشكل الصحيحة.