الإسكندرية: محمد مجلى ربما يعتقد المتهم عند ارتكاب جريمته أنه سيفلت من عقابه خاصة لو كان قد خطط لها باحترافية وأن سره من الممكن أن يدفن مع ضحاياه معتقدًا أن طول الزمن وغياب الحقيقة كفيلان بأن تنتهى معهما أي حكاية أو رواية يفضل أحد طرفيها انهائها بطريقة غير قانونية، لكن مهما طال الزمن فلابد من يوم محتوم ترد فيه المظالم ليكون أبيض على كل مظلوم وأسود على كل ظالم وهو ما يلخص حال جريمة الإسكندرية التي كانت بطلتها ربة منزل تخلصت من زوجها ودفنته تحت الأرض بمحل سكنها وظلت جريمتها فى طي الكتمان ولا يعلم عنها أحد حتى ظهرت للنور وانكشف المستور وظهرت الحقيقة بعد 8 سنوات كاملة من وقوع الجريمة. ظلت الطفلة الصغيرة «ه.ع.ص» صاحبة ال 12 عامًا من عمرها شاهدة على ارتكاب الواقعة بعد أن شاهدت والدتها وشقيقها يقتلان الأب المدعو «ع.ص»، ثم يحفران حفرة كبيرة ويدفنان الجثمان ووضع بلاط السيراميك عليه واقتنعت آنذاك أن والدها نائم وسوف يستيقظ ويخرج قبل أن تدرك أن والدها لن يعود مجددًا للحياة وأن والدتها وشقيقها أنهيا حياته فقررت التخلي عن صمتها وإبلاغ الأجهزة الأمنية وكشف المستور. وبعد مرور 8 سنوات كاملة انكشف سر جريمة القتل؛ إذ أقدمت ربة منزل على قتل زوجها وذلك بمعاونة الابن الأكبر، حيث أحضرت الزوجة سكينًا وبمعاونة نجلها طعنت زوجها وخططت لإخفاء معالم الجريمة وذلك بأن حفرت حفرة كبيرة ودفنته تحت الأرض ثم وضعت عليه بلاط السيراميك. وتقدمت نجلة المجنى عليه وشقيقة المتهم فى القضية ببلاغ إلى قسم شرطة محرم بك تتهم فيه كل من والدتها وشقيقيها بالتورط فى جريمة قتل والدها ودفنه تحت بلاط الشقة موضحة أن الجريمة وقعت منذ ما يقرب من ثماني سنوات كاملة ظلت خلالها الجريمة عبارة عن سر مدفون مع صاحبها تحت الأرض حتى قررت الابنة الصغيرة كشف السر واعلان تفاصيل الجريمة التي شاهدتها قبل مرور 8 سنوات كاملة. وبحسب البلاغ المقدم بقسم شرطة محرم بك، فإن الطفلة شهدت الواقعة قبل 8 سنوات وهى فى سن صغيرة، لكنها علمت بتفاصيل الواقعة من والدتها المتهمة فى تلك القضية، والتي جمعت أبناءها وحذرتهم من إفشاء السر واعلان تفاصيل الجريمة خشية افتضاح أمرهم وضبطهم وهو ما سمعته الطفلة التي أبلغت بوفاة والدها. خلافات مستمرة وأوضحت الطفلة الصغيرة خلال البلاغ الذي تقدمت به إلى قسم شرطة محرم بك؛ بأن والدها كان على خلاف مستمر مع والدتها وأن تلك الخلافات استمرت لعدة سنوات طويلة، موضحة أنه كان دائم التعدي على والدتها وضربها، مشيرة إلى أن الخلافات لم تكن لتصل إلى حد التهديد بالسلاح أو بالقتل وأنها كانت مشاجرات بالأيدي. وأضافت الطفلة المٌبلغة؛ أنه يوم ارتكاب الواقعة اشتدت الخلافات بين والديها وأنه تعدى عليها بالضرب وذلك لحظة وقوف شقيقها الأكبر والمتهم الثاني فى القضية، حيث أحضر سلاحًا أبيض عبارة عن سكين، وسلمه لوالدته التي طعنت والدها حتى سقط غارقًا فى الدماء، لافتة أن مشهد الدماء كان صعبا للغاية وأغرق محتويات الشقة. وتابعت؛ أن والدتها وشقيقها ظلا يفكران فى كيفية إخفاء جثمان الأب بعد التأكد من وفاته، لافتة إلى أنهما فكرا فى الاستعانة بأحد من أجل مساعدتهم فى التخلص من الجثمان لكن تراجعا خشية افتضاح الأمر، وقررا دفنه على طريقة ريا وسكينة وخلعا البلاط وحفرا حفرة كبيرة ووضعا الجثمان ثم وضعا بلاط السيراميك على الأرض. خوف وذعر وبحسب التحريات فإن الخوف والذعر تملك والدتها وشقيقها وظلت عملية اخفاء الجثمان ودفنه تحت البلاط عدة أيام أغلقت خلاله أبواب الغرفة عليها وعلى شقيقيها البالغين من العمر 12 و15 سنة آنذاك، قبل أن تنقلهما لدى الأقارب حتى تتمكن من اخفاء معالم الجريمة رفقة نجلها. وكشفت التحريات التي أجريت بمعرفة المباحث الجنائية بقسم شرطة محرم بك؛ أن الزوجة كانت متزوجة من شخص آخر وأنجبت منه طفلين عمرهما 12 و 15 سنة، قبل أن ترتبط بزوجها المجني عليه أحدهما مسجون على ذمة احدى القضايا. وفى مفاجأة مثيرة تتعلق بالقضية تبين وفاة الأم مرتكبة الواقعة قبل عام وأنها خلال 7 سنوات مضت كانت حريصة على كتم السر وتوصية أبنائها بعدم الافصاح عن السر لأي شخص بارتكاب الجريمة وأنها كانت ترفض استقبال أي زيارات بالمنزل حتى لا ينكشف أمرها وظل الأمر فى طي الكتمان حتى تقدمت الصغيرة بالبلاغ. وكشفت التحريات أن الطفلة روت لعمتها تفاصيل ارتكاب جريمة قتل والدتها وأنها أكدت لها أن والدتها وشقيقها قتلا والدها وطعناه بسكين فاصطحبت الابنة إلى قسم شرطة محرم بك وقدمت بلاغا بتفاصيل الواقعة واتهمت والدتها المتوفية وشقيقها الأكبر صاحب ال 23 عاما بقتل والدها ودفنه داخل الشقة. وأشارت خلال البلاغ، أن هناك خلافات سابقة وقعت بين والدها ووالدتها وأنه يوم ارتكاب الحادث وقع خلاف حاد بينهما وتطورت المناقشة إلى مشاجرة وأحضر شقيقها السكين وطعنت الأم المتوفية زوجها رفقة نجلها بالاشتراك مع أبنائها فى التخلص من الجثمان بعد دفنه تحت بلاط الشقة وذلك فى عام 2017 وذلك على طريقة سفاح الإسكندرية. ضبط المتهمين وفى وقت لاحق تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة من الأشقاء لاشتراكهم فى ارتكاب الجريمة والتخلص من الجثمان، وجرى مواجهة المتهم الرئيسي فى القضية وهو نجل المجنى عليه وبمواجهته عن مكان اخفاء الجثة أرشد عن مكان تواجدها باحدى الغرف وأرشد عن السلاح المستخدم فى الجريمة. جرى عرض المتهمين على نيابة محرم بك، والتي باشرت التحقيق فى الجريمة واستمعت إلى أقوال المتهم الرئيسي فى القضية فى جلسة تحقيق استمرت لمدة 18 ساعة متواصلة أمرت بعدها النيابة بحبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق. ووسط حراسة أمنية مشددة أحضرت الأجهزة الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المتهم الرئيسي رفقة شقيقه فى الجريمة إلى موقع ارتكاب الواقعة وذلك لتمثيل جريمتهم، وأرشد المتهم الرئيسي عن مكان دفن الجثمان، كما أرشد عن السلاح المُستخدم فى الجريمة. وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد لهما فى الميعاد – والجريدة ماثلة للطبع – وطلبت سرعة تحريات المباحث العامة وتقرير الطب الشرعي بعد إجراء الكشف الظاهري على جثمان المتوفي ومعرفة أسباب الوفاة. تعود الواقعة إلى تلقى اللواء حسن عطية مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطاراً من قسم شرطة محرم بك يفيد بورود بلاغ من طفلة رفقة عمتها تتهم فيه والدتها وأشقائها بقتل والدها والتخلص منه ودفنه تحت البلاط. وأشارت الطفلة خلال البلاغ أن المتهمين قاموا بخلع بلاط الشقة وتركيبه مجدداً بعد دفن الجثمان تحت البلاط، لافتة إلى أن ذلك يعود إلى وقوع خلافات سابقة وقت ارتكاب الواقعة، وتبين وفاة والدتها منذ العام الماضي. جرى تحرير محضر بالواقعة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيالها. اقرأ أيضا: بطعنة في القلب.. «سردينة» يقتل مواطن أمام المارة بالإسكندرية