تم الاتفاق على تعاون القوتين المسلحتين المصرية والسورية بالهجوم على الجبهتين تحت مسمى العملية «بدر» وأن يقوم سلاحا الطيران فى الدولتين بتوجيه ضربة جوية فى وقت واحد ضد الأهداف العسكرية المعادية فى سيناء والجولان وتحت ستر التمهيد النيرانى بالمدفعية وتقوم قواتنا بالهجوم واقتحام قناة السويس والقوات السورية فى الجولان وتحريرها. وحددت الخطة تحرير الجولان فى أربعة أو خمسة أيام مع الاستمرار فى تأمينها حتى تصل القوات المصرية إلى الأهداف الاستراتيجية المحددة لها فى سيناء بعد اقتحام قناة السويس بالجيشين الثانى والثالث على طول المواجهة بحوالى 175 كيلومترًا وإنشاء رءوس كبارى «جيوش» مؤمنة بواسطة الدفاع الجوى وتطوير الهجوم حتى خط المضايق الجبلية لاحتلاله والتشبث به وتأمينه. وبهذا تصبح القوات الإسرائيلية فى أرض مكشوفة فى وسط سيناء ولا تتمكن من إنشاء خطوط دفاعية بها.. وتقوم قواتنا البحرية بتأمين سواحلنا والتعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية فى مضيق باب المندب لإيقاف الملاحة من وإلى ميناء إيلات بما يؤثر على الاقتصاد الإسرائيلى وحرمانه من الإمداد بالبترول الإيرانى.. وحكى لى المشير الجمسى - رحمة الله عليه - قصة الكشكول أو خطة الحرب.. قائلًا إنها كانت الوثيقة التى كتبها فى أول عام 1973 وحدد فيها اليوم والشهر والساعة المناسبين للقيام بالهجوم وذلك بعد دراسة دقيقة ومستفيضة للموقف العسكرى للعدو وقواتنا والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه وساعات الإظلام وضوء القمر والأحوال الجوية وحالة البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، مما يحقق أفضل استخدام لقواتنا بنجاح وتحقق أسوأ الظروف للعدو واختيار أفضل التوقيتات التى تناسب الهجوم على الجبهتين المصرية والسورية فى وقت واحد وتمت دراسة كل شهور السنة لاختيار أفضلها. ووجدنا الفارق فى المنسوب بين أعلى وأدنى مد وجزر بقناة السويس هو 80 سنتيمترًا فى القطاع الشمالى ومتران فى القطاع الجنوبى وسرعة التيار 18 مترًا فى الدقيقة بالشمال و90 مترًا بالجنوب واتجاه التيار يتغير دوريًا كل 6 ساعات.. وتم رصد الظواهر الطبيعية بدقة لتحديد تأثيرها على وسائل العبور وإنشاء المعديات والكبارى ودراسة طول النهار والليل لاختيار أن يكون النصف الأول من يوم القتال فى ضوء القمر والثانى فى حالة إظلام حتى يسهل تركيب وإنشاء الكبارى فى ضوء القمر وعبور القوات والأسلحة والمعدات بالإظلام.. وللحديث بقية.