لم يعد ما يحدث فى الشقيقة سوريا خافيا على أحد. القوات الاسرائيلية تمرح فى الاراضى السورية كما تشاء. لهذا كان الرفض المصرى القاطع، المحذر من التوغل الاسرائيلى داخل أراضى سوريا. ولهذا كان التحرك من وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى ليؤكد فى اتصال مع مستشار الرئيس الأمريكى للشئون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس، حرص مصر على دعم الشعب السورى واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة. وأدان وزير الخارجية الغارة الإسرائيلية على المنطقة المجاورة للقصر الرئاسى بدمشق والتى تمثل خرقًا لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. ومؤكدا رفض أى تدخل إسرائيلى فى الشأن السورى تحت أى ذرائع. علينا ان ندرك ان اسرائيل حاليا تسعى الى إشعال النار فى المناطق العربية. وفى دفاترها القديمة مذكرة أوديد إينون فى 1982 بعنوان «استراتيجية إسرائيل للثمانينيات». وكان مستشارا لرئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون، ويتحدث فيها عن الارض الموعودة، وتحول إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية والعمل على تحويل المنطقة برمتها إلى دويلات صغيرة عن طريق تفكيك جميع الدول العربية القائمة حاليا، وأن تستخدم فى ذلك كيانات طائفية وعرقية صغيرة بهدف ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي. والملاحظ الآن ان اسرائيل تركز على سوريا لتقسيمها إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، على غرار ما حدث فى لبنان. واليوم اسرائيل تحتل جنوبلبنان رغم الاتفاق مع الحكومة اللبنانية. وعلى مدى الاربعين سنة الاخيرة تبدو ملامح هذه الخطة واضحة فى الواقع السورى الحالي، فقد شهدت البلاد صراعات داخلية أدت إلى تشرذم المجتمع وتفكيك الدولة، مما سهل التدخلات الخارجية، بما فى ذلك التدخل الإسرائيلي. ففى ديسمبر 2024، استغلت إسرائيل انهيار النظام السورى لتنفيذ ضربات جوية مكثفة داخل الاراضى السورية. وتنفذ إسرائيل خطة بادعاء تأمين الحدود، وتفرض نزع السلاح بجنوبسوريا. وتهدد الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع لحماية طائفة الدروز! دعاء: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون