شكّلت الأساطير المصرية القديمة مرآة تعكس القيم الأخلاقية والعقائدية للمصريين القدماء، ولعل من أبرز هذه الأساطير "الأسطورة الأوزيرية" التي تناولت صراع الخير والشر، ممثلاً في حورس وست. وفي أحد أبرز مشاهد هذا الصراع، المنقوش على جدران معبد دندرة، تتجسد لحظة الانتصار، حيث يظهر "ست" مقيدًا ومهزومًا أمام "أوزير"، بينما "حورس" يسدد له الطعنات، في مشهد رمزي يحمل دلالات عميقة حول عدالة السماء، وقوة الحق، وخلود . اقرأ أيضًا | تعرف على حكاية «الأسطورة الأوزيرية» أسطورة أوزير: بين الحياة والموت والبعث تروي الأسطورة الأوزيرية قصة قتل "أوزير" على يد أخيه "ست" بدافع الطمع والغيرة، لتبدأ رحلة طويلة من الحزن والبحث والانتقام تقودها زوجته الوفية "إيزيس"، وابنهما "حورس" الذي يُولد ليكون المنتقم لأبيه. وتتحول القصة إلى ملحمة دينية تؤسس لفكرة البعث والعدل الإلهي في المعتقد المصري القديم. حورس وست: صراع امتد عبر الزمن والأساطير امتد الصراع بين "حورس" و"ست" ليصبح رمزًا لصراع الخير والشر، النظام والفوضى، الحق والباطل. وقد خاض الاثنان سلسلة من المعارك الحاسمة، أُحيطت بالأساطير والأحكام الإلهية، حتى انتهى المطاف ب"حورس" منتصرًا، معترفًا به كحاكم شرعي على الأرض، ووارثًا للعرش، وناشرًا للنظام "ماعت". معبد دندرة: شهادة حجرية على انتصار النور من خلال النقش الذي نراه في معبد دندرة، يتجسد الانتصار الأبدي للخير. "ست" يُصوّر في هيئة بشرية برأس حمار، رمزًا للفوضى والشر، وهو مقيد ويتلقى الطعنات من "حورس"، بينما يشهد "أوزير" النهاية العادلة. يحمل هذا المشهد رسالة قوية حول معنى لقب "حورس" (نج إت.إف) أي "المنتقم لأبيه"، ما يعكس تعبيرًا عن الثأر المقدّس في سبيل استعادة التوازن. اقرأ أيضًا | أصل الحكاية| «معبد دندرة».. الأم الجميلة حتحور محاطة بأبنائها حورس وإيحى الرسالة الخالدة: في النهاية ينتصر الخير لم يكن الهدف من هذه الأسطورة مجرد تسلية دينية أو ترسيخ للعقيدة، بل كانت أداة تربوية واجتماعية تعزز الإيمان بأن الخير، مهما طال زمن انتظاره، لا بد أن ينتصر. تمامًا كما تغلب "حورس" على "ست"، ستتغلب الحقيقة على الباطل، والنور على الظلام، في كل زمان ومكان.