أهم وأقدم الأساطير | حكاية الصراع بين «حور وست»

قالت منار ياسر الباحثة في الآثار المصرية القديمة، إن أسطورة الصراع بين "حور" و"ست" تعد من أهم وأقدم الأساطير، نظرا لكثرة الإشارة إليها في معظم المصادر الأدبية والجنائزية منذ أقدم العصور، كما أنها اقترنت بالعنف وارتبطت بأحداث أزلية وكونية، وذات جذور تاريخية تتعلق بالملكية في مصر القديمة، وقد ارتبطت بالأسطورة الأوزيرية.
اقرا ايضا|«مدفونة منذ 4000 سنة».. اكتشاف قطع أثرية من بلاد ما بين النهرين
أهم أحداث أسطورة الصراع بين حور وست:
- انتزاع عين حور: يعد انتزاع ست لعين حور محور أساسي في أسطورة الصراع، ومنذ الدولة الحديثة فصاعدا استخدمت كلمة "أوجات" للدلالة على عين حور التي مزقها ست، ويلحظ أن عين حور التي عرفت ب"أوجات" وتعني "السليمة" وهي العين التي شفيت وليست العين الأخرى التي ظلت سليمة.
وأصبحت عين "أوجات" رمز كل شيء جيد ومقدس في حالة سليمة، كما أن هذه العين كانت تعد قبل كل شيء رمزا للقوة والسلطة، وكان امتلاك ست لعين حور يعني سيادة الظلام لأنها ترمز إلى قوة الحياة والضوء، لذا كان لا بد وأن يصارع حور عدوه وينتصر عليه لاستعادتها، ثم يمنحها لأبيه.
وقد هاجم ست عين حور متخفية في عند صور ومنها:
- الخنزير: تشير الأساطير إلى أن المعبود ست حول نفسه إلى خنزير أسود وهاجم حور وجرح عينه، ومن أجل المعبود حور أعلن الإله رع أن الخنزير أصبح حيوان ممقوتا، لذا أصبح يجسد القدر السيئ.
- الثور: انتزع ست عين حور في شكل ثور وألقي أوزير قتيلا بقدمه القوية والتهم قلبه ليمنع محاولة إيزة من إعادة بعثه؛ لذا كان على حور مطاردته في صورة النور وطرحه أرضا وذبحه لاستعادة ما سلبه منه ومن أبيه.
إنقاذ عين حور
ووفقًا للأساطير المصرية القديمة أصبح المعبود "حجوتي" هو المسؤول عن عين "أوجات" واستعادتها واستكمالها بعد ان انتزعها "ست" أثناء صراع مع حور.
وترمز عين حور في نفس الوقت للقمر، فعندما اطاح بها "ست" أسرع حجوتي روح القمر وحاميه وعثر عليها مهشمة، لذا احضرها ثم اعاد تجميعها حتي كون منها البدر.
كما يوجد مشهد آخر يخلد ذكري إعادة العين إلي حور، وذلك في صالة الأعمدة الكبري بمعبد سيتي الأول بأبيدوس، حيث يصور المعبود جحوتي ضمن موکب للمعبودات مكون من "سخمت" تحمل فوق راسها ولدها "نفر - توم" في شكل الصقر، وتحمل على صدرها عين أوجات بحرص واضح يبرز طبيعتها كمعبودة للحماية والشفاء، وخلفها يجلس "نون" أبو المعبودات.