«لكل لون معنى ومغزى»، الأسود يعبر عن سواد القلوب، الأبيض لون الموت، الرمادى لون التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار خوفًا من الخسائر، كل لون يرتبط بمشاعر وأحاسيس تختلف عما يعبر عنه اللون الآخر، هكذا كانت الأديبة هدى عبد الحليم، فى مجموعتها القصصية «سماء بلون اللافندر»، فهى تجيد التحدث مع الألوان والاستماع لها وهى تروى لها حكايتها، أما فى روايتها الأحدث «يحدث فى صباحات كثيرة»، الصادرة عن غايا للنشر، فقد تخلت «هدى» عن عشقها للألوان، لأنها ترى أن موضوعها موجع وقاسٍ، ولا تحب أن يرتبط بلون معين. فى البداية، كيف جاءتك فكرة «يحدث فى صباحات كثيرة»، ومن أين كانت بداية الكتابة؟ يحدث فى صباحات كثيرة كانت فكرتها تشغلنى منذ سنوات، ظلت تشغلنى، ولكن ربما لم تكن لدى الجرأة للكتابة عن موضوع شائك كهذا، انشغلت بأعمال أخرى، وظلت فكرتها تشغلنى ولا تفارقنى، وعندما انتهيت من «سماء بلون اللافندر»، قررت البدء فى كتاباتها، وكانت من أصعب ما كتبت. لماذا التركيز على كل هذه النماذج الشائهة من الرجال، أشعر وكأنك تتعمدين ذلك؟ لم يكن الأمر متعمدًا، بدليل وجود نماذج لشخصيات، وأبطال رجال داعمين، وأسوياء نفسيًا، ولكن طبيعة العمل والقضية التى يناقشها؛ محورها هذه النوعية من الشخصيات الشائهة، التى اختارت أن تبتعد عن الفطرة الطبيعية والسلوك الإنسانى، وتبحث عن متنفس لرغباتها عبر الصغار سواء كانوا إناثًا أو ذكورًا. المرأة، الفراشات، الأمان، ثلاثة عناصر تم الربط بينها حتى تتحقق الحياة الآمنة للمرأة، هل تحقق هدفك من هذا؟ نعم؛ وهو ما شهدته نهاية العمل فى هذا الحوار عن معنى الأمان والعدالة وهذه العلاقة بينهما، ففى المشهد الأخير؛ تجد إجابة هذا السؤال، وعبر كلمة واحدة هى العدالة، العدالة هى ما ستمنح الفراشات مساحات آمنة للطيران بلا خوف، وفرض القوانين الصارمة، وتطبيقها سيقضى على هذه الظاهرة التى باتت واضحة. تخليت فى هذه الرواية عن الكتابة من خلال الألوان كما فى «سماء بلون اللافندر»، لماذا، وهل هناك عودة لها مرة أخرى؟ أنا لم أتخل عن الألوان وارتباطى بها باقٍ لا يزول، ولكننى لم أحب أن يرتبط موضوع موجع وقاسٍ كهذا بلون معين، حتى العنوان كان حياديًا، غامضًا، لا يدرك رمزيته سوى مَن يقرأ العمل كاملًا، ولكن الألوان ستظل دومًا عالمى فى القصة القصيرة وأحبها كلون أدبى مميز ولايزال هو الأقرب لوجدانى، لقد كتبت عن خمسة ألوان وهى الأبيض، والأسود، والأخضر الداكن ،والرمادى، ولون «اللافندر» فى المجموعة القصصية «سماء بلون اللافندر»، والتى صدرت الصيف الماضى، ولكن مازالت هناك ألوان أخرى.