فى مقابلة مع مجلة تايم الثلاثاء الماضى وصف ترامب المائة يوم الأولى له فى البيت الأبيض بأنها «نجاح جامح». هذا الوصف يتناقض مع رؤية العالم لسياسات ترامب التى قوَّض فيها التحالفات الأمريكية وفرض الرسوم الجمركية على دول صديقة وغيرها، كما هدد بضم أراضى دول أخرى وأطلق تصريحات صادمة وقلب النظام الجيوسياسى الدولى رأسا على عقب. وبصرف النظرعن تلك السياسات التى لم تتضح تأثيراتها بعد.. فلم تحمل لنا ال100 يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية أخبارًا جيدة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تبنى الرئيس الأمريكى عددًا من السياسات والقرارات التى فاقمت من التوترات السياسية والاقتصادية على حد سواء. فمنذ توليه منصبه لم يستجب ترامب للدعوات التى تطالب بوقف الدعم العسكرى الأمريكى لتل أبيب، لوقف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على غزة، بل واصل ترامب إرسال الأسلحة والذخائر لحكومة الاحتلال وتعددت أشكال هذا الدعم العسكرى بين صفقات عسكرية جديدة والإفراج عن أسلحة كانت إدارة بايدن السابقة قد حظرتها منها قنابل زنة 2000 رطل. ولم يكتفِ ترامب بذلك بل تجاوز ذلك إلى حد اقتراح السيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتهجير سكانه لدول مجاورة. كما قام ترامب بتعزيز الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة واستئنافه الحملة العسكرية ضد الحوثيين فى اليمن، من خلال شن غارات جوية وبحرية واسعة على اليمن، تردد أنها ستتواصل حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل. كما تعتزم إدارة ترامب فرض حظر جديد على السفر للولايات المتحدة بالنسبة لمواطنى دول معينة وستشمل القائمة دول كوبا وإيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال والسودان وسوريا وفنزويلا واليمن وكان ترامب قد منع فى ولايته الأولى المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولاياتالمتحدة. وعلى المستوى الاقتصادى، طالت الدول العربية نيران التعريفات الجمركية التى فرضها ترامب على الشركاء التجاريين، إلى جانب قطع المساعدات الخارجية الأمريكية التى تدعم مشروعات التنمية والإغاثة فى المنطقة. وعلى إثر هذا القرار، باتت مشروعات التنمية العالمية التى تشمل قطاعات عدة صحية وتعليمية وإغاثية مهددة بالتوقف، فى دول عديدة بالمنطقة. ولم يكن الطلاب العرب فى الولاياتالمتحدة بمأمن من سياسات ترامب، حيث شهدت ال100يوم الأولى حالات اعتقال وترحيل لطلاب عرب وأجانب بزعم مكافحة معاداة السامية!! فهل تستمر بقية فترة حكم ترامب على هذا النهج من إشعال نيران النزاعات والاضطرابات؟