وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى التاسع من الشهر الجارى قرارًا بتعيين الأمريكى الصهيونى مايك هاكابى سفيرا للولايات المتحدةالأمريكية فى تل أبيب، خاصة أن دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بتعيين مايك هاكابى سفيرًا للولايات المتحدةالأمريكية فى إسرائيل. مايك هاكابى الذى ينتمى للمدرسة اليمينية (الإنجيلية) عمل واعظا دينيا قبل أن ينتقل لحقل السياسة فى سبعينيات القرن الماضي، ونظم العديد من الزيارات لدولة الاحتلال، واشتهر بتصريحاته التى ينفى فيها وجود الشعب الفلسطيني، ويرفض تسمية الضفة الغربية بالأراضى المحتلة ويطلق عليها يهودا والسامرة (كما تسميها دولة الاحتلال مدعية أنها جزء من مملكتهم قبل التاريخ)، وأعلن تأييده لخطوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عام 2018م بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بضم الجولان السورى لدولة الاحتلال معتبرا أنها خطوة تأخرت كثيرا. زار مايك هاكابى من قبل العديد من المستوطنات وأيد توسعها وضمها لدولة الاحتلال، ولكن الأخطر ما قاله قبل صدور قرار تعيينه بعدة شهور وبعد فوز دونالد ترامب مباشرة خلال لقاء أجرته معه قناة كان الإسرائيلية إذ اعتبر دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل نابعا من دعوة توراتية (رغم أنه السفير الوحيد الذى لا ينتمى للدين اليهودى الذى يتولى منصب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 2011م)، وأن الشعب اليهودى ظلم تاريخيا وأنه سيعمل لتحقيق أهداف دولة إسرائيل فى المنطقة. ذكر الدافع الدينى ولو باقتضاب يبرز خطورة الدور الذى سيلعبه خاصة أن مايك هاكابى اقتحم منذ سنوات المسجد الأقصى مع العديد من المستوطنين، وبعد وصوله بساعات لتسلم مهامه كسفير للولايات المتحدةالأمريكية فى إسرائيل قام بالذهاب لحائط البراق (يطلق عليه اليهود حائط المبكي) فى عيد الفصح اليهودي، وقام بوضع ورقة بين شقوق الجرذان كما جرت عادة الكثير من زعماء العالم الذين يزورون الاحتلال الإسرائيلي، معلنا أن هذه الورقة رسالة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يظهر بها حبه لليهود ولدولة إسرائيل. ما نخشاه هو قيام مايك هاكابى بالعمل مع المنظمات الصهيونية ودولة الاحتلال لتوسيع الاستيطان فى الضفة الغربية وتهجير سكانها بهدوء فى ظل مركزة الأنظار على العدوان الإسرائيلى على شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة، ورفض فكرة تهجير سكان قطاع غزة و تنفيذ عمليات تهجير قسرية بهدوء فى الضفة الغربية، كما نخشى أن يعمل مايكل هاكابى على إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بضرورة الاعتراف بالمستوطنات الكبرى كجزء من دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تؤيد رسميا قيام دولة فلسطينية وتميل لوجود كيانات فلسطينية متقطعة فى الضفة الغربية تحظى بحكم ذاتى دون حقوق سياسية متقطعة الأوصال دون طرح فكرة التواصل الجغرافى بين الضفة الغربية وقطاع غزة ولا حتى بين مدن الضفة الغربية الكبرى. أفكار مايك هاكابى التى تبع من الفكر الإنجيلى اليميني، لا يخفى خلالها تأييده لدولة الاحتلال الإسرائيلى بدوافع دينية كما أشرت وبالتالى قد يدفع لتفجر الصراع الدينى فى المنطقة وبالتحديد فى منطقة القدس، حيث يعتقد مايكل هاكابى وأبناء مدرسته الدينية بضرورة توسع دولة اليهود وسيطرتها لنزول النبى عيسى عليه السلام وقيام المعركة الكبرى (هرمجدون)، هذا الفكر وحده سيكون دافعا لدعم الاستيطان وضمها وتهجير الشعب الفلسطيني، وتوسع دولة الاحتلال فى أراض غير الأراضى الفلسطينية خاصة فى سوريا ولبنان وضمان تفوق دولة الاحتلال الإسرائيلى عسكريا فى المنطقة. ورغم المشهد المعقد فقد يخيب مايك هاكابى كما خاب من قبله أمام صلابة الموقف الفلسطينى على الأرض والدعم العربى ودعم الأحرار فى العالم للحق الفلسطيني، وينهى فترته كسفير للرئيس دونالد ترامب دون أن يتمكن من فعل شىء.