قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- في ندوة عقدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان "قضايا الأسرة المصرية: التحديات وسبل المواجهة"، إن أُطلق جرس إنذار فكري حول ما وصفه ب"الحرية المنفلتة من الضوابط الدينية والأخلاقية"، والتي يتم الترويج لها عبر مفاهيم مغلوطة، تضرب في عمق ثوابت المجتمع، ومنها الترويج للمثلية تحت ستار الحريات الفردية. وأكد الدكتور عياد أن الأسرة المصرية تواجه اليوم تحديًا، بعد تحديات العولمة والمادية، يتمثل في ما تنشره بعض وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما تروجه جماعات ذات توجهات أيديولوجية محددة، تسعى إلى زعزعة المفاهيم دون تقديم مضامين واضحة، مما يربك الوعي الجمعي، ويخلق حالة من الانقسام داخل المجتمع. وأشار إلى أن فقدان الأمة لهويتها لا يحدث فجأة، بل يبدأ من تشكيك مقصود ومستمر في قيمها وحضارتها، متهمًا بعض وسائل الإعلام بأنها أداة لتشويه الوعي، ونشر الشائعات، وتغذية التطرف سواء الديني أو اللاديني. وأضاف: "نحن نواجه اليوم نوعًا جديدًا من الهجمة، يقوم على الإلحاد، والطعن في الأديان، والاستهزاء بكل ما هو راسخ من قيم، في ظل محاولات دؤوبة من جماعات متطرفة لتمرير أفكار مضللة باسم التنوير." اقرأ ايضأ |تعاون مشترك بين البحوث الاسلامية والقومي للبحوث الاجتماعية لمواجهة التحديات وتحدث عياد عن حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع، متسائلًا: "كيف يمكن أن نبني وطنًا متماسكًا ونحن نسمح بتصدير الشكوك في حضارتنا وتاريخنا؟ كيف نقف موقف الضحية بينما العالم ينحاز إلى الجاني؟" وختم حديثه بالتأكيد على أهمية التكاتف، والتمسك بالهوية، والعمل على ترسيخ الاستقرار المجتمعي، مشيرًا إلى أن المجتمع المصري رغم التحديات، لا يزال قادرًا على الصمود إذا امتلك أدوات الوعي والنقد البناء