قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، إن الأسرة هي الدرع الواقي للهوية الوطنية بمكوناتها من الدين، واللغة، والتاريخ، والحضارة. وحذر خلال مشاركته في الندوة التوعوية لطلاب جامعة بنها، الثلاثاء، حول «الأسرة في عصر التحديات»، بحضور المهندس أيمن عطيه محافظ القليوبية، والدكتور ناصر الجيزاوى رئيس الجامعة، من محاولات التقليل من قيمة الهوية الوطنية، والسخرية من الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والترويج لأفكار الفوضى الأخلاقية تحت مزاعم الحرية، مشددا على أن التاريخ والحضارة الإسلامية كانا مصدر إلهام لحضارات العالم، رافضًا أي محاولات للنيل من هذا التراث العظيم. وحذر من التلاعب بالمصطلحات لتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الحرية المطلقة التي تروج للإلحاد، والشذوذ، والمساكنة تحت ستار حقوق الإنسان، مؤكدا أن الإسلام أقرَّ العرف وجعله مصدرًا للتشريع، موضحًا أن العادات والتقاليد ليست عائقًا أمام الحرية، بل هي ضابط أخلاقي يحفظ المجتمع. ورفض ربط أحكام الدين بالتطرف، مشيرًا إلى أهمية الرجوع إلى أهل التخصص في الفتوى كما هو الحال في المجالات الأخرى. وتحدث «عياد»، عن خطورة وسائل التواصل الإجتماعي في نشر الأفكار الهدامة، داعيًا إلى الرقابة الأسرية والتوجيه السليم للأبناء. وأكد ضرورة تعليم الأبناء أهمية الرقابة الذاتية، مستشهدًا بقوله تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، مشددا على دور الصيام والعبادات في تعزيز الرقابة الذاتية، ما يساعد الأبناء على مواجهة المغريات والانحرافات الفكرية. وأكد المفتي أهمية البناء الديني، والعقلي، والجسدي، والفكري، مشيرًا إلى أن التربية الصحيحة تحمي الأبناء من الانحرافات الفكرية والسلوكية. وشدد على ضرورة تعليم الأبناء الرضا والتسامح للقضاء على مشاعر الحقد والحسد. وأشار إلى دور ممارسة الرياضة وحماية العقل في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. كما أكد أن الشريعة الإسلامية وضعت الضوابط لحماية المجتمع، مستشهدًا بقوله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وشدد على أهمية الحفاظ على المال والموارد، وحمايتها من الضياع والاستغلال غير المشروع.