ملحمة تؤكد مدى ذكاء شعب مصر العظيم هذه هى روح مصر وهذا هو شعبها العظيم الذى بعث برسائل عديدة للعالم كله خلال زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون وبعيدًا عن الحفاوة الكبيرة التى قوبل بها ضيف مصر فإن الزيارة حملت رسائل عديدة إلى العالم كله. وأعتقد أن أقوى هذه الرسائل كانت قوة ومتانة العلاقة التى تجمع الشعب المصرى بقائده الرئيس عبدالفتاح السيسى وتأييده المطلق لكل ما يقوم به سواء على المستوى الداخلى أو الإقليمى والدولى. فى خان الخليلى ومنطقة الجمالية والقاهرة التاريخية ثم بالعريش سجل الشعب المصرى ملحمة لم يتم الإعداد أو التجهيز المسبق لها. ملحمة تؤكد من جديد مدى الذكاء الشديد والفطنة التى يتمتع بها شعبنا المصرى العظيم. دعونا بكل الصراحة والوضوح نقول إن مظاهر الفرحة والحفاوة التى شهدتها زيارة ماكرون لمصر لم تكن لشخص الرئيس الفرنسى فقط ولا بسبب مواقفه المحبة لمصر وعلاقته القوية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أو موقف بلاده الداعم لجهود مصر من أجل التنمية وإعادة بناء مصر بالشكل الذى يتوافق مع تاريخها وحضارتها. كانت الزيارة ومظاهر الحفاوة مبايعة واستفتاء صادقين عن علاقة تزداد رسوخًا يومًا بعد يوم بشعب يجتمع على قلب رجل واحد. رجل يقود مسيرة مصر بحكمة وحنكة واقتدار رغم كل التحديات والصعاب. كانت الزيارة استطلاعًا للرأى العام المصرى شارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين بمختلف مستوياتهم وثقافاتهم. والذين حرصوا على مصافحة الرئيسين وارتفعت ألسنتهم بالدعاء للرئيس السيسى والذى تحولت مواقفه تجاه الأشقاء الفلسطينيين إلى قبلة للباحثين عن السلام وبحلول ومبادرات غير مسبوقة لا تعتمد على طغيان القوة بقدر ما تعتمد على إقرار الحقوق والسعى الحقيقى لسلام يدوم مع الأيام. ولم يكن غريبًا أن وسائل الإعلام الفرنسية قد أجمعت على أن الحفاوة غير المسبوقة التى قوبل بها الرئيس ماكرون تمثل تقديرًا للشعب الفرنسى كله وقد ساهمت فى رفع شعبية الرئيس الفرنسى. كشفت الزيارة عن مدى التوافق فى الرؤى بين مصر وفرنسا تجاه الموقف فى غزة وحق الشعب الفلسطينى فى الحياة بعيدًا عن مؤامرة التهجير والتى كان للرئيس السيسى الفضل كله فى تنامى المواقف الرافضة لها وتبنى العديد من المقترحات والمبادرات التى قدمتها مصر وصولًا لهدف وجود الدولتين. لقد فرضت مصر رؤيتها باقتدار ودون الدخول فى أى خلاف مع الأطراف التى كانت تسعى لها تحت ذرائع واهية تتعلق بإعادة البناء وبعد تحويل غزة كلها إلى أطلال وركام والترويج لوهم الريڤييرا الجديدة!! شهدت الزيارة لقاء قمة ثلاثيا شارك فيه العاهل الأردنى الملك عبدالله والذى تخلله مكالمة رباعية مع الرئيس الأمريكى ترامب. وأى متابع للقاء ترامب مع نتنياهو سوف يلاحظ ثمة تغيرًا فى الموقف الأمريكى المتشدد تجاه حماس والذى أوضحه الحديث المقتضب عن الأوضاع فى غزة فى ختام زيارة نتنياهو لواشطن. الرسالة التى بعثت بها القمة المصرية الأردنية الفرنسية تحمل أيضًا ذكاءً مصريًا خالصًا يجسد رفضًا دوليًا لمقترح التهجير وليس رفضًا مصريًا أردنيًا فقط. عشرات الاتفاقيات التى تمت فى إطار الشراكة الجديدة مع فرنسا واللقاءات الموسعة مع المستثمرين تؤكد من جديد أن مصر اليوم ليست كمثل مصر الأمس. مصر التى جسدها طوفان من البشر خرجوا للتعبير عن دعمهم وهم يرحبون بالرئيس السيسى وضيفه فى واحة أمن واستقرار عادت شمسها الذهب من جديد.