لا شك أن زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون لمصر وتجواله فى منطقة وسط البلد ببن المواطنين قد ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد وأرى إنها ضربة معلم من الرئيس السيسى فى هذا الوقت الحساس للغاية الذى نجد منطقة الشرق الأوسط بل والعالم كله يغلى نتيجة القرارات الهوجاء للرئيس الأمريكى دونالد ترامب سواء بشأن فرض التهجير لأهالى غزة أو الرسوم الجمركية. نجح الرئيس السيسى أن يلفت نظر العالم إلى نقطة بعيدة و هامة مفادها إننا لا نبالى بتلك التصريحات العنترية بأن مصر ربما تعانى من عدم استقرار فى الأوضاع الأمنية نتيجة التحديات الاقتصادية التى تحيط بها من كل جانب وارتفاع الأسعار مقابل انخفاض قيمة الجنيه وأن الشعب يمكن أن يثور ضد أو ينقلب على قيادته السياسية .. لكن الزيارة أظهرت مدى تكاتف الشعب مع القيادة ضد كل المحاولات والتحديات وتأييده المطلق للرئيس بشأن الموقف فى غزة ورفضه تهجير الفلسطينيين واستعدادهم أن يقفوا خلف قواتهم المسلحة ضد أى محاولات للعدوان على أراضيها أو تهديد لسلامتنا وأمننا القومى . بخلاف ذلك نجد أن زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون وجولته فى قلب القاهرة، وما أبداه الشعب من التفاف حولهما فى شوارع خان الخليلى ومنطقة الجمالية، يعبر عن مشاعر المواطنين البسطاء تجاه الرئيس، ومدى حبهم له، ورغبتهم فى الظهور معه فى تلك اللحظات الفاصلة التى يمر بها الوطن وأن اختيار تلك المناطق يؤكد قوة مصر واستقرار أوضاعها الأمنية، وهى رسالة للعالم لما تتمتع به مصر من الأمن والأمان وأفضل وسيلة دعاية لجذب السياحة قبل افتتاح المتحف المصرى الكبير، كما أن مشاهد الترحيب العفوى والرسمية أكدت عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، وعكست رغبة حقيقية فى تعزيز التعاون المشترك فى مختلف المجالات. وأخيراً أرى أن زيارة الرئيس ماكرون هى فرصة لتعزيز الشراكة الثنائية فى كافة المجالات.