شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر أصداءً واسعة، داخليًا وخارجيًا، لما تميزت به من حفاوة رسمية وشعبية، وتنوع في محطاتها السياسية والثقافية. الجولة التي رافقه خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة خان الخليلي، والقمم السياسية التي عقدت، سلطت الضوء على الشراكة العميقة بين القاهرة وباريس، ورسائل قوية تجاه الأوضاع الإقليمية، لا سيما في غزة. في هذا التقرير، نستعرض أبرز ردود الأفعال من الأحزاب المصرية حول هذه الزيارة الهامة. اقرأ أيضا| الرئيس السيسي وماكرون يستمعان لشرح وزير النقل حول محطة عدلي منصور الزيارة أكدت أمن مصر ومحبة شعبها لرئيسه فى هذا السياق ، قال النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية ورئيس حزب إرادة جيل، إن مراسم استقبال الرئيس ماكرون، وخصوصًا مرافقة طائرات الرافال المصرية لطائرته، تعكس رسائل قوية، أهمها الاستقرار الأمني في مصر، وتجلى ذلك في جولته بمنطقة الحسين وسط الزحام الشعبي. وأضاف مطر: "الرسالة الثانية التي حملتها الزيارة هي المحبة الكبيرة التي يوليها المصريون لرئيسهم عبد الفتاح السيسي، وهو ما تجلى في الحفاوة البالغة أثناء الجولة، وكذلك في التفاعل الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي". الجولة في خان الخليلي تعكس عمق العلاقات التاريخية من جانبه ، أوضح الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن الجولة الحرة للرئيسين في خان الخليلي وسيدنا الحسين "تحمل رسالة مهمة للعالم بأن العلاقات المصرية الفرنسية ممتدة عبر التاريخ، وتدل على دفء العلاقات الشعبية إلى جانب الرسمية". وأضاف عناني أن بدء المحادثات بهذه الأجواء الإيجابية يعطي دلالة على الثقة واستقرار الأمن في مصر، مشيرًا إلى أن حفاوة الاستقبال سيكون لها أثر مباشر على مسار المباحثات السياسية والاقتصادية، خصوصًا في ظل التوافق الفرنسي المصري حول ضرورة وقف الحرب في غزة وحل الدولتين. شراكة استراتيجية ورسالة إنسانية من قلب القاهرة من جهته ، أكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن رفع مستوى العلاقات إلى "شراكة استراتيجية" يعكس إدراكًا متبادلًا لحجم التحديات والفرص بالمنطقة، كما أبرز الجولة في منطقة الحسين رسالة قوية بأن "مصر بلد الأمن والانفتاح"، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يمثل قيادة قريبة من الشعب ومتصلة بتاريخ الأمة وتراثها. وشدد صقر، على أهمية دعم مصر لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها للتهجير، معتبرًا أن القمة المصرية الفرنسية الأردنية كانت بمثابة منصة دولية لتجديد التزام هذه الدول بحل عادل للقضية الفلسطينية. خان الخليلي رمز للثقافة والهوية المشتركة من ناحيته ، قال الدكتور محمد أبو العلا، رئيس حزب العربي الناصري، إن جولة الرئيسين في خان الخليلي لم تكن مجرد نشاط بروتوكولي بل "تجسيد حقيقي للروابط الثقافية العميقة بين مصر وفرنسا". وأضاف: "الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة في مجالات الطاقة والصحة والتعليم تعكس توسع دائرة التعاون، بما يعود بالنفع على الشعبين"، مشيرًا إلى أن الزيارة تدل على رغبة فرنسية في تعزيز الشراكة الثقافية والسياحية. كما أشاد أبو العلا بالقمة الثلاثية، واصفًا إياها بأنها "رسالة سياسية قوية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار في المنطقة". مشهد خان الخليلي يعكس الالتفاف الشعبي حول القيادة بدوره ، وصف المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس حزب مصر القومي، زيارة الرئيسين إلى خان الخليلي بأنها "لحظة رمزية مفعمة بالود والتقدير"، حيث اندمجت رمزية المكان التاريخي مع عفوية الحضور الشعبي الذي احتفى بالسيسي وماكرون. وأكد أن هذه الحفاوة العفوية من المصريين تعكس مكانة الرئيس السيسي في قلوب أبناء وطنه، مشيدًا في الوقت ذاته بإعجاب ماكرون بالحضارة المصرية خلال زيارته للمتحف المصري الكبير، ومؤكدًا أن نشره فيديو طائرات الرافال يعكس فخرًا بالشراكة الثنائية. رؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الزيارة الرئاسية الفرنسية إلى مصر لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي تقليدي، بل شكلت تظاهرة متعددة الأبعاد حملت رسائل أمنية وسياسية وشعبية وثقافية. وتوافق الأحزاب المصرية على أن هذه الزيارة تعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا، وتدفع بمسارات التعاون مع فرنسا إلى آفاق جديدة، في ظل رؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ودعم القضية الفلسطينية.