الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
التضامن: لا نُعيد التكية بمفهومها التاريخي.. والمبادرة لإطعام غير القادرين
انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية
باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة ل"قسد" فى سوريا
رئيسا الإمارات وأنجولا يبحثان هاتفيا سبل تعزيز التعاون المشترك
الحكومة الموريتانية تنفي لقاء الرئيس الغزواني بنتنياهو في واشنطن
أحمد عبدالقادر ينتقل إلى الحزم السعودي مقابل مليون دولار
السيطرة على حريق شب في حشائش كورنيش النيل بحلوان
هشام عباس يشارك فى افتتاح المسرح الرومانى بدويتو مع الشاعرى
تامر حسني يُشعل الرياض في أضخم حفل على هامش كأس العالم للألعاب الإلكترونية.. وأغنية "السح الدح امبوه" مفاجأة تثير الجدل!
مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد
باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة
تردد قناة MBC مصر 2 HD الناقلة لمباراة تشيلسي وباريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025
ملف يلا كورة.. تأجيل انتخابات الأهلي.. وفوز ودي للزمالك
انتخابات مجلس الشيوخ 2025| الكشف المبدئي للمرشحين عن دائرة الإسماعيلية
خطوة بخطوة.. كيفية التسجيل في منصة DAZN لمشاهدة نهائي كأس العالم للأندية 2025
بيع نهائي، لاعب الأهلي يخضع للكشف الطبي في الحزم السعودي خلال ساعات
الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم السبت 12 يوليو 2025
أحمد سليمان يتحدث عن.. الدعم الجماهيري.. وشرط استمرار فيريرا
تمهيدا لصفقة كاريراس؟.. بنفيكا يضم ظهير ريال مدريد الشاب
الأهلي يوافق على انتقال عبد القادر للحزم
التعليق الكامل لمنى الشاذلي على واقعة مها الصغير.. ماذا قالت؟
ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة دمياط
أمين الفتوى: يجوز الصلاة أثناء الأذان لكن الأفضل انتظاره والاقتداء بسنة النبي
حسام موافي يحذر من خطر المنبهات: القهوة تخل بكهرباء القلب
السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بشبرا الخيمة
السيطرة على حريق في هيش وحشائش بكورنيش حلوان
نهاية مأساوية على الرصيف.. مصرع سائق في حادث تصادم بقليوب
الأطفال تذهب لمن بعد الطلاق؟.. المستشار نجيب جبرائيل يكشف مفاجآت في قانون الأحوال ل المسيحيين (فيديو)
إصابة موظف بصعق كهربائى خلال تأدية عمله بقنا
ضبط المتهمين باحتجاز شخصين داخل شقة في بولاق الدكرور
تعليمات هامة لطلاب الثانوية العامة أثناء اختبارات القدرات
رسميًا بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 12 يوليو 2025
د.محمود مسلم: جهود مصر مستمرة لإنهاء أزمة غزة ونقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل لن يحسمها إلا ترامب
عاجل.. ارتفاع جديد لأسعار الذهب في مصر بدعم من صعود المعدن عالميًا
محمد عبلة: لوحاتي تعرضت للسرقة والتزوير.. وشككت في عمل ليس من رسمي
أسعار الفاكهة والموز والخوخ بالأسواق اليوم السبت 12 يوليو 2025
خام برنت يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 1%
ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب
عاجزة عن مواكبة العصر.. البياضي: لوائح الأحوال الشخصية للمسيحيين تعود ل 1904
إنقاذ حياة سيدة وجنينها في سوهاج من انسداد كامل بضفيرة القلب
فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم الخضر جنوب بيت لحم
تحظى بالاحترام لشجاعتها.. تعرف على الأبراج القيادية
ولاء صلاح الدين تناقش تأثير الإعلان المقارن على المستهلك المصري في ماجستير إعلام القاهرة
«زي النهارده».. اندلاع ثورة الريف بقيادة عبدالكريم الخطابي 12 يوليو 1921
كوميدي ألماني أمام القضاء بتهمة التحريض بعد تصريحاته حول محاولة اغتيال ترامب
زيلينسكي يعلن استئناف المساعدات العسكرية: تلقينا إشارات إيجابية من واشنطن وأوروبا
تشكيل لجنة عليا لتوعية المواطنين بالتيسيرات الضريبية في الساحل الشمالي.. صور
سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء السبت 12 يوليو 2025
سيراميكا يطلب من الأهلي 3 لاعبين مقابل رحيل شكري وهاني.. وريبيرو يرفض ترك «الطائر»
قد يبدأ بصداع وينتشر أحيانًا لأجزاء أخرى بالجسم.. أعراض وأسباب الإصابة ب ورم في المخ بعد معاناة إجلال زكي
نتيجة الدبلومات الفنية الدور الأول 2025 دبلوم السياحة والفنادق برقم الجلوس (الموعد والرابط)
قافلة طبية بدمياط تقدم خدمة علاجية ل 1216 مواطنًا في قرية العباسية
صحة قنا تستعد للتصدي للأمراض الوبائية الصيفية
احتفالية روحية في دير دلجا الأحد
محافظ بني سويف يتفقد موقف النجدة القديم بعد نقل أنشطته للمجمع الجديد
ما هي الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة؟.. الإفتاء توضح
هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟
خريج "هندسة المنصورة" يحصد جائزة دولية من منظمة الموارد المائية
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
كَلِمَةُ (أَنَا) نُورٌ وَنَارٌ.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
ناريمان محمد
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 09 - 04 - 2025
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "كَلِمَةُ (أَنَا) نُورٌ وَنَارٌ"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بالفرق بين من يقول: أنا خير منكم، ومن يقول: أنا أمان لكم، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير البالغ من ظاهرة رشق القطارات بالحجارة.
ننشر (النموذج الأول) لموضوع خطبة الجمعة بعنوان:"كَلِمَةُ (أَنَا) نُورٌ وَنَارٌ" بمحافظات: (
القاهرة
-
المنوفية
-
القليوبية
-
الغربية
-
الدقهلية
-
كفر الشيخ
-
الإسكندرية
-
قنا
-
أسيوط
-
سوهاج
):
اقرأ أيضًا| وزير الأوقاف: حريصون على ترسيخ ثقافة الاحترام والتعايش بين الأعراق
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ رَبُّنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَتَاجَ رُؤُوسِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ كَلِمَةَ «أَنَا» تَرْتَبِطُ فِي أَذْهَانِنَا بِالكِبْرِ وَالأَنَانِيَّةِ وَالعُجْبِ، وَتُذَكِّرُنَا بِكَلِمَةِ إِبْلِيسَ المُهْلِكَةِ عِنْدَمَا قَالَ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، لَكِنِ انْتَبِهُوا أَيُّهَا الكِرَامُ! إِنَّ كَلِمَةَ «أَنَا» تَأْتِي عَلَى نَوْعَيْنِ، فَالنَّوعُ الأَوَّلُ نُورِيٌّ تَزْخَرُ فِيهِ «أَنَا» بِالنَّخْوَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالنَّجْدَةِ وَالأَمَانِ، وَأَمَّا النَّوْعُ الآخَرُ فَهُوَ نَارِيٌّ تَمْتَلِئُ فِيهِ «أَنَا» بِالتَّعَالِي وَالغُرُورِ وَالزَّهْوِ.
أَيُّهَا الكِرَامُ، مَا أَجْمَلَ أَنْ نَكُونَ مِنْ أَهْلِ «أَنَا» النُّورِيَّةِ فَإِنَّهَا عَالِيَةُ القَدْرِ، مَرْفُوعَةُ الذِّكْرِ، يَفُوحُ مِنْهَا عَبَقُ الأَمَانِ والمُرُوءَةِ وَالإِكْرَامِ وَبَذْلِ الخَيْرِ لِخَلْقِ اللِه، صَاحِبُ «أَنَا» النُّورِيَّةِ يَمُدُّ يَدَ العَوْنِ لِلْمُحْتَاجِ، يُغِيثُ المَلْهُوفَ، يُفَرِّجُ عَنِ المَكْرُوبِ، صَاحِبُ «الأَنَا» النُّورِيَّةِ يُحِبُّهُ اللهُ، وَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَلِمَ لَا وَقَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ أَمَانًا لِلنَّاسِ وَفِدَاءً لَهُمْ، أَقَامَ نَفْسَهُ وَحَالَهُ وَمَالَهُ وَعِيَالَهُ فِي مَقَامِ الوِرَاثَةِ المُحَمَّدِيَّةِ الشَّرِيفَةِ «كَلَّا وَاللهِ! لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ»، وَهَا هُوَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَصِفُ لَنَا الحَالَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاس، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَق النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُراعُوا، لَمْ تُرَاعُوا»، فَهَذِهِ «أَنَا» النُّورِيَّةُ، وَيَوْمَ حُنيْنٍ حِينَ كَانَتِ الجَوْلَةُ لِلْمُشْرِكِينَ يَنْزِلُ الجَنَابُ الأَنْوَرُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مِنْ عَلَى بَغْلَتِهِ، ويُقَاتِلُهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا النَّبيُّ لَا كَذِب، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب»، وهَذِهِ أَنَا النُّورِيَّةُ المَيْمُونَةُ؛ فَتَأَمَّلُوا!
أَيُّهَا المُكَرَّم، كُنْ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الكَلِمَةِ المُبَارَكَةِ، فَإِنَّ «أَنَا النُّورِيَّةَ» سَبِيلُ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ وَأَهْلِ الشَّهَامَةِ وَأَهْلِ النَّخْوَةِ وَالنَّجْدَةِ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي قَالَهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَخِيهِ؟! {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، إِنَّهَا «أَنَا» الخَيْرُ وَالنُّورُ: أَنَا أَخُوكَ، أَنَا أَمَانُكَ، أَنَا عَضُدُكَ، أَنَا ظَهْرُكَ، أَنَا سَنَدُكَ، أَنَا فِدَاؤُكَ، فَلَا تَبْتَئِسْ، لَا تَخَفْ، وَلَا تَحْزَنْ، فَدَمُكُ دَمِي، وَهَمُّكَ هَمِّي، مَصِيرُنَا وَاحِدٌ، وَأَملُنَا سَوَاء!
اقرأ أيضًا| وزير الأوقاف: نشر ثقافة عدم الإسراف في استهلاك المياه من تعاليم الإسلام السمحة
أَيُّهَا النّبِيلُ، تَأَمَّلْ هَذَا البَيَانَ النَّبَوِيَّ المُبْدعَ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُربةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حَاجَةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا المَسْجدِ -يعَنْيِ: مَسْجِدَ المَدِينةِ- شَهْرًا، ... وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقضِيَها لهُ؛ ثبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ»، فَهَلْ هُنَاكَ بَعْدَ هَذَا البَيَانِ بَيَانٌ؟! فَهَا أَنْتَ تَنَالُ بِسَبَبِ «أَنَا» النُّورِيَّةِ ثَوَابَ الاعْتِكَافِ فِي مَسْجِدِ خَيْرِ الأَنَامِ، وَالرِّضَا وَالثَبَاتَ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ.
أَيُّهَا المُكَرَّمُ، أَمَّا «أَنَا» النَّارِيَّةُ فَاحْذَرْهَا؛ فَإِنَّهَا تَقُومُ عَلَى حَالَةِ زَهْوٍ زَائِفٍ، وَإِبْلِيسِيَّةٍ مَلْعُونَةٍ، وَنَظَرَاتِ اسْتِعْلَاءٍ، وَانْدِفَاعٍ طَائِشٍ، وَحَمَاسٍ أَهْوَجَ، وَأَنَانِيَّةٍ مُفْرِطَةٍ، وَنَفْسٍ مُسْتَكْبِرَةٍ، صَاحِبُهَا لَا يُقَدِّمُ لِلنَّاسِ نَفْعًا، وَلَا يَكْشِفُ عَنْهُمْ ضُرًّا، وَلَا يُسَاعِدُ للهِ خلقًا، بَلْ إِنَّهُ صِدَامِيٌّ، اسْتِعْلَائِيٌّ، تَخْرِيبِيٌّ، شِعَارُهُ «نَفْسِي نَفْسِي»؛ وَلِذَلِكَ اسْتَحَقَّ صَاحِبُهَا هَذَا الوَعِيدَ الإِلَهِيَّ «الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالعَظَمَةُ إِزَارِي، فمَنْ نَازعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قذفتُهُ فِي النَّارِ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَلَقَدْ أَفْزَعَ مُجْتَمَعَنَا ظَاهِرَةٌ خَطِيرَةٌ غَرِيبَةٌ عَنْ تَدَيُّنِنَا وَتُرَاثِنَا وَأَعْرَافِنَا، أَلَا وَهِيَ رَشْقُ القِطَارَاتِ بِالحِجَارَةِ، وَطَالَعْنَا بِقُلُوبٍ يَعْتَصِرُهَا الأَلَمُ صُورَةَ طِفْلَةٍ بَرِيئَةٍ مِنْ ذَوِي الهِمَمِ تُصَابُ إِصَابَاتٍ بَالِغَةً جَرَّاءَ هَذَا الصَّنِيعِ العُدْوانِيِّ الإِجْرَامِيِّ، وَكَأَنَّ هَذَا الَّذِي وَقَعَ فِي جَرِيمَةِ رَشْقِ القِطَارَاتِ لَا يَعْلَمُ أَنَّ الإِسْلَامَ قَيَّدَ أَيْدِيَنَا وَجَعَلَ لَهَا أَدَبًا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، أَلَيْسَت القِطَارَاتُ وَسِيلَةَ خَيْرٍ تَحْمِلُ النَّاسَ إِلَى مَصَالِحِهْم وَإِلَى بُيُوتِهِم؟! أَوَلَيْسَ الاعْتِدَاءُ عَلَيْهَا اعْتِدَاءً عَلَى حُرْمَةِ نُفُوسِ النَّاسِ؟! أَلَمْ يَقُل لَنَا الحَبِيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ: «إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا».
أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ المُسْلِمَ لَا يَكُونُ مُفْسِدًا مُعْتَدِيًا، بَلْ إِنَّهُ نَبِيلٌ خَلُوقٌ يَحْمِلُ الخَيْرَ وَالأَمَانَ لِلدُّنْيَا، يُحَافظُ عَلَى أَرْوَاحِ النَّاسِ وَسَلَامَتِهِمْ، يَصُونُ المَرَافِقَ العَامَّةَ وَمُمْتَلَكَاتِ الوَطَنِ وَالمُوَاطِنِينَ، وَيَعْلَمُ أَنَّ التَّعَدِّيَ عَلَيْهَا جَرِيمَةٌ تَحْمِلُ جُمْلَةً مِنَ المَظَالِمِ، فَهُوَ اعْتِدَاءٌ عَلَى حَقِّ الدَّوْلَةِ، وَاعْتِدَاءٌ عَلَى حَقِّ الأَفْرَادِ، وَاسْتِهْتَارٌ بِسَلَامَتِهِمْ بَلْ وَبِحَيَاتِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَاقْرَأْ أَيُّهَا الُمَكَرَّمُ نَهْيَ الحَقِّ سُبْحَانَهُ عَنِ الفَسَادِ وَالاعْتِدَاءِ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} .
عِبَادَ اللهِ، اعْلَمُوا أَنَّ الوَعْيَ بِحَقِّ النَّاسِ فِي الحَيَاةِ وَالسَّلَامَةِ وَالأَمَانِ يُجَنِّبُنَا هَذِهِ الظَّوَاهِرَ السَّلْبِيَّةَ، فَحَافِظُوا عَلَى أَمَانَةِ الحَيَاةِ وَمَا فِيهَا مِنْ نُفُوسٍ وَخِدْمَاتٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الحِفَاظَ عَلَى القِطَارَاتِ وَصِيَانَتَهَا يَحْفَظُ مُرْتَادِيهَا وَيَصُونُ نُفُوسَهُمْ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ
وَأَدِمْ عَلَيْهَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالأَمَانِ وَالشُّمُوخِ وَالإِبَاءِ
"
النموذج الثاني: بباقي
المحافظات
:
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ رَبُّنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَتَاجَ رُؤُوسِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ كَلِمَةَ «أَنَا» تَرْتَبِطُ فِي أَذْهَانِنَا بِالكِبْرِ وَالأَنَانِيَّةِ وَالعُجْبِ، وَتُذَكِّرُنَا بِكَلِمَةِ إِبْلِيسَ المُهْلِكَةِ عِنْدَمَا قَالَ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، لَكِنِ انْتَبِهُوا أَيُّهَا الكِرَامُ! إِنَّ كَلِمَةَ «أَنَا» تَأْتِي عَلَى نَوْعَيْنِ، فَالنَّوعُ الأَوَّلُ نُورِيٌّ تَزْخَرُ فِيهِ «أَنَا» بِالنَّخْوَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالنَّجْدَةِ وَالأَمَانِ، وَأَمَّا النَّوْعُ الآخَرُ فَهُوَ نَارِيٌّ تَمْتَلِئُ فِيهِ «أَنَا» بِالتَّعَالِي وَالغُرُورِ وَالزَّهْوِ.
أَيُّهَا الكِرَامُ، مَا أَجْمَلَ أَنْ نَكُونَ مِنْ أَهْلِ «أَنَا» النُّورِيَّةِ فَإِنَّهَا عَالِيَةُ القَدْرِ، مَرْفُوعَةُ الذِّكْرِ، يَفُوحُ مِنْهَا عَبَقُ الأَمَانِ والمُرُوءَةِ وَالإِكْرَامِ وَبَذْلِ الخَيْرِ لِخَلْقِ اللِه، صَاحِبُ «أَنَا» النُّورِيَّةِ يَمُدُّ يَدَ العَوْنِ لِلْمُحْتَاجِ، يُغِيثُ المَلْهُوفَ، يُفَرِّجُ عَنِ المَكْرُوبِ، صَاحِبُ «الأَنَا» النُّورِيَّةِ يُحِبُّهُ اللهُ، وَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَلِمَ لَا وَقَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ أَمَانًا لِلنَّاسِ وَفِدَاءً لَهُمْ، أَقَامَ نَفْسَهُ وَحَالَهُ وَمَالَهُ وَعِيَالَهُ فِي مَقَامِ الوِرَاثَةِ المُحَمَّدِيَّةِ الشَّرِيفَةِ «كَلَّا وَاللهِ! لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ»، وَهَا هُوَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَصِفُ لَنَا الحَالَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاس، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَق النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُراعُوا، لَمْ تُرَاعُوا»، فَهَذِهِ «أَنَا» النُّورِيَّةُ، وَيَوْمَ حُنيْنٍ حِينَ كَانَتِ الجَوْلَةُ لِلْمُشْرِكِينَ يَنْزِلُ الجَنَابُ الأَنْوَرُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مِنْ عَلَى بَغْلَتِهِ، ويُقَاتِلُهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا النَّبيُّ لَا كَذِب، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب»، وهَذِهِ أَنَا النُّورِيَّةُ المَيْمُونَةُ؛ فَتَأَمَّلُوا!
أَيُّهَا المُكَرَّم، كُنْ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الكَلِمَةِ المُبَارَكَةِ، فَإِنَّ «أَنَا النُّورِيَّةَ» سَبِيلُ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ وَأَهْلِ الشَّهَامَةِ وَأَهْلِ النَّخْوَةِ وَالنَّجْدَةِ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي قَالَهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَخِيهِ؟! {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، إِنَّهَا «أَنَا» الخَيْرُ وَالنُّورُ: أَنَا أَخُوكَ، أَنَا أَمَانُكَ، أَنَا عَضُدُكَ، أَنَا ظَهْرُكَ، أَنَا سَنَدُكَ، أَنَا فِدَاؤُكَ، فَلَا تَبْتَئِسْ، لَا تَخَفْ، وَلَا تَحْزَنْ، فَدَمُكُ دَمِي، وَهَمُّكَ هَمِّي، مَصِيرُنَا وَاحِدٌ، وَأَملُنَا سَوَاء!
أَيُّهَا النّبِيلُ، تَأَمَّلْ هَذَا البَيَانَ النَّبَوِيَّ المُبْدعَ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُربةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حَاجَةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا المَسْجدِ -يعَنْيِ: مَسْجِدَ المَدِينةِ- شَهْرًا، ... وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقضِيَها لهُ؛ ثبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ»، فَهَلْ هُنَاكَ بَعْدَ هَذَا البَيَانِ بَيَانٌ؟! فَهَا أَنْتَ تَنَالُ بِسَبَبِ «أَنَا» النُّورِيَّةِ ثَوَابَ الاعْتِكَافِ فِي مَسْجِدِ خَيْرِ الأَنَامِ، وَالرِّضَا وَالثَبَاتَ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ.
أَيُّهَا المُكَرَّمُ، أَمَّا «أَنَا» النَّارِيَّةُ فَاحْذَرْهَا؛ فَإِنَّهَا تَقُومُ عَلَى حَالَةِ زَهْوٍ زَائِفٍ، وَإِبْلِيسِيَّةٍ مَلْعُونَةٍ، وَنَظَرَاتِ اسْتِعْلَاءٍ، وَانْدِفَاعٍ طَائِشٍ، وَحَمَاسٍ أَهْوَجَ، وَأَنَانِيَّةٍ مُفْرِطَةٍ، وَنَفْسٍ مُسْتَكْبِرَةٍ، صَاحِبُهَا لَا يُقَدِّمُ لِلنَّاسِ نَفْعًا، وَلَا يَكْشِفُ عَنْهُمْ ضُرًّا، وَلَا يُسَاعِدُ للهِ خلقًا، بَلْ إِنَّهُ صِدَامِيٌّ، اسْتِعْلَائِيٌّ، تَخْرِيبِيٌّ، شِعَارُهُ «نَفْسِي نَفْسِي»؛ وَلِذَلِكَ اسْتَحَقَّ صَاحِبُهَا هَذَا الوَعِيدَ الإِلَهِيَّ «الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالعَظَمَةُ إِزَارِي، فمَنْ نَازعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قذفتُهُ فِي النَّارِ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا عِبَادَ اللهِ، إِنَّ أُمَّتَنا تَمُرُّ بِمَرْحَلَةٍ دَقِيقَةٍ تَقْتَضِي مِنَّا جَمِيعًا الاعْتِصَامَ وَالارْتِبَاطَ وَالاتِّحَادَ، وَتَسْتَدْعِي مِنَّا جَمِيعًا أَنْ نَكُونَ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ نَتَنَاسَى وَنَتَسامَى عَلَى خِلَافَاتِنَا؛ فَإِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ أَمَرَنَا أَمْرًا أَكِيدًا بِالوَحْدَةِ وَالاعْتِصَامِ وَالتَّرَابُطِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، أَيُّهَا النَّاسُ، انْتَبِهُوا إِلَى هَذَا النِّدَاءِ العَظِيمِ مِنَ اللِه جَلَّ جَلَالُهُ؛ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ نُورًا يُضِيءُ دُرُوبَنَا، وَقُوَّةً تَحْمِي ظُهُورَنَا، وَأَمانًا يُطَمْئِنُ قُلُوبَنَا، وَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ نَهَانَا عَنْ كُلِّ مَعَانِي الفُرْقَةِ وَالاخْتِلَافِ وَحَذَّرَنَا مِنْ عَوَاقِبِهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
أَيُّهَا الكِرَامُ، أَزِيلُوا مَا فِي النُّفُوسِ مِنْ أَنَانِيةٍ وَشَحْنَاءَ وَكَرَاهِيةٍ وَتَسَلُّطٍ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الأَدْوَاءَ تُضْعِفُ هَيْبَتَكُمْ وَتُوهِنُ قُوَّتَكُمْ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ عَدُوُّكُمْ، وَيَأْخُذُ مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ مُقَدَّرَاتِكُمْ، وَيَسُومُكُمْ سُوءَ العَذَابِ، اعْلَمُوا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ أَنَّ الفُرْقَةَ ضَعْفٌ، وَأَنَّ الاجْتِمَاعَ وَالاتِّحَادَ قُوَّةٌ، وَأَنَّ شِعَارَ عَدُوِّنَا «فَرِّقْ تَسُد»!.
تَنَاسَوْا وَتَسَامَوْا- عِبَادَ اللهِ- عَلَى كُلِّ أَلْوَانِ الفُرْقَةِ وَالتَّنَازُعِ والتَّخَاصُمِ، يَا كُلَّ بَيْتٍ سَرَى إِلَيْهِ الخِلَافُ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، لِيَكُنْ شِعَارُكُمْ {وَلَا تَنْسَوا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، أَيُّهَا الِجيرَانُ، أَيُّهَا الزُّمَلَاءُ فِي العَمَلِ، تَنَاسَوا المَكَائِدَ والخِلَافَ بَيْنَكُمْ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، فَإِنَّ أُمَّتَكُمُ المَرْحُومَةَ مَنْصُورَةٌ مُتَراصَّةُ البُنْيَانِ، قَوِيَّةُ الإِيمَانِ، عَزِيزَةُ الجَانِبِ، شَامِخَةُ الهَامَةِ، وَللهِ دَرُّ القَائِلِ:
سَتَبْدُو فُجَاءَاتٌ وَتَغْدُو مَصَاعِبٌ* وَلَكِنْ تَنَادَوْا لَا رُجُوعَ وَلَا وَقْفَا
فَلَنْ يُسْلِمَ الديَّانُ مَنْ دَقَّ بَابَهُ* وَلَنْ يَدَعَ الدَّاعِي إِلَيْهِ إِذَا وَفَّى
وَلَوْ أَنَّكُمْ قُمْتُمْ بِحَقٍّ عَلَى الَّذِي* دُعِيتُمْ إِلَيْهِ كَانَ وَاحِدُكُمْ أَلْفَا
فَلَا تَحْفِلُوا بِالقَوْمِ كُثْرًا وَقِلَّةً*فَبِالكَيْفِ لَا بِالكَمِّ تُلْتَمَسُ الزُّلْفَى
اللَّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ
وَأَدِمْ عَلَيْهَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالأَمَانِ وَالشُّمُوخِ وَالإِبَاءِ
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأوقاف تحدد نص خطبة الجمعة المقبلة
وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا النبي يقتضي الصلاة عليه وعدم ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم مجردا
خطيب الحرم: ضعف التوحيد في النفوس سبب شرور وبلايا الأمة الإسلامية
خطيب الحرم المكي: طلب السلامة والعافية من أفْضل ما يهبه الله لعباده
كيف حارب القرآن الاكتئاب؟
أبلغ عن إشهار غير لائق