إذا كانت الثقافة والفنون هى قوة مصر الناعمة، فالمحميات هى قوة مصر الطبيعية التى تزخر بها المحروسة، لما تحتويه من موارد طبيعية، وحيوانات ونباتات نادرة، ومناظر خلابة تحكي عن عمر الأرض ليس لها وجود ولا حاضن إلا داخل 30 محمية طبيعية تمثل الكنز النادر للجمهورية الجديدة. اقرأ أيضًا| وزيرة البيئة: نعمل مع شركاء التنمية للتحول الأخضر ولهذا منحت الدولة اهتمامًا كبيرًا للتطوير والاستثمار الأمثل فى المحميات الطبيعية، دون الإخلال بطبيعتها الفطرية وتنوعها البيولوجي المتفرد، لجذب مزيد من السياحة العالمية والاستثمارات المباشرة، وعكفت وزارة البيئة منذ سنوات على المضي قدمًا وبخطوات ثابتة للتحول الأخضر لحماية رأس المال الطبيعي بتحقيق استدامة الموارد الطبيعية وإدارتها بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى تحسين قدرة النظم البيئية على تقديم خدماتها مما يؤثر إيجابيًا على القطاعات الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، عن طريق التسويق السياحى لها. اقرأ أيضًا| البيئة: إنقاذ 4 سلاحف بحرية بمحافظة دمياط «البعد البيئى» فى قلب التنمية مقاصد للسائحين بمستويات عالمية توفر فرص عمل للشباب شهد قطاع البيئة فى مصر طفرة غير مسبوقة خلال فترة تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، فكان سباقاً فى وضع البيئة ومواجهة تحدياتها على أجندة أولويات الدولة المصرية، إيمانًا بأهمية هذا الملف وارتباطه بمختلف مناحى الحياة وتأثيره المباشر على عجلة التنمية. وفى هذا الصدد عملت وزارة البيئة جاهدة بقيادة الدكتورة ياسمين فؤاد، على تطوير وتحسين القطاع البيئى فى مصر، خلال الفترة الماضية والذى شهد تطورًا ملحوظًا فى ظل إيمان القيادة السياسية بقضايا البيئة وأهمية دمج البعد البيئى فى كافة القطاعات التنموية للدولة المصرية، وهو ما جعلها تخطو خطوات سريعة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز فرص الاستثمار فى البيئة. كما عملت الوزارة على تغيير النظرة للقطاع البيئى من قطاع خدمى إلى محفز للاستثمار يلعب دورًا فى التنمية الاقتصادية الشاملة المستدامة، وسعت وزارة البيئة جاهدة فى سبيل الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإرساء مبادئ الإدارة الرشيدة لتلك الموارد، فى تحسين البنية التحتية وتطوير مراكز الزوار بالمحميات، لخلق منتج متميز للسياحة البيئية بما يوفر تجربة سياحية فريدة بالمحميات ترتقى للمستويات العالمية وتوفر خدمات للزوار بالمحميات. تطوير واستثمار نتيجة لجهود التطوير التى شهدها قطاع المحميات الطبيعية خلال السنوات الماضية، فقد ارتفعت ايرادات المحميات بنسبة 2242% تجاوزت خلالها 280 مليون جنيه، حيث تم إنشاء وتجديد 70 شمندورة بحرية بجنوبسيناء لتأمين مراكب السياحة، وتطوير 16 ورشة فخار خاصة بالمجتمع المحلى بقرية النزلة بمحمية وادى الريان، وتطوير منظومة إصدار تراخيص ممارسة الأنشطة داخل المحميات الطبيعية بما يساهم فى الإسراع فى تسهيل الإجراءات الخاصة بإصدار تلك التصاريح، كما تم تطوير مركز الزوار وإنشاء نزل بيئى بمحمية نبق، وتطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق، ومركز الزوار بمحمية رأس محمد، و إنشاء مخيمين بيئيين بمحمية وادى الريان بالفيوم من خلال القطاع الخاص، وإنشاء وتجهيز نادى العلوم بمحمية قبة الحسنة بهدف تقديم أنشطة تعليمية وتجريبية بهدف زيادة الوعى البيئى، إضافة إلى وضع مخطط رئيسى لتطوير منطقة البلو هول وطرحها للاستثمار. قالت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الوزارة نجحت فى استغلال المحميات الطبيعية والاستفادة منها كمورد بيئى وسياحى واقتصادى فريد بمشاركة القطاع الخاص والمستثمرين فى إتاحة عدد 142 فرصة استثمارية حقيقية بالعديد من المحميات منها؛ دجلة و الفيوم و الغابة المتحجرة وجنوبسيناء وجزر البحر الأحمر مما يساهم فى حماية الموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية للأجيال القادمة و توفير فرص وتجارب سياحية بمعايير عالمية تجعل مصر فى صدارة البلاد الجاذبة للسياحة البيئية عالميًا كأحد توجيهات القيادة السياسية لدعم الاقتصاد الوطنى و توفير فرص عمل جديدة للشباب غير تقليدية داعمة لحماية البيئة و تحقيق التنمية المستدامة. وأضافت أن الوزارة عملت مؤخرًا على إقامة نزل بيئى وتطوير الشواطئ بمشاركة عدد من المستثمرين بما يتوافق مع طبيعة المحميات وحساسيتها البيئية ويدعم الحفاظ على مواردها الطبيعية و دمج المجتمع فى حمايتها وتوفير خدمات متميزة للزوار، وكذلك تم تطوير قرية الغرقانة من خلال إنشاء عدد 51 وحدة سكنية متوافقة بيئياً مع طبيعة الموارد الطبيعية والثقافية بالمحمية كأحد جوانب تطوير المجتمع المحلى بالمحمية. توعية بيئية وقالت ياسمين فؤاد إن الوزارة نفذت مجموعة من الأنشطة البيئية التوعوية لمناقشة مختلف القضايا والمشكلات البيئية المحلية والعالمية لرفع الوعى البيئى وتعديل السلوك البيئى للفرد تجاه البيئة وذلك لمختلف فئات المجتمع، وقد اشتملت الأنشطة التوعوية «واطلاق المبادرات والمعارض والرحلات وحملات التشجير والمعسكرات البيئية، بالإضافة إلى إطلاق عدد من الحملات والمبادرات لرفع الوعى البيئى تحت رعاية رئيس الجمهورية، وكان من أهمها تنفيذ حملة «اتحضر للأحضر» لرفع الوعى البيئى وإطلاق حملة « رجع الطبيعة لطبيعتها» لرفع الوعى البيئى بقضية التغيرات المناخية وأيضا إطلاق مبادرة E-Tadweer للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية. كما أطلقت الوزارة حملات توعوية لدعم السياحة البيئية بالمحميات وتضمنت إطلاق الحملة الترويجية (Eco-Egypt) الأولى لدعم السياحة البيئية والمحميات الطبيعية ضمن استراتيجية وزارة البيئة لتطوير المحميات وإطلاق حوار القبائل تحت عنوان» حملة حكاوى» من ناسها لعرض التراث الثقافى والبيئى للمجتمعات المحلية، حيث تهدف إلى تعظيم دور المجتمعات المحلية فى صون وحماية المحميات. وجاء تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء، كإحدى خطوات مصر فى مسارها نحو التحول الأخضر لتقديم نموذج واقعى للعالم يؤكد قدرتها على تنفيذ إجراءات مواجهة آثار تغير المناخ، كما تم توقيع اتفاقية مشروع «الغردقة الخضراء» بين كل من برنامج الأممالمتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» وجهاز شئون البيئة، والممول من مرفق البيئة العالمية، باستثمارات أكثر من 3 ملايين دولار، فالمشروع يبنى على التجربة الناجحة فى العمل على تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء، حيث يهدف إلى دعم إجراءات التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحفاظ على التنوع البيولوجى فى المنطقة. السحر كله .. ب «جنوبسيناء» أجمل شواطئ الأرض فى «رأس محمد» .. وسانت كاترين تتباهى ب«التجلى الأعظم» تستأثر محافظة جنوبسيناء ب 5 محميات طبيعية، وهي: «طابا، أبو جالوم، سانت كاترين، نبق، رأس محمد»، وتعد الأجمل بين محميات مصر التى يصل عددها إلى 30 محمية تقريبًا، وأولت وزارة البيئة اهتمامًا كبيرًا بهذه المحميات لما تمتلكه من سحر خاص يزداد تألقًا بما تحويه من كنوز الطبيعة التى تجمع كل البيئات وتحتضن مشاهد من الصخور المشكلة فوق الأرض والملونة تحت مياه الشواطئ بينما فى جنباتها تسرح وتمرح وتطير وتحط الطيور والحيوانات بأنواعها، وبمسار وديانها ينبت الشجر النادر والعشب الطبى والعطرى الفريد من نوعه. وفى هذا الصدد نكشف أهم أعمال تطوير المحميات الخمس التى تحظى باهتمام من الدولة، وتجذب لمعالمها زواراً من السائحين الأجانب والعرب والمصريين ممن تأسرهم الطبيعة ويجمعهم عشقها.. وتعمل وزارة البيئة فى تنفيذ بعض المشروعات والأنشطة، ومنها رفع كفاءة البنية التحتية من خلال تنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية وخدمات الزوار بالمحميات الطبيعية. محمية رأس محمد وقالت هدى الشوادفى مساعد وزير البيئة لشئون السياحة البيئية إنه لا يغفل المهتمون بالنشاط البيئى عن أهمية محمية رأس محمد للسياحة البيئية عالمياً، حيث تعد من أجمل شواطئ العالم بالإضافة إلى الطبيعة التراثية والثقافية الفريدة للمنطقة والتى تميزها ويحافظ عليها السكان المحليون بالمنطقة فهم أحد الأعمدة الرئيسية للتنمية والتطوير المستمر الذى تنفذه الوزارة، حيث تعد محمية رأس محمد الكائنة على مساحة 850 كيلو مترًا من أهم وأول المحميات فى جنوبسيناء، وأقدمها بعد أن أعلنت محمية طبيعية فى عام 1983، وصنفت أنها محمية تراث عالمى، وتحتوى المحمية على أهم معلم وهو ما يعرف باسم «قناة المانجروف»، التى تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالى 250 م. ومن أهم أعمال التطوير التى تشهدها محمية رأس محمد وهى الحفاظ على موارد المحمية وتنوعها البيولوجى الفريد وتراثها الثقافى والاجتماعى بما يضعها ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة عالميًا ونموذجًا واقعيًا للتنمية المستدامة التى يراعى فيها كافة الأبعاد البيئية والاجتماعية والتراثية والثقافية والاقتصادية، ومنها تطوير الخدمات المقدمة للزوار بالمحمية، لتوفير تجربة سياحية بيئية مميزة مع الحفاظ على الأنظمة البيئية خاصة فى ظل عودة الحياة إلى قطاع السياحة البيئية. كذلك تطوير منطقة المعامل ومركز تدريب صون الطبيعة، كما اهتمت الوزارة بمشاركة القطاع الخاص فى المحميات الطبيعية لتشغيل مركز الزوار وتقديم خدمات للزائرين .. وأشارت الشوادفى إلى أنه تم رفع كفاءة مركز تدريب صون الطبيعة، استعداداً لاستغلاله لأغراض البحث العلمى والتدريب المتخصص بالشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية والوقوف على ما تم من أعمال بالتعاون مع الجهات المعنية.. كما تم العمل على نشر مفهوم السياحة البيئية من خلال عدة إجراءات منها إدخال العلامة البيئية الأولى عالمياً فى قطاع الغوص (Green Fins)، وإعداد الدليل الإرشادى لدمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقى وتحديث علامة (Green Star)، ونتاج هذا التطور تم إعلان محمية «رأس محمد» على القائمة الخضراء للاتحاد الدولى لصون الطبيعة.. ومع التطوير المستمر فى المحمية تم تصنيفها على أنها من أجمل مناطق الغوص فى العالم لوجود حفريات بها تتراوح أعمارها ما بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة إضافة إلى ثرائها بالشعاب المرجانية والأحياء البرية.. كما تضم بحيرة المانجروف والبحيرة المسحورة التى تتدرج مياهها بين اللون الأزرق والأحمر.. كما ترى أسراب طيور النورس والنسر العقابى وهى أهم معالم السياحة فى مصر. التجلى الأعظم على أرض السلام أوضحت الشوادفى أن مدينة سانت كاترين تشهد المشروع الأكبر الذى سيغير وجهة السياحة العالمية، حيث تعكف وزارة البيئة حالياً، على دراسة تقييم الأثر البيئى الاستراتيجى لمشروع تطوير موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام ، والبنود المطلوب استكمالها بتلك الدراسة، تمهيداً لاستصدار الموافقات البيئية، كما ناقشت الوزارة أوجه التعاون بين الجهات المعنية لوضع أفضل السبل لإدارة المدينة فى ثوبها الجديد، والأنشطة المنفذة بالمشروع بما يتناسب مع البيئة المحيطة وفقًا لأسس ومبادئ التنمية المستدامة، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد والمقومات التى تتميز بها المنطقة. وتعد المعايير البيئية هى الحاكمة فى تنفيذ أعمال التطوير، من أجل تحقيق التنمية المستدامة، كما أن التطوير يشمل رفع كفاءة العمران القائم بمدينة سانت كاترين، ووضعها بمكانتها اللائقة، وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة، ذات الطابع الأثرى والدينى والبيئى، تماشيًا مع اتجاهات التنمية المستدامة.. وأشارت إلى أن المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئى والبصرى للطبيعة البكر، بما يؤهلها لتكون مقصداً عالمياً للسياحة الروحانية. كما يجرى الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال تطوير موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين، وتشمل المرحلة تنفيذ 14 مشروعاً، وهى (تطوير النزل البيئى القائم - إنشاء النزل البيئى الجديد - إنشاء ساحة السلام - إنشاء الفندق الجبلى - إنشاء مركز الزوار الجديد - إنشاء المجمع الإدارى الجديد - تطوير المنطقة السياحية - تطوير مركز البلدة التراثية - تطوير منطقة إسكان البدو - تطوير وادى الدير - إنشاء المنطقة السكنية الجديدة - إنشاء المنطقة السياحية الجديدة - شبكة الطرق والمرافق - الوقاية من أخطار السيول).. وتعد محمية سانت كاترين، تراث طبيعى وثقافى عالمى، وأعلنت محمية طبيعية فى عام 1988، وتصل مساحتها لنحو 4250 كم2، وتصنيفها محمية، وتعد القمم الجبلية أحد أهم معالم المحمية التى تتفرد بها، وموائل صحراوية طبيعية للعديد من الأحياء النباتية والحيوانية، وتشتهر المحمية بكثرة الثدييات، كما يوجد بها 27 نوعًا من الزواحف. وتضم المحمية عددًا كبيرًا من الكنائس والأديرة مثل دير سانت كاترين والآثار من العصر البيزنطى كما توجد آثار ترجع إلى العصر الفرعونى والعصور اللاحقة. «ملاذ آمن» للحياة البرية أول حديقة لإنقاذ الكائنات «المهددة» بالانقراض.. و«وادى الحيتان» شاهد على تاريخ الدنيا بين حدود محافظة الفيوم توجد أهم محميتين طبيعيتين فى العالم، وهما محمية وادى الريان، ومحمية قارون، حيث تمثل المحميات الطبيعية 51% من أراضى الفيوم، بينما يعيش أهالى المحافظة على نحو 33% فقط من أرضها، وتتميز المحميتان بالطيور المهاجرة التى تزين سماءهما، حيث إن محمية قارون وفقًا للأبحاث يتردد عليها 214 نوعًا من الطيور معظمها من الطيور المهاجرة. ونظراً لأهمية المحميات الطبيعية بالمحافظة، عملت وزارة البيئة على الاستثمار بشكل غير مسبوق فيها، حيث يعد مشروع إنشاء حديقة « ملاذ آمن للحياة البرية « الأول من نوعه فى مصر، والثانى فى الشرق الأوسط بعد الأردن، ويهدف المشروع إلى إعادة توطين أنواع الحيوانات والنباتات التى انقرضت من بيئتها الأصلية أو أصبحت مهددة بالانقراض من جميع أنحاء العالم، بغرض حمايتها، وإعداد نظام بيئى يمكنها من العيش بطريقة آمنة ومحمية ضمن مشروعات الحفاظ على التنوع البيولوجى والتكيف مع التغيرات المناخية، إضافة إلى كونه مشروعا واعدا يحقق رواجا للسياحة البيئية وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة، بالتعاون بين وزارة البيئة والمحافظة ومؤسستى الأميرة عالية بالأردن، و«فور بوز إنترناشيونال». فرص استثمارية وقال د. على أبوسنة رئيس جهاز شئون البيئة أنه نظراً لمساحات المحميات الطبيعية الشاسعة فى محميتى « قارون والريان، تم العمل على خلق فرص استثمارية واعدة وغير تقليدية، ولأنها مناطق ذات حساسية تحتاج إلى أنشطة محددة، حرصت وزارة البيئة على جذب أنواع معينة من الاستثمارات التى تحافظ على المحميات وتنمى مواردها، كما تحافظ على تنوعها البيولوجى، حيث فاز مشروع «ملاذ آمن للحياة البرية» بالمركز الأول وسفيرا للمحافظة فى مسابقة مبادرة المشروعات الخضراء الذكية. ويعد مشروع «الملاذ الآمن» فى محمية وادى الريان توأمة مع محمية « المأوى « بالأردن ليتم تبادل الخبرات فى هذا المجال، كما تعد التوأمة فرصة حقيقية وخاصة أن المملكة الأردنية لها تاريخ طويل فى كيفية إدارة المحميات الطبيعية، ويعمل المشروع على توفير فرص عمل صديقة للبيئة «خضراء» لأهالى الفيوم وزيادة فرص الجذب السياحى لمحافظة الفيوم سواء المحلية أو العالمية. شكل جديد للسياحة البيئية وأشار إلى أن مشروع «الملاذ الآمن» يضيف موقعًا جديدًا لمناطق الجذب السياحى بمحافظة الفيوم بأنشطة تحافظ على التنوع البيولوجى والحيوانات النادرة لذلك فهو نوع مختلف من السياحة البيئية يخلق نوعاً من التكامل والتنوع للأنشطة بمحميات الفيوم وهو ما يأتى لصالح الزوار أو السائحين ليستمتعوا بتجربة سياحة بيئية مختلفة وفريدة، كما يحافظ على مواردنا الطبيعية واستغلالها اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، ويحقق أبعاد التنمية المستدامة. تراث طبيعى عالمى وأوضح أبوسنة أن موقع المشروع جاء بمحافظة الفيوم، نظرا لأن محمية وادى الريان تحتوى على تراث طبيعى عالمى، بالإضافة إلى احتوائها على بحيرات وادى الريان مما يجعلها منطقة مناسبة للمشروع، خصوصا أن المحمية تحتوى على أنواع من الحيوانات البرية النادرة والطيور المقيمة والمهاجرة، كما تتميز المحمية باتساع مساحتها، واعتدال مناخها وتوافر مصادر المياه بها. ويشمل المشروع على مرفق متكامل لمعالجة الحيوانات وتوفير مساكن للحيوانات التى تعرضت للإيذاء وتم إنقاذها، وتوفير التدريب الأساسى للأطباء البيطريين والطلاب الممارسين للعمل بالملاذ الآمن، كما يشمل برامجًا لتشجيع السياح المحليين والدوليين لزيارة الملاذ الآمن، ووضع برنامج تثقيفى للأطفال والكبار.. مع إمكانية اقتران المشروع مع البرامج التعليمية للمدارس المحلية، بما يرتقى بالبيئة ويخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين، كما يتضمن تنفيذ مشروع لغرس أشجار الشعوب الأصلية بالمحمية، بالتعاون مع وزارة الزراعة والحدائق النباتية، وكذا إنشاء مدرسة للمتعلمين المعاقين ذهنياً وبدنياً بالتعاون مع الجامعات والمنظمات غير الحكومية، مع توفير التدريب اللازم للمعلمين بتلك المدرسة، بجانب إقامة 50 نزلا صديقة للبيئة للسياح الزائرين للمحمية. طاقة نظيفة ومتجددة ويعتمد المشروع على عدد من المكونات الخضراء مثل استخدام الطاقة الشمسية فى إنتاج الكهرباء اللازمة للمشروع، للحد من استخدام الوقود «الأحفورى» مما يؤدى إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وكذلك سياسة تدوير جميع أنواع المخلفات الناتجة عن الأنشطة، وإجراء معالجة لمياه الصرف الناتجة بجميع مكونات المشروع الذى يعتمد على دمج البعد البيئى والتنوع البيولوجى مع عدد من الأنشطة الأخرى كالنشاط السياحى والتعليمى والبحثى، حيث من المقرر أيضا أن يقام مركزان للأبحاث، وتدريب الأطباء البيطريين بهما. وادى الحيتان وقال أبوسنة إن «وادى الحيتان» هى منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالى 4 ملايين عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفاً مفتوحاً كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة، كما تضم حفريات قديمة اندثرت من ملايين السنين، والتى توضح تطور الإنسانية وتطور حياة القردة والفيلة، وتعطى فكرة كاملة عن بداية الخلق، وسبب استمرار أو اندثار هذه الأنواع من الكائنات البرية وتأثير البيئة عليها، أو الحياة البرية التى مازالت مستمرة وموجودة فى كل بيئة طبيعية سواء حشرات أو حيوانات أو نباتات، وهى تعكس تاريخ التكوين الجيولوجى.. ويمثل وادى الحيتان متحفاً جيوليوجياً مفتوحاً فريداً من نوعه ويمثل جبل جهنم جيوليوجية منطقة وادى الحيتان وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذى كان يذخر بثروات طبيعية فى تلك الحقبة، كما يوجد بها إحدى المناطق اليابسة التى ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم، إضافة إلى وجود العديد من غابات المانجروف. «طابا».. صخور تنبض بالحياة يعد إنشاء وتشغيل فندق بيئى بمحمية طابا، من أهم أعمال التطوير التى شهدتها المحمية، وكذلك الحديقة المفتوحة للحياة البرية، ومركز مشاهدة الأحياء البحرية المغمور، ومتحف الأحياء البحرية (غيرالمغمور)، وتتميز المحمية بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى حوالى 5000 سنة والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة والتراث التقليدى للبدو المقيمين.. ووديان المحمية لها أهميتها كموائل للحياة البرية مثل الغزلان والطيور الكبيرة التى منها طائر الحبارى وتحتوى تلك الوديان على مجتمعات نباتية مهمة مثل أشجار الطلح وقد تم تجميع عدد 72 نوعًا من الأنواع النباتية فى وادى وتير منها البعيثران والرتم والرمث.. وثروة المحمية من النباتات متعددة إذ تصل أعدادها إلى 480 نوعًا، وتوجد مجموعة من الهضاب التى يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000م والتى تتميز بجمال رائع لجذب السياحة بكل أنواعها، وتتضمن الصخور العديد من الفوالق والفواصل المتقاطعة معًا، حيث تعد من الموائل الطبيعية للكائنات الحية النباتية والحيوانية، ومن مظاهر جمال منطقة المحمية وجود مجموعة عيون المياه العذبة مثل عين حضره بوادى غزالة وعين أم أحمد بوادى الصوانا وعين فورتاجا بوادى وتير والتى يمكن زيارتها بسهولة والتى تنساب منها المياه على سطح الأرض.. كما تتميز المحمية بوجود المواقع الأثرية التى يصل تاريخها إلى حوالى 5 آلاف سنة، خاصة الهضاب التى يصل ارتفاعها إلى أكثر من ألف متر، والتى تتميز بجمال رائع لجذب السياحة بكل أنواعها لمشاهدة الحياة البرية النادرة، إضافة إلى التراث التقليدى للبدو المقيمين. «حكاوى من ناسها» بالبحر الأحمر يضم البحر الأحمر 3 محميات طبيعية، تعد من أجمل المحميات الطبيعية حول العالم، تنقسم تلك المحميات لمناطق بحرية وبرية، وهما محمية الجزر الشمالية شمال البحر الأحمر، ومحمية وادى الجمال فى الوسط ومحمية علبه جنوب المحافظة، وتبدأ جغرافيا من نهاية مرسى علم حتى حلايب جنوبا. وانتهت وزارة البيئة من إعداد خطة تطوير محمية وادى الجمال فى إطار الخطة التى وضعتها وزارة البيئة، لتطوير أكثر من 13 محمية طبيعية، بنطاق الجمهورية، وخلال الفترة الأخيرة عملت الوزارة على دعم الاستثمار البيئى بالتوازى مع تطوير المحميات الطبيعية، حيث تم إطلاق حملة «حكاوى من ناسها» ، وركزت على أهمية المجتمع المحلى و ثقافة أفراده وتراثهم كأساس للمحميات الطبيعية. كما تم تغير أساليب العمل البيئي، و أصبح هناك نماذج للمحميات الطبيعية المتطورة، يتم استثمارها للحفاظ على مواردها، من خلال تغير الفكر والشراكة مع القطاع الخاص، وهو ما حدث فى محميات البحر الأحمر، واصبح هناك مشروعات توفر فرصاً سياحية بيئية و استثمارية رائدة لدمج الملف البيئى مع الناس على أرض الواقع، والنجاح فى تغيير الصورة الذهنية للمواطن عن المحميات وحماية الموارد الطبيعية. وتضم المحمية مجموعة من الجزر البحرية ذات أهمية دولية لتكاثر الطيور والسلاحف البحرية، كما تضم عددا من الشواطئ الرملية التى تساعد على تكاثر السلاحف البحرية فى مصر، وتتمتع محمية وادى الجمال بتنوع بيولوجى فى النظم والبيئات الطبيعية، فهى تشكل بيئات غاية الأهمية لعدد كبير من الأنواع المهددة، سواء برية أو بحرية، كما تحتوى المنطقة على جيولوجية متميزة و مناظر ذات قيمة جمالية عالية. تعميم النقل الكهربائي فى «نبق» شهدت محمية «نبق» أعمال دمج المشروعات الخضراء فى قطاع حماية الطبيعة لتوفير تجربة بيئية مميزة وفريدة بطابع مصرى وبمستوى عالمى تجذب محبى السياحة البيئية وتوفر مزيدًا من الاستمتاع والترفيه للسائحين مع حماية الطبيعة ومواردها.. وظهر هذا النوع من الاستثمار متجسدًا فى مشروع السيارات الكهربائية والدراجات المائية بمحمية نبق، كإحدى الخدمات الجديدة الصديقة للبيئة المقدمة بالمحمية بأيدى شباب مصرى لدعم السياحة الشاطئية بطرق جديدة وغير تقليدية وبمشاركة المجتمع المحلى لتنميتهم والحفاظ على تراثهم الاجتماعى والبيئى والثقافى كمصدر جذب سياحى بالمحميات. وقال د.محمد سالم مدير قطاع المحميات إن مشروع النقل الكهربائى بالمحمية يعد فى مرحلته التجربيبة وسيتم العمل على التوسع فيه خلال الفترة المقبلة وخاصة فى ظل برنامج الحكومة لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء ومستدامة بكل مرافقها بالتعاون مع الوزارات المعنية ومحافظة جنوبسيناء والمستثمرين والشباب والمجتمع المحلى.. ويعتبر مشروع السيارات الكهربائية أحد معالم التطوير داخل محمية نبق، ويقوم على فكرة توفير تجربة سياحية فريدة بالمحمية باستخدام تلك العربات الصديقة للبيئة فى التجول داخل المحمية لزيارة المعالم والمزارات بمناطق ومسارات محددة (المانجروف / السفينة الغارقة / إلخ ) لتعكس صورة جيدة للأنشطة الصديقة للبيئة باستخدام السيارات الكهربائية التى لا تتجاوز سرعتها 40 كم / ساعة وتتم إعادة شحنها بالطاقة الشمسية. كما تم الانتهاء من كل أعمال الأساسات لعدد (51) وحدة سكنية بقرية الغرقانة بمحمية نبق، وتسير كل الأعمال الإنشائية وفق الجدول الزمنى المحدد للانتهاء منها فى القريب العاجل لتكون نموذجًا حيًا على التطوير الذى يراعى الأبعاد البيئية والتراثية ودعمًا للسكان المحليين والاستثمار البيئى بمحمية نبق. وأوضح سالم أنه تم البدء فى تركيبات الكهرباء والشبكة الداخلية والخارجية لأعمال الصرف الصحى وحفر خزانات الصرف الرئيسية، بالإضافة إلى تركيب الزجاج الملون والبرجولات الخارجية للوحدات علاوة على زراعة عدد (165) نخلة بالقرية للحفاظ على المظهر الطبيعى البيئى للقرية، كما تراعى كل الأعمال بالمشروع الاشتراطات البيئية وتحافظ على الموارد الطبيعية والتى تتم من خلال مشروع دمج صون التنوع البيولوجى بالسياحة فى مصر الذى يتم تنفيذه من خلال جهاز شئون البيئة بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائى فى ضوء جهود وزارة البيئة لدعم المجتمع المحلى بالمحميات الطبيعية لتحقيق سبل عيش مستدامة وتعزيز فكر حماية الطبيعة واحترامها، حيث تعمل الوزارة على ان تكون إدارة المكان من خلال السكان المحليين. ويتميز المشروع بتحقيق العديد من الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية كما يعد نموذجًا حقيقيًا للشراكة بين العمل البيئى والمجتمع المحلى فى دعم السياحة البيئية المستدامة القائمة على تعزيز دور المجتمعات المحلية، والحفاظ على الموروث البيئى والثقافى للسكان المحليين. وأشار سالم إلى أن أعمال تطوير محمية أبو جالوم، بمحافظة جنوبسيناء، وفق معدلاتها الزمنية، وذلك من خلال مشروع تعزيز نظم تمويل وإدارة المحميات الطبيعية، ويأتى تطوير المحمية للعمل على إدارتها وفق النظم العالمية مما يحقق التكامل فى الحفاظ على الموارد الطبيعية مع تعظيم فرص التنمية الاقتصادية والترفيهية والاجتماعية، وفق مبادئ التنمية المستدامة، فالمحميات الطبيعية ثروة قومية يتم حمايتها مع تطويرها وفق النظم العالمية للحفاظ عليها للأجيال القادمة.. وفى هذا الصدد تم الانتهاء من أعمال تمهيد وتسوية المدق الخاص بمسار زيارة المحمية، وذلك بطول 10 كيلومترات بدءا من منطقة البلولاجون إلى الرهيبات بمحمية أبوجالوم بالإضافة أعمال السقالات والمماشى البحرية فى منطقة البلوهول والتاجير ريف لتوفير تجربة فريدة من نوعها لزوار المحمية بعد الانتهاء من أعمال التطوير التى تشمل مناطق البلوهول الدحيلة وادى الرساسة الرهيبات راس مملح وسخن، حيث يتم تطوير البنية التحتية وتوفير خدمات الزوار.