بينما كانت مواقع التواصل الاجتماعى وبعض المنصات الإعلامية تضج بالحديث بأخبار مثيرة حول «اكتشاف مدينة سرية» تحت الأهرامات، التزمت وزارة السياحة والآثار الصمت، وكأن الأهرامات توجد فى مكان آخر غير مصر. والاكتشاف باختصار، لمن لم يتابع، يخص فريق بحثى إيطالي، زعم أعضاؤه أنهم استخدموا تقنية رادار جديدة تعرف باسم «الرادار ذو الفتحة الصناعية (SAR)»، والتى تجمع بين بيانات الرادار من الأقمار الصناعية والاهتزازات الدقيقة من الحركات الزلزالية الطبيعية، لتكوين صور ثلاثية الأبعاد لما يوجد تحت سطح الأرض، وقالوا أن ذلك قادهم لاكتشاف المدينة المزعومة. بالطبع، فإن أى باحث مبتدئ فى مجال الاستشعار عن بعد يمكنه تفنيد هذا الكلام، وأقل وصف يمكن قوله أنه «تخاريف»، وقد يجد مسئولو وزارة الآثار فى الانتقادات العلمية اللاذعة لهذا الاكتشاف، والتى جاءت بعد أيام من الإعلان عنه، مبررا بأنها وجدت أن الأمر لا يستحق عناء الرد، لكن السؤال: أليس الأولى أن يكون مصدر هذه الانتقادات علماء مصريون؟ حسنا فعل د.زاهى حواس، بأن عالج بعضا من هذا التقصير عبر بيان على صفحته انتقد فيه ما أعلنه الفريق البحثى الإيطالي، لكن بالطبع هذا ليس كافيا، لأن بيان الدكتور حواس، لم يتطرق لماهية الآداة التى زعم الباحثون استخدامها، وقدرات هذه الأداة، وهل تستطيع بالفعل اكتشاف ما تحت الأرض على أعماق كبيرة، كالتى يدعيها الفريق البحثى الإيطالي، وهذا كان يستوجب الرد من خلال علماء مصريين متخصصين فى علم الآثار الجيوفيزيائي، تستعين بهم وزارة السياحة والآثار، وما أكثرهم. فهل أصبح الصمت في مثل هذه القضايا الهامة التى تتعلق بأحد أهم وأبرز معالم مصر الأثرية، استراتيجية تتبعها تلك الوزارة، أم أن السادة المسئولين بالوزارة أعطوا أنفسهم إجازة عن العمل خلال شهر رمضان؟