يزال لغز بناء الأهرامات والأسرار التي تحتويها، يشغل تفكير وحيرة آلاف العلماء والباحثين والمهتمين بمجال الآثار، وعلى مر العصور شهدت الأهرامات الثلاثة على غرار العديد من الأماكن الأثرية المصرية، دراسات بحثية كثيرة أثارت جدلًا تارة واكتشافات جديدة تارة أخرى، والتي كان أخرها دراسات بحثية تفيد بوجود ممرات خفية ومدينة ضخمة أسفل الأهرامات هرم الملك خفرع، والتي انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار العالمية. أهرامات الجيزة أظهرت نتائج دراسة أجراها باحثان من إيطاليا واسكتلندا تفيد بوجود مدينة ضخمة أسفل هرم خفرع، وفي الوقت نفسه، نُشرت دراسة أخرى في مجلة «نيتشر» العلمية استخدم فيها الباحثون تقنية رادار متطورة كشفت عن بوجود ممر شمالي أسفل هرم خوفو متصل بمسارات هندسية، كما نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نتائج دراسة أجراها عالمان من جامعات بيزا الإيطالية وستراثكلايد الاسكتلندية، يزعما فيها أنهما اكتشفا «مدينة ضخمة تحت الأرض» تمتد على مسافة تزيد عن 6500 قدم مباشرة تحت أهرامات الجيزة، مما يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها. وكشفت الدراسة، التي لم تتم مراجعتها من قبل خبراء مستقلين، عن وجود ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم، وحسب بيانات الدراسة، تم استخدام تقنية رادار جديدة تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والاهتزازات الزلزالية الصغيرة، مشيرة إلى وجود 5 مبانٍ متطابقة أسفل قاعدة هرم خفرع متصلة بمسارات هندسية، يقع أسفلها 8 آبار أسطوانية رأسية. الأهرامات ومن جانبه، وقال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، إن ما يشاع أن هناك أعمدة تحت هرم الملك خفرع هي أكاذيب صدرت من بعض غير المتخصصين في الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات، بالإضافة إلى أن المجلس الأعلى للأثار لم يقوم بإعطاء هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع، موكدًا أنه لم يتم استعمال أي أجهزة رادار داخل الهرم وكل ما قيل عن وجود أعمدة أسفل الهرم ليس له أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن. وأضاف «حواس»، أن قاعدة هرم الملك خفرع تم نحتها من الصخر بارتفاع حوالي 8 أمتار، ولا يوجد أسفل هذه القاعدة أي أعمدة، وذلك طبقا للدراسات والأبحاث العلمية التي تمت حول الهرم في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما قيل حول الآثار المصرية هو محاولة للنيل من الحضارة المصرية القديمة، وهي محاولات فاشلة وسوف تذهب هذه الإشاعات إلى مزبلة التاريخ.