اليوم.. الأوقاف تفتتح 20 مسجداً جديداً بالمحافظات    «بعد الارتفاع العالمي الجديد».. أسعار الذهب اليوم الجمعة 30-5-2025 وعيار 21 الآن    قرصنة هاتف كبيرة موظفي البيت الأبيض و"انتحال شخصيتها"    ترامب يأمر بوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل بشأن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية    «مكتب شكاوى المرأة».. مأساة «سمر» تتحول لقصة فيلم مُلهم لضحايا العنف    العجالي قائم ب 190 جنيها.. أسعار الأضاحي 2025 في أسواق الشرقية    «الجينوم الرياضي».. أولى الخطوات العلمية والعملية نحو مربع الدول العظمى    فوائد الزنجبيل، لتقوية المناعة وصحة الدماغ وجمال البشرة    "قبل ريفيرو".. ماذا قدم المدربين الإسبان مع النادي الأهلي؟    إنييستا: إنريكي موهوب.. وإنتر يمتلك لاعبين كبار    «قرار الأهلي».. رد مفاجئ من سيد عبدالحفيظ على مزاعم بيع زيزو    مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 الترم الثاني بالاسم في جميع المحافظات .. الروابط الرسمية للاستعلام الآن    هيشتغل إلى 2.30 صباحا، تعديل تشغيل قطار العاصمة الكهربائي اليوم بسبب حفل ضخم بالنهر الأخضر    كان نايم.. مصرع شاب دهسًا بسيارة والده في العاشر من رمضان    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    إمام عاشور يوجه رسالة ل حسام حسن    ياسر إبراهيم يسخر من احتفالات بيراميدز بالدوري    نجاحات متعددة.. قفزات مصرية في المؤشرات العالمية للاقتصاد والتنمية    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مصرع تلميذ صعقاً بالكهرباء أثناء تشغيله التليفزيون بمنزله في سوهاج    ترامب: يجب تمكين الرئيس من حماية الاقتصاد الأمريكي    الحوثيون يعلنون مهاجمة مطار بن جوريون وسط إسرائيل بصاروخ فرط صوتي    بعد إمام عاشور.. (3) لاعبين ينتظرون عفو حسام حسن    «بنتلي» تشوق لنسخة جديدة من بنتايجا عالية الأداء مع وضع الانجراف    ترامب: يسعدني ترشيح بول إنجراسيا لرئاسة مكتب المستشار الخاص في الولايات المتحدة    أوروبا تضغط على إسرائيل لوقف مجازر غزة    إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية    أسامة كمال: 600 يوم من الإجرام الإسرائيلي وغزة لا تزال تتنفس وتكتب التاريخ بالدم    روسيا تتهم حليفتها صربيا بالخيانة لتوريدها الأسلحة إلى أوكرانيا    بالأسماء، وزير البترول يصدر حركة تكليفات وتنقلات لبعض رؤساء شركات القطاع    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    مصرع شاب في انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد    «الأرصاد» تكشف عن طقس اليوم الجمعة.. والعظمى في القاهرة 32    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    ريا أبي راشد: مسرحية «ريا وسكينة» سبب تسميتي بهذا الاسم (فيديو)    20 صورة ومعلومة عن الفنانة هايدي رفعت بعد خطوبتها    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن    4 أبراج «بيحبوا السيطرة».. قياديون يتمتعون بالكاريزما لكن ثقتهم الزائدة قد تتحول لغرور    والدة إبراهيم شيكا: "عايزة كل قرش في ورث ابني ومراته بصمته في المستشفى"    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 30 مايو 2025    "مصر الخير" تطلق جائزة ريادة العطاء 2025 لمحور المياه النظيفة    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    مصرع شخص وإصابة آخرين فى حادث تصادم بالحوامدية    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرف اليدوية| بدائل صحية صديقة للبيئة.. والعمال: «سر الصنعة» سبب الاستمرار
متخصصون: منافسة غير متكافئة بين «الأسطوات» والآلات

كلما تقدم العلم، يؤكد أن البدايات كانت أصح وأنفع، فبعد قرون من التطوير وابتكار الآلات التي سهلت على الإنسان صنع أدواته، عاد العلم ليعترف بأضرار المواد البلاستيكية التى نستخدمها يوميًا، دفع هذا الناس للبحث عن البدائل الصحية والتقليدية الصديقة للبيئة التي كانت جزءًا من تراثنا، بالتزامن مع تغيّر صيحات الموضة في الأثاث والديكور، يدرك العالم الآن أن ما يُصنع بيد فنان لا يُقدر بثمن ولا يمكن أن تنافسه الآلات الحديثة، في الملف التالي، نسلط الضوء على أشهر الصناعات التراثية الصديقة للبيئة في مصر ونستعرض التحديات التى تواجهها.
◄ «الأويمجي».. صنايعي بدرجة نحات
■ كتب: محمد قورة
تعتبر مهنة النحت الخشبي، أو ما يعرف ب «الأويمجى»، من أقدم وأبرز المهن في صناعة الأثاث، فهى تعبر عن اللمسة الجمالية التى تبرز جودة الصناعة ومهارة الحرفى، يقوم الأويمجى بالنحت على السطح الخشبي لتحويله إلى قطعة فنية، وكأنه يرسم بأدواته على الخشب مثل الفنان الذى يرسم بالألوان على الورقة، تعد هذه العملية من أهم ميزات الأثاث الدمياطي، حيث إن النحت هو العنصر الظاهر الذى يظهر جمال الشكل النهائى للأثاث، سواء كان غرف نوم، أو سفرة، أو صالونات، أو أنتريهات، وعلى الرغم من أن الكثيرين قد لا يعرفون اسم هذه المهنة، إلا أنهم يبدون إعجابهم بتلك الأعمال الفنية.
فى ورشة الأويمجى، تجد «بنك» خشبى يتوسط المكان وعليه العديد من الأدوات البسيطة التى تستخدم فى النقر والحفر على الخشب بأحجام متنوعة، يمسك الأويمجى بهذه الأدوات بعناية ويبدأ بتحويل السطح الخشبى الأملس إلى لوحة فنية تثبت موهبة الصانع وتبرز تميز الأثاث الدمياطي، تتم تسمية الغرفة بناءً على تصميم النحت، وتفشل أى محاولة لتقليده باستخدام الآلات التى تتسم أعمالها بالنمطية وتفتقر إلى الإبداع، مما يجعل الأثاث الدمياطى متميزًا فى الأسواق العالمية.
يتحدث على جوهر، البالغ من العمر 65 عامًا، عن تجربته فى مهنة الأويمجى التى بدأها منذ أكثر من 50 عامًا عندما كان صبيًا فى الحادية عشرة من عمره، فى البداية، تولى مهاماً بسيطة مثل تنظيف الورشة وتجهيز الأدوات لحفظ أسمائها، ومن أهمها «دفره - أزميل - متلوتة - برينو»، بعد تعلمه للأدوات وتقييمه من قبل «المعلم» صاحب الورشة، بدأ ينفذ أعمال نحت خفيفة ثم أثقل تدريجيًا حتى أصبح متقنًا، عند إتقانه للمهنة، انتقل للعمل فى ورشته الخاصة، يؤكد على أن النحت هو فن الأثاث الدمياطى بفضل تصميماته المتنوعة وأدواته البسيطة التى تتطلب دقة كبيرة..
وأشار على إلى ظهور ماكينة بدائية قديمًا تُعرف ب «الخبط البلدي» التى ساعدت فى الإسراع بالعمل لكنها لم تؤثر بشكل كبير على مهنة الأويمجى، ومع ذلك، فى الآونة الأخيرة ظهرت ماكينات صينية تُسمى CNC التى تنفذ التصميمات بنمطية، مما أثر بشكل ملحوظ على المهنة حيث بدأت فى التراجع مع اعتماد الكثيرين على هذه الماكينات.. ويضيف أن الأسر الحديثة تفضل شراء الأثاث المودرن الخالى من التفاصيل المنحوتة لخفض التكاليف مع ارتفاع أسعار المواد الخام، مما أدى إلى تقليل الطلب على الأثاث الكلاسيكى وتأثير ذلك على مهنة الأويمجي، ورغم هذه التغيرات، يحاول الحرفيون الحفاظ على هذه المهنة التراثية وتوريثها للأجيال القادمة.
◄ «الغرابيلي».. وريث «صنعة» الأجداد
■ كتب: حازم نصر
ظل يتبع أثر أبيه وجده فى طفولته، إذ كانا يغزلان الغرابيل والمناخل يدوياً لساعات طويلة، ورث منهما أسرار الحرفة وعشقها، رغم صعوبات العمل مقابل أجر زهيد، لكنه أصر على متابعتها حفاظاً على تراث أجداده، ليصبح أشهر صانع لها فى محافظة الدقهلية، وحافظ على المهنة من الاندثار.
فى قرية دنديط بمركز ميت غمر، يجلس مجدى عبد المنعم عبد الحميد السيد، البالغ من العمر 58 عاماً، ليغزل الغرابيل والمناخل يومياً، يحمل بضاعته إلى سوق القرية يومى السبت والثلاثاء، ثم إلى سوق زفتى بمحافظة الغربية القريبة من قريته يوم الجمعة.
يوضح عم مجدى أنه بدأ العمل فى هذه المهنة فى سن العاشرة، قبل حوالى نصف قرن، كان لديه شقيق واحد وأربع شقيقات، لكنه كان الوحيد الذى ورث الحرفة من جده ووالده وبعض أخواله وأعمامه.
وأشار إلى أن صانع الغرابيل الجلدية كان محترفاً فى مهنته، لكنها أوشكت على الانقراض بسبب قلة الطلب عليها، حيث حل محلها غرابيل ومنخلات السلك والحرير، يستخدم السلك للردة والدقيق الذرة، بينما يلائم الحرير الدقيق الأسترالى والمحلي.
يتم تصنيع مهزات من السلك لاستخدامها فى هز الأرز الشعير والقمح والذرة والفاصوليا وغيرها من المحاصيل، كما يتم تصنيع مهزات بفتحات أكبر للسيراميك والرمل ومواد البناء التى يحتاجها المبيضون.
يشترى الإطار الخشبى من ورش النجارة المجاورة، ويحتاج بجانب السلك والحرير لبعض الأدوات والمواد البسيطة مثل الخيوط والمقص والكماشة، ليصنع المنتجات حسب المقاسات المطلوبة من الزبائن، بالإضافة إلى تلك التى تُصنع وفق قياسات معروفة.
يشير إلى أن الأيام الممطرة فى الشتاء تمثل تحدياً له، إذ يعوق المطر عمله المعتاد فى الأماكن المفتوحة حيث يفضل الجلوس لفترات طويلة.
رغم حبه للمهنة، رفض تمريرها لابنه لأنه يشعر بالمنافسة الشديدة مع المستورد، يتمنى أن يكمل ابنه دراسته كما يرغب، لديه ابن واحد وثلاث بنات، أصغرهن تستكمل تعليمها الجامعى بجد واجتهاد.. يطالب بالاهتمام بالصناعات اليدوية وتطويرها للحفاظ عليها من الاندثار، مشيراً إلى إمكانية دمجها مع الصناعات الحديثة لتوفير فرص عمل للشباب وفتح أسواق دولية للمنتجات المتميزة.
◄ «الجريد».. تراث صديق للبيئة
■ كتب: سليمان محمد
ما زالت الحرف والمهارات فى الصناعات اليدوية تلعب دورًا هامًا فى العديد من القرى، حيث تمثل مصدر الرزق الرئيسى للسكان، وتعتبر صناعة الأقفاص والكراسى من جريد النخيل واحدة من أقدم وأشهر الحرف اليدوية فى قرى أمياى وبلتان والصفا وكفر العمار بمركز طوخ.
فوزى حسن عبده، وهو رجل فى الثالثة والستين من قرية بلتان، يقول إنه ورث حرفة تصنيع الأقفاص عن أجداده، وتعود هذه الصناعة إلى أكثر من 100 عام، بدأ فوزى تعلم هذه المهنة على يد والده منذ كان فى السادسة من عمره، وعلّم أبناءه الاثنين نفس الحرفة، يوضح فوزى أن عملية تصنيع الأقفاص تبدأ بشراء الجريد وتتنظفه وتقطيعه حسب المقاسات المطلوبة، ثم تخريمه بالمقاسات المناسبة وأخيرًا تجميع العيدان وتركيبها لتصبح قفصًا جاهزًا للاستعمال.
أنور عز الرجال، من بلتان وعمره 51 عامًا، يوضح أن سعر الجريد يبدأ من 4 إلى 7 جنيهات حسب السمك، يحتاج القفص بمقاس90×60، الذى يستخدمه تجار الجوافة لجلبه من محافظات أخرى، إلى 20 جريدة ويمكن بيعه ب135 جنيهًا، بينما القفص الصغير يحتاج إلى 5 جريدات وسعره يصل إلى 45 جنيهًا.
شحتة عبدالحكيم من قرية الصفا يشير إلى أن فصل الشتاء البارد يؤدى إلى انخفاض العمالة والتصنيع، أما محمد رجب من قرية أمياي، فيقترح عقد ندوات توعية لتعزيز استخدام الأقفاص المصنوعة من الجريد نظرًا لطبيعتها البيئية، ويضيف أنه أحيانًا يتواصل المصدرون مع القرية للاتفاق على تصدير هذه المنتجات إلى الدول العربية لاستخدامها فى المزارع والفيلات.. بالرغم من ظهور الأقفاص البلاستيكية، يظل القفص المصنوع من الجريد مفضلًا لدى الكثيرين لأنه يكتسب الحرارة ببطء ويفقدها بسرعة، مما يحافظ على الثمار بعكس الأقفاص البلاستيكية التى قد تعرض المحاصيل للتلف.
◄ «الأقفاص».. حبيسة التحديات
■ كتب: حمدي علي
بمجرد وصولك إلى قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف، ستجد مجموعة من المبدعين المهرة فى صناعة الأقفاص والكراسى السياحية ومطارح الخبز، هذه الصناعات التقليدية تُمارَس هنا على مدى أجيال وهى جزء لا يتجزأ من حياة السكان.
زار فريق «الأخبار» القرية واستكشف شوارعها لاكتشاف خفايا هذه الحرفة التى تشكل مصدر رزق أساسى للعديد من سكانها، فى ورشة نادى عبد العاطي، أحد رواد هذه الحرفة، يملأ صوت العزف اليدوى للثقوب وتركيب الأضلاع المكان، مختلطاً برائحة سعف النخيل الطازج الذى يوفر شعوراً بالراحة ويستحضر ذكريات الزمن الجميل.
ذكر «عم نادي» أنه تعلم هذه الحرفة عن والده ويعمل بها منذ أكثر من ستين عاماً، وعلَّمها لأبنائه وبعض شباب القرية، وأوضح أن الحرفة تتطلب صبراً وجهداً كبيرين لأنها تعتمد على العمل اليدوى والأدوات التقليدية.. وأشار إلى أن عملية التصنيع تبدأ بترك الجريد ليجف لمدة ثلاثة أيام، بعد ذلك، يتم قطع وتشكيل الأوتاد الضرورية لتشكيل القفص باستخدام أدوات بدائية مثل الهلال وسكين كبير وماسورة كبيرة وأخرى صغيرة وقرمة خشبية، تُجمع بعد ذلك الأعواد لتكوين الهيكل المطلوب.
وفي حديثه، قال أحمد سيد، أحد العاملين فى الورشة، بينما كان منهمكاً فى عمله، أنهم يقومون بنحت أجزاء القفص باستخدام أداة «المجردة»، ثُمَّ يُثقبون باستخدام «الملقاط» لوضع الأعواد التى تربط جوانب القفص بمقاسات قياسية يستندون فيها على خبرتهم الطويلة.
وأضاف أحمد، بالنسبة لصناعة الكراسي، يتم اتباع خطوات مشابهة حيث يُترك الجريد للجفاف ثم يُشكل الأرجل والقاعدة والحامل باستخدام نفس الأدوات.. أما عن التحديات، فقد أشار «عم نادي» إلى التراجع فى حجم المبيعات نظراً لزيادة الاعتماد على الأقفاص البلاستيكية، مما يجعل المنافسة غير متكافئة بين الحرفة اليدوية والأجهزة الآلية ويشكل عقبة فى تسويق المنتجات التقليدية.
◄ المشنات.. في الحفظ والصون
■ كتب: سليمان محمد
قرية ميت كنانة، التابعة لمركز طوخ، تُشتهر بأيديها الذهبية فى تشكيل أعواد نبات التمر حنة، يُحول الأهالى هذه الأعواد إلى شمسيات، ومشنات لنقل الطعام والفاكهة، وأسيجة للقرى السياحية والكافيهات والفيلات.. ويوضح أشرف الغرباوي، صاحب ورشة لتصنيع هذه المنتجات، أن معظم سكان القرية يعملون فى صناعة الشمسيات والمشنات والأسيجة المصنوعة بشكل أساسى من أعواد التمر حنة، ويضيف الغرباوى أن تاريخ هذه الحرفة يتجاوز الثمانين عامًا، حيث توارثتها الأجيال عبر الزمن.
من جانبه، يؤكد رضا خليل صاحب ورشة أن أعواد التمر حنة الجافة تُجلب من محافظة أسوان بسعر 8 آلاف جنيه للطن، توضع الأعواد فى حوض ماء لمدة أسبوع لتتحول إلى أعواد لينة جاهزة للتصنيع، يتم تنظيفها وتقطيعها وتشكيلها حسب الطلب.. وبالنسبة لصناعة الشمسيات، يُشير سامى خليل إلى أن الواحدة منها تحتاج إلى حوالى 50 كيلو من حطب التمر حنة، ويبلغ قطرها 3 أمتار، يتراوح سعر الشمسيات بين 500 و600 جنيه، شاملاً مصاريف النقل والتركيب، وخاصة فى القرى السياحية والنوادى المكشوفة، يستغرق تصنيع الشمسيّة يومًا كاملًا.
أيمن خليل، أحد الفنيين فى الورشة، يوضح أن الأسيجة تُستخدم على الشواطئ وللحماية من الرياح بالقرى السياحية وتُباع بالمتر، يتمكن العامل من صنع بين 8 إلى 10 أمتار فى اليوم، أى ما يعادل 3 أسيجة بطول وارتفاع محددين.. أخيرًا، أشار محمود الدغيدي، شاب وصاحب ورشة لتصنيع الشمسيات، إلى أن بعض المنتجات تُصدر إلى دول الخليج واليونان، خصوصًا الشمسيات والأسيجة.
◄ اقرأ أيضًا | انطلاق فعاليات معرض الحرف اليدوية والتراثية احتفالًا بعيد الأم بجامعة القناة
◄ «السعف».. «براند» واحة سيوة
■ كتب: مدحت نصار
تعتبر واحة سيوة واحدة من أبرز الواحات المصرية الموجودة في الصحراء الغربية، وتتميز بكثرة أشجار النخيل حتى أُطلق عليها واحة النخيل، حيث يصل عدد النخيل فيها إلى مليون و200 ألف نخلة.
يستغل بعض شباب الواحة المتميزة جريد النخيل فى الصناعات التراثية المختلفة، مثل منتجات سعف النخيل وجريد النخيل وليف النخيل.. تشتهر واحة سيوة بإنتاج أفضل الصناعات اليدوية فى واحات الصحراء الغربية، حيث يمكن للسياح العرب والأجانب والمصريين من كافة المحافظات شراء أرقى المشغولات اليدوية، منها السجاد المطرز وطواحين الطاجين الفريدة المصنوعة من الفخار، وأوانى الطهى الصحراوية ذات الشكل الهرمى التقليدى المزخرفة يدوياً، هذه الأوانى تُصنع فى أفران الخبز، بالإضافة إلى الفساتين التقليدية المطرزة ذات الألوان الزاهية والفضيات البسيطة، وهذه المنتجات جعلت من واحة سيوة وجهة سياحية رائعة، خاصة فى فصل الشتاء بفضل مناخها المعتدل ووجود عيون المياه التى تعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة وتحيط بها أشجار النخيل والزيتون..
تولى محافظة مطروح اهتماماً كبيراً لهذه المهنة لتعزيز وعى الشباب فى واحة سيوة، بمسألة استغلال أشجار النخيل لتنفيذ المشروعات المتوسطة والصغيرة، يتم تدريبهم على هذه المشروعات وتقديم الدعم وإزالة العقبات بالتنسيق مع الجهات المعنية، فى إطار خطة الدولة لتشجيع الشباب واستغلال طاقاتهم للنهوض بالتنمية الاقتصادية من خلال المبادرات الوطنية والمجتمعية، خصوصاً تفعيل برنامج «مشروعك» الذى تتبناه وزارة التنمية المحلية بتقديم دورات تدريبية للشباب بمركز تطوير الصناعات البيئية والحرفية بسيوة بإشراف مجموعة من المدربين المحليين، وتشمل هذه الدورات تدريباً على صناعة الكراسى والطاولات من جريد النخيل، وصناعة الحبال من ليف النخيل.
◄ الزجاج.. أصالة تنتظر الدعم
■ كتب: حازم نصر
بالرغم من كل التحديات التى واجهها سكان قرية جراح، إلا أنهم سعوا دائماً للتفوق وتطوير صناعتهم، بدأت القرية بصناعة الزجاج بطرق تقليدية، لكنها تطورت لتدمج بين الأصالة والحداثة، لتصبح واحدة من أشهر القرى فى مصر فى هذا المجال، ثم انتشرت شهرتها على المستوى الدولى بعد أن غزت منتجاتها الأسواق العربية والإفريقية والأوروبية، تقع قرية جراح فى مركز أجا بمحافظة الدقهلية على بعد حوالى 20 كيلومتراً من مدينة المنصورة، ويبلغ عدد سكانها نحو 8 آلاف نسمة.
يبدأ محمود السعيد أحد صانعي الزجاج بالإشارة إلى أن صناعة الزجاج بالقرية بدأت على يد الحاج عبد الله الشريعي، مؤسس أول مصنع زجاج فى القرية، تطورت هذه الصناعة مع مرور الوقت ليصبح هناك عدد من المصانع الكبرى لصهر الزجاج وما يقرب من 400 ورشة مختصة بتصنيع ونقش الزجاج، وأكد أن أبناء القرية واجهوا العديد من المشاكل مثل انقطاع التيار الكهربائى وارتفاع أسعار الاستهلاك وسوء حالة الطرق المؤدية إلى القرية، لكنهم تعلموا التعامل مع هذه الصعوبات مما مكّنهم من الاستمرار فى عملهم بنجاح، وبدأ شباب القرية بمتابعة أحدث المنتجات العالمية وتصميم أفضل منها، ما ساهم فى حصول القرية على شهرة واسعة خلال السنوات الأخيرة.
يروى مصطفى مسعد، أحد العاملين فى القرية، أن عدد العمال كان محدوداً فى البداية منذ حوالى 20 عاماً، لكنه ارتفع تدريجياً حتى بلغ نحو 6 آلاف عامل، يأتى العمال من القرى المجاورة من مركز أجا ومحافظة الغربية، ويشمل العمال الجنسين، وهناك تعاون وحماس كبير للحفاظ على الصناعة.. أشار إلى أنه قد توافدت العديد من الوفود الأجنبية لزيارة القرية ومشاهدة الإنتاج فى الورش والمصانع، خلال السنوات الخمس الأخيرة، قامت زيارات عديدة، أبرزها كانت زيارة السفير اليابانى الذى أبدى إعجابه الكبير بجودة المنتجات وإصرار العاملين.
محمد فارس، أحد أقدم العمال، يوضّح مراحل التصنيع التى تبدأ بتجميع كسر الزجاج وإضافة مواد كيميائية له ثم إدخاله إلى الأفران بدرجات حرارة عالية، وبعد التشكيل والتبريد، يُرسم على الزجاج يدوياً أو باستخدام تقنية الليزر ثم يُعاد إدخاله إلى الأفران مرة أخرى للحصول على المنتج النهائي.
ومن جانبه عبّر محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق عن سعادته بمستوى الإنتاج المتميز للقرية فى معارض «أيادى مصر»، وأعلن عن نية تخصيص أراضٍ لأبناء القرية فى المنطقة الصناعية بجمصة لدعمهم فى التوسع الإنتاجى والتصدير، مع إزالة كل العقبات المحتملة أمامهم.
◄ «الصدف».. إبداع على طريق الاندثار
■ كتب: محمد الشامي
تُعتبر حرفة الصدف من أبرز الحرف التراثية التى اشتهرت بها قرية ساقية المنقدى فى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، يعمل الكثيرون فى القرية، صغارًا وكبارًا، فى هذه الحرفة، التقت الأخبار بصاحب إحدى ورش إعداد وصناعة منتجات الصدف، أحمد خالد، الذى تحدث عن انتشار هذه الحرفة فى القرية بفضل الجد محمود قوطة، الجد تعلم الحرفة فى أواخر السبعينيات فى منطقة الحسين بالقاهرة ونقلها إلى قريتهم حيث علمها للسكان المحليين، ومن هنا بدأت بالانتشار.
أوضح أحمد خالد أن صناعة الصدف تمر بعدة مراحل للوصول إلى المنتج النهائي، تبدأ العملية بالنجارة، حيث يتم تقطيع الأخشاب لتحضيرها لتطعيمها بالصدف، بعد ذلك، تُرسم النقوش ذات الطابع الإسلامى على البراويز، وهى تحظى بشعبية كبيرة بين الزبائن.. أشار خالد إلى أن الورش تقوم بملء الفراغات الناتجة عن أعمال النقش باستخدام مادة من البوليستر المستوردة من ألمانيا، تُفُرد المادة على المنتج لملء كل الفراغات، ثم تأتى مرحلة الصنفرة ووضع طبقة من المعجون، يتبعها تلوين المنتج بالألوان التى يفضلها الزبون.
يبذل أصحاب الورش جهودًا كبيرة للحفاظ على هذه الحرفة اليدوية الفريدة، رغم عزوف الشباب عن تعلمها والبحث عن وظائف توفر لهم الأمن الوظيفى والتقاعد، قال خالد قوطة إن الحرفة تأثرت بشدة بأزمة جائحة كورونا، حيث إن 70% من منتجات القرية تُصدّر للخارج، خاصة إلى دول الخليج العربي، كانت هذه الأزمة من أبرز المعوقات التى واجهتنا، جنبًا إلى جنب مع ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة.
دور التكنولوجيا كان له أثره أيضًا فى ورش الصدف، رغم تفضيل بعض الزبائن للمنتجات اليدوية التقليدية، يوجد زبائن آخرون يفضلون المنتجات المُعززة بالتكنولوجيا الحديثة مثل تقنيات الليزر المتعددة.
أوضح خالد قوطة أن تكلفة المنتجات اليدوية عادة ما تكون مرتفعة نظرًا لدقة الرسومات المستخدمة، تصل تكلفة إعداد الأخشاب والنجارة والتطعيم إلى 230 جنيهًا، كلما زادت التكلفة، استخدمنا مواد أغلى مثل العاج والكهرمان والصدف الطبيعى والأبانوس المستورد من ماليزيا، والذى يصل سعر الكيلو منه إلى 4000 جنيه.
تشارك منتجات الصدف من قرية ساقية المنقدى فى العديد من المعارض التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى مثل معارض «تراثنا»، كما يشارك بعض المصنّعين فى معارض دولية فى الشرق الأوسط مثل معرض الشيخ زايد فى الإمارات من خلال شعبة الحرف اليدوية بالغرفة التجارية.
◄ «الخزف» تحويل «الطين» إلى ذهب
■ كتب: خالد عزالدين
هو فنان مولع بالتأمل ويفضل العمل بمفرده، حيث يصيغ لحنًا خالدًا من خلال تشكيل مئات القطع الخزفية بأصابعه، هذه القطع تخرج كأعمال فنية تحمل مجموعة من المعانى النبيلة التى يبحث عنها الكثيرون فى المجتمع المصرى والواحاتي، محمد عبد السلام، الذى يبلغ من العمر 54 عامًا، تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية، ولمدة تزيد على عشرين عامًا، أبعدته الحياة عن عمله فى تشكيل الطين إلى قطع خزفية ذات أصول ومعانٍ.
قامت جريدة الأخبار بزيارته فى مرسمه البسيط داخل منزله بحى السلام بمدينة الخارجة، ليعود إلينا هذا الفنان المتميز بأعمال خزفية تحمل لمسات وإحساسات فنية عميقة، لا يزال محمد يبحث عن فرصة للانطلاق إلى الساحة العالمية، وهو ما زال يحلم بتشكيل وتلوين الطين لتحويله إلى قطع خزفية تعبر عن مشاعر وأحاسيس تمثل بيئة المجتمع الواحاتى لأبناء الوادى الجديد.
شارك محمد بأعماله الفنية عبر هيئة قصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية، وعدة جهات رسمية، لكنه لم يلقَ الاهتمام الكافى لأعماله التى تعبر عن الهوية الثقافية لأبناء الواحات وخاصة واحة الخارجة، كذلك، لم يحصل على التسويق المناسب لمنتجاته الخزفية.
يطالب محمد بأن تتولى شركة خاصة رعاية الفنانين التشكيليين من أبناء الوادى الجديد لتسويق المنتجات التراثية، خاصة الخزف، الذى يتطلب رعاية خاصة فى النقل والتسويق خارج حدود محافظة الوادى الجديد، ويفتقر إلى الفرص المتاحة فى الفعاليات الثقافية سواء كانت تنظمها الدولة كفعاليات «ديارنا» أو «تراثنا»، أو التى تنظمها الشركات لتسويق الأعمال اليدوية على مستوى الجمهورية وخارجها.
أشار محمد عبد السلام إلى أن التقدم التكنولوجى مهما بلغ، لن يستطيع تشكيل قطعة من الطين تحمل لمسة وإحساس الفنان التشكيلى الذى يعبر عن بيئته المحلية أو حياة الأشخاص الأصيلة كالمزارعين والشخصيات الواحاتية الأصلية مثل شيخ الغفر أو العمدة، بالنسبة لمحمد، يبقى للفن البشرى طريقته الخاصة التى لا تستطيع التكنولوجيا تقليدها فى إنتاج الأطباق وأشياء أخرى تفتقر إلى لمسة الفنان الفريدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.