فى حديقتى الحيوان والأورمان عمل لا يتوقف، نهارًا وليلاً، الكل يعمل بمنتهى القوة من أجل الوصول إلى الهدف المرسوم منذ اللحظة الأولى لإغلاق الحديقتين وهو شكل مغاير تمامًا لما كانوا عليه. فى شهر يوليو من عام 2023 تم الإعلان من قبل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى عن إغلاق حديقتى الحيوان والأورمان لبدء أعمال التطوير الشامل، وإعادة الحديقتين إلى ما كانتا عليه من قبل من خلال تحالف من كبرى الشركات العالمية التى تولت تطوير حدائق حيوان كبرى على مستوى العالم قبل ذلك. ومنذ ذلك الحين والكل فى الانتظار لما ستسفر عنه أعمال التطوير، ورغم حالة التكتم الشديد من قبل تحالف الشركات المنفذة للتطوير، إلا أن «الأخبار» دخلت الحديقتين، ورصدت أعمال كبرى يتم تنفيذها كأول صحيفة مصرية ترصد ما يحدث بالحديقتين منذ إغلاقهما. خلايا نحل تواصل العمل دون توقف، كل فى مجاله، بهدف واحد هو تحويل الحديقتين إلى وجهة سياحية متكاملة بتنسيق كامل بين الشركات العاملة وبهدف أساسى هو الحفاظ على تراث الحديقتين الممتد لسنوات طويلة، وجذب أكبر عدد من الزائرين إليهما. الأعمال بالفعل وصلت إلى مراحلة مهمة، حيث تم الانتهاء من صب الخرسانات بنسبة 82 %، كما يتواصل العمل على تحديث كامل لشبكات المياه والصرف الصحى، بالإضافة إلى التعامل بمنتهى الدقة مع النباتات والأشجار التاريخية خاصة تلك التى يزيد عمرها عن 150 عامًا، كما انتهت الاتفاقات على استقدام فصائل جديدة من الحيوانات سواء بالشراء أو بالتبادل مع حدائق الحيوان العالمية. «الأخبار» ترصد فى هذا الملف آخر ما وصل إليه العمل فى الحديقتين، مع الشركات المنفذة والعاملين بالمشروع قبل الافتتاح التجريبى الذى تم الإعلان عنه وهو شهر سبتمبر المقبل. العمل لا يتوقف على مدار الساعة.. تنسيق بين الشركات.. والحفاظ على التراث أولوية سباق مع الزمن : ترميم الكشك اليابانى والحرملك.. وإنجاز فى البوابة القديمة والاستراحة الملكية بمجرد الدخول إلى حديقة الحيوان أو الأورمان تدرك أنه يتم التجهيز لشىء مختلف، العمل يدب فى كل الأرجاء، دون أن يتعرض أى حيوان أو شجرة أو نبات إلى مشكلة، كل شىء يتم بحسابات دقيقة للغاية، باستخدام أحدث الوسائل الممكنة. الهدف الأساسى من كل ما يتم هو تقديم تجربة ترفيهية مميزة وعلى أعلى المستويات العالمية من خلال التحالف مع نخبة من الاستشاريين العالميين والخبراء المتخصصين لضمان أعلى معايير رعاية الحيوانات، والحفاظ على التراث، وصيانة الحدائق النباتية، ليتمكن الزوار من الاستمتاع بمزيج من الترفيه والتراث التاريخى. وتعتبر حديقة الحيوان بالجيزة أكبر حديقة حيوان داخل مدينة بمساحة 112 فدانا وتحتوى على حوالى 3 آلاف شجرة تاريخية وبعض النباتات النادرة ومجموعة استثنائية من 186 فصيلا من الثدييات والطيور والزواحف تم افتتاحها فى عصر الخديو إسماعيل لتكون أول حديقة حيوان فى إفريقيا والشرق الأوسط، وثالث أقدم حديقة حيوان فى العالم. وتعتبر خطة التطوير التى تتم نقلة نوعية، حيث إنها لم تعد مجرد حديقة حيوانات بل ستصبح وجهة ترفيهية متكاملة تناسب كافة الأعمار والفئات، وتقدم الشركة المسئولة عن تطوير وإدارة وتشغيل حديقتى الأورمان والحيوان بالجيزة مجموعة متنوعة من الأنشطة والعروض، كما يعتمد التصميم الجديد بشكل رئيسى على المساحات المفتوحة والتى ستكون الأساس الذى يعتمد عليه الشكل الجديد للحديقتين، بعد أن يتم ربطهما معا من خلال نفق. كما تم إعادة تصميم البيوت الخاصة بالحيوانات وتطوير كافة الممرات مع الحفاظ على الطابع التاريخى الخاص بها. وبالإضافة إلى الحفاظ على الطابع الأثرى، تم استحداث عدد من الأنشطة الجاذبة والعصرية لمحبى المغامرات ومن ضمنها عروض حية مع أسود البحر، والطيور، والفيلة، إنشاء قبة زجاجية خاصة بحيوان الميركات «النمس»، تجربة الليمور حلقى الذيل من مدغشقر، ومشاهدة أفراس النهر تحت الماء، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة التفاعلية الأخرى للأطفال والعائلات، ومن ضمنها إطعام الحيوانات، وجولات مع مربى الحيوانات. كما يتواصل تنفيذ أعمال التطوير الشاملة لتعزيز البنية التحتية، الحفاظ على الأشجار التاريخية، وترميم المعالم الأثرية، وذلك تحت إشراف الاتحاد الدولى والإفريقى للحدائق وحماية الحياة البرية لضمان الالتزام بأعلى المعايير العالمية فى التطوير والإدارة المستدامة. كما تم استكمال العمل على شبكات الصرف الصحى والمياه، والتى تُعد من الركائز الأساسية لاستدامة الحديقة، إلى جانب الانتهاء من 82% من أعمال صب الخرسانات، والتى تشمل المرافق المخصصة لرعاية الحيوانات، وفق تصميمات حديثة تراعى أعلى المعايير البيئية. وكانت أعمال الصيانة والحفاظ على الأشجار المعمرة داخل الحديقة محورًا رئيسيًا فى عمليات التطوير منذ اليوم الأول، حيث تم اتخاذ إجراءات خاصة لحماية الأشجار التى يزيد عمر بعضها على 150 عامًا، مع استخدام تقنيات حديثة فى الحفر للحفاظ على طبيعة الحديقة. كما شهدت الحديقة تطورًا ملحوظًا فى أعمال الترميم التى شملت أربع مبانٍ أثرية، وهى الكشك اليابانى، البوابة القديمة، الاستراحة الملكية، وبقايا قصر الحرملك، حيث تم الانتهاء بالكامل من ترميم الكشك اليابانى وبقايا قصر الحرملك، بينما بلغت نسبة الإنجاز فى باقى المبانى أكثر من 70%، مع تقديم مقترحات لوزارة الآثار لإعادة استخدامها بما يليق بقيمتها التاريخية. ثورة فى المرافق : تطوير شبكات الصرف الصحى .. ورفع القدرة الكهربائية إلى 4 ميجا قال المهندس أحمد عبدالمعطى رئيس القطاع الهندسى بتحالف التطوير، إن الأعمال الإنشائية فى حديقة الأورمان وصلت إلى مراحل متقدمة للغاية، حيث تم التغلب على معوقات الأشجار والنباتات، كما أن خزان المياه الموجود فى حديقة الأورمان يخدم 2400 متر مكعب مياه لخدمة شبكات المياه والرى والحريق، وقبل ذلك لم يكن هناك أى شبكات فى الحديقة، وقمنا بعمل شبكات جديدة. وأضاف أن نسبة التنفيذ فى شبكات الصرف الصحى وصلت إلى 70 %، أما توريدات شبكة الكهرباء فوصلت إلى 50 %، ونقوم حاليًا بتأسيس غرف جديدة للكهرباء بحديقتى الحيوان والأورمان، حيث طلبنا رفع القدرة الكهربائية الخاصة بالحديقتين إلى 4 ميجا وات نتيجة الاستخدامات الجديدة التى تم استحداثها وذلك بالتنسيق مع وزارة الكهرباء التى أبدت موافقتها ولكن تنتظر الانتهاء من الغرف حتى يبدأ مد الشبكات الجديدة. وقال: كنا نعانى من وجود الحيوانات داخل الحديقة ولكن تم التغلب عليها من خلال تأسيس مبيتات مؤقتة للحيوانات، وهذه المبيتات يكون لها مواصفات معينة تختلف من حيوان لآخر، فبعض الحيوانات تعيش فى الماء وبعضها يعيش على أرض عادية أو أقفاص، وبالفعل تم عمل مبيتات لكل الحيوانات، حيث إنه يتم استخدام معدات ثقيلة فى بعض الأوقات وبالتالى فإن هدفنا الأساسى هو حماية الحيوانات والحفاظ عليها من أى أضرار، وأشار إلى أنه يتم العمل وفقًا لجدول زمنى محدد على أن يكون الاحتفال فى عيد الفطر المبارك المقبل هو المناسبة الأولى والأهم لاستقبال الآلاف من زوار الحديقة. حصر دقيق : معاملات زراعية حديثة مع الأشجار أكد المهندس هانى عطية مدير التطوير واللاند سكيب، أنه تم وضع خطة منذ اليوم الأول لبدء التطوير لحماية كل النباتات والحفاظ عليها، سواء كانت نباتات صغيرة أو أشجارا كبيرة ومعمرة، فكل النباتات تحتاج إلى رعاية، خاصة أن الكثير منها لم يكن يلقى الاهتمام المطلوب قبل ذلك، وبالتالى اشتملت الخطة على طرق لحماية الأشجار قبل البدء فى الإنشاءات وخلالها وبعد الانتهاء منها.. وأضاف أنه يتم تقليم الأشجار وصندقتها، فى حين يتم التعامل مع الأشجار التى وصلت إلى درجة ميل مرتفعة حتى لا تشكل تهديدًا فيما بعد للزوار، وكذلك يتم التعامل بأحدث الأساليب أيضًا مع الفروع الميتة من الأشجار، وكذلك الأشجار المجوفة.. وقال: يتم علاج الأشجار المريضة، والحفاظ على الغابة النادرة وسط الحديقة، على أن تبدأ فيما بعد عملية تبادل البذور مع الحدائق النباتية فى أوربا وبعض دول أمريكا الجنوبية وأستراليا وجنوب إفريقيا، وأشار إلى أنه تم عمل حصر دقيق لكل الأشجار وحالتها ومستوى استمراريتها، وطرق معالجتها والتى تختلف من شجرة لأخرى بطبيعة الحال.. وأوضح أن هناك أشجارا وصلت لمرحلة الموت بسبب المعاملات السيئة التى كانت تتم معها خلال السنوات المقبلة مثل عمل الإسفلت بجانبها أو البلاط، ما أثر بشكل كبير على جذورها الممتدة فى الأرض. كل شىء جديد : فندق لمحبى الاستكشاف.. وسوق للتحف والهدايا أعمال التطوير الجارية حاليًا فى حديقتى الحيوان والأورمان ليست مجرد تحديث لما هو قائم فحسب، بل إنه سيتم استحداث مجموعة كبيرة من الخدمات الترفيهية للزوار والتى لم تكن موجودة من قبل، حيث تعمل الشركات على الوصول إلى المفهموم المتكامل لفكرة وجهة سياحية وليس مجرد بضع ساعات تقضيها الأسر داخل الحديقتين بعد أن يتم ربطهما معًا من خلال نفق. الهدف الأساسى الذى يتم التخطيط للوصول إليه هو ترسيخ الأهمية التاريخية للحديقتين وتقديم تجربة استثنائية لجميع الزوار، لتصبح من الوجهات السياحية التى لا غنى عن زيارتها لمحبى المغامرة والاستكشاف حول العالم وإعادة حديقتى الأورمان والحيوان إلى خارطة السياحة الترفيهية، وذلك من خلال التعاون مع نخبة من الاستشاريين الدوليين، وبإشراف مباشر من الاتحاد الإفريقى لحدائق الحيوان «PAAZA»، والجمعية الدولية لحدائق الحيوان والأحواض المائية «WAZA»، لضمان تحقيق التوازن بين الحفاظ على الموروث الثقافى وتقديم تجربة ترفيهية متكاملة تتماشى مع التطورات العالمية فى هذا المجال. ولضمان تجربة متكاملة، يتم العمل على تأسيس وإنشاء عدد من المرافق والخدمات الجديدة التى ستشملها الحديقة لتقديم تجربة استثنائية لمحبى الطبيعة من خلال إنشاء فندق Giza Zoo Safari Glamping، الذى يجمع بين الطبيعة والرفاهية مما يُتيح لنزلائه تجربة لا تُنسى داخل الحديقة، بالإضافة إلى إنشاء سوق التحف والهدايا Zoo Antique Bazaar، الذى يضم مجموعة فريدة من التحف والتذكارات المصنوعة يدويًا، ومجموعة من المطاعم والمقاهى والخدمات الأخرى داخل الحديقة. كما تم استحداث عدد من الأنشطة الجاذبة والعصرية لمحبى المغامرات ومن ضمنها عروض حية مع أسود البحر، والطيور، والفيلة، إنشاء قبة زجاجية خاصة بحيوان الميركات «النمس»، تجربة الليمور حلقى الذيل من مدغشقر، ومشاهدة أفراس النهر تحت الماء، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة التفاعلية الأخرى للأطفال والعائلات، ومن ضمنها إطعام الحيوانات، وجولات مع مربى الحيوانات.. كما أن الصور الخاصة بالتصميمات الجديدة التى حصلت عليها «الأخبار» أيضًا تؤكد أن كل شىء سيكون أكثر اختلافًا فى الحديقتين، بدءًا من البوابات الخاصة بالدخول، وبيوت الحيوانات والمساحات الخضراء، بل وحتى الأماكن المخصصة لاستراحة الزائرين ودورات المياه، فالتخطيط المرسوم للمكان لم يترك شيئا للصدفة أو الخطأ، حيث تم الاستعانة بكبار الاستشاريين العالميين لتحقيق الأهداف المصرية فى هذا الشأن. استثمار فى المستقبل : مسئولو الشركة المنفذة: «مش هناخد الجنينة من الناس» وراء كل نجاح كيان بأفراد يعملون بجد للوصول إلى الهدف المرسوم، ومنذ اليوم الأول لإعلان خطط التطوير الخاصة بالحديقتين أكدت وزارة الزراعة أن التطوير سيتم وفقًا لأحدث المعايير العالمية فى هذا الأمر، وبالتالى تم إسناده إلى شركة حدائق متخصصة فى إدارة وتشغيل الحدائق والمنشآت الترفيهية والتى بدورها بدأت رحلة العمل واستشكاف الوضع على أرض الواقع، ثم بدأت التعاقد مع أكبر الشركات العالمية المتخصصة فى تطوير حدائق الحيوان. فى البداية أكد محمد كامل رئيس مجلس إدارة الشركة أن العمل فى الحديقتين فى وقت واحد كان تحديا كبيرا للجميع، خاصة مع القيمة التى يعرفها الكل عن الحديقتين، فالحيوان من أكبر وأقدم الحدائق على مستوى العالم، والأورمان تضم مجموعات كبيرة ونادرة من النباتات والأشجار التى يجب الحفاظ عليها من أى أضرار.., وأشار إلى أن التحدى الأكبر الذى يواجههم هو الحفاظ على الأشجار المعمرة التى يمتد عمرها لعشرات أو مئات السنين، حيث إن كثيرا منها تمتد جذوره فى الأرض لأمتار طويلة، وبالتالى تتغير التصميمات الخاصة بالحديقتين إذا كانت تتعارض مع إحدى هذه الأشجار، وبالتالى يمكن أن تعاد بعض التصميمات للعديد من المرات من أجل حماية شجرة أو نبات نادر لا يمكن تعويضه. وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون مع حدائق الحيوان الشهيرة عالميًا ومنها على سبيل المثال حديقة جوهانسبرج، حيث سيشمل التعاون مجال المبادرات البحثية والابتكارات فى إدارة حدائق الحيوان وتبادل أفضل الممارسات فى مجال الرعاية البيطرية والمرافق الطبية وتنفيذ برامج تعليمية تعزز الوعى والحفاظ على البيئة، وكذلك تبادل الموارد النباتية ضمن المتطلبات القانونية لتعزيز التنوع البيولوجى فى مصر. فيما قال عبد الفتاح فيظى، العضو المنتدب للشركة، إن هدفنا الأساسى هو إتمام الافتتاح فى الربع الأخير من العام الجارى، فنحن الآن فى مرحلة تجريبية، كما أننا نقوم بجولات يومية للاطمئنان على الحيوانات والتغذية الخاصة بها وحالتها الصحية من خلال إمدادها بأفضل أنواع الغذاء والعلاج للحفاظ عليهم من أى مشكلات، وكذلك حالة النباتات. وأشار إلى أن المهندسين أيضًا يعملون فى مختلف القطاعات من حيث أعمال حفر مبيتات الحيوانات، فما يحدث هو عمل مرحلى مؤسس على خطط مدروسة، حيث يتم إدخال المعدات بعناية كبيرة حتى لا تؤثر على أى شىء، ومن أجل الحفاظ على التراث يتم العمل بحساسية كبيرة، حيث إنه من غير المسموح الإضرار بأى شىء أثرى أو تاريخى، وقال: نحن نتحدث عن أكبر حديقة حيوان فى العالم فى حالة ضم ال 84 فدانا هنا على ال 27 فدانا الخاصة بالأورمان ستكون المساحة 122 فدانا وهو أمر غير موجود فى أى دولة فى العالم. وأوضح أنه تم الاستعانة بعدد من بيوت الخبرة الدولية فى كل المجالات، فالعمل يتم بخبرات ومواهب محلية ولكن وفقًا للمعايير الدولية، فمن قام بالتصميم هو الخبير العالمى برنارد هاريسون وهو من صمم حديقة حيوان لندن وحديقة سنغافورة، أما الشركة التى تشرف على تنفيذ الأعمال الإنشائية فهى شركة «هل» وهى شركة عالمية فى هذا المجال، وكذلك خبراء فى عالم رعاية الحيوان وتغذيته والحفاظ عليه وعلاجه. وقال إن المخاوف الخاصة بارتفاعات كبيرة فى أسعار التذاكر ليست فى محلها، بل سيتم دراسة الأمر بعناية كبيرة، وقال: «احنا مش هناخد الجنينة من الناس»، ولكن ما سنقوم به هو تطويرها وتقديم منتج مختلف تمامًا عما كان يعرفونه طوال سنوات عمرهم، أقول إن المشروع بعد الانتهاء من تطويره سيكون مصدر فخر لجميع المصريين، وسيتم تحديد ذلك وفقًا لمعايير معينة حتى لا تكون عبئًا على المواطن. وأشار إلى أنه على الرغم من التواجد الكبير للشركات العالمية فى مواقع العمل، إلا أن الهدف هو الحفاظ على مصرية حديقة الحيوان والأورمان، فلن يتم إنشاء أى أبراج أو مبانٍ، ولكن سنطبق عالم الحيوان الحديث القائم على أن يعيش فى بيئته أو ما يشبه بيئته الحقيقية بنسبة 90 %، فلا وجود لفكرة الأقفاص مرة أخرى، كما أننا مهتمون للغاية بحراس الحديقة ولكن بصور أكثر حداثة، فالحارس سيكون مسئولا عن حراسة وتدريب وتغذية الحيوان وفقًا لأنظمة حماية ورعاية معينة وليس بطريقة عشوائية، فهم سيكونون خريجين جددا ومدربين على التعامل مع الحيوانات بشكل مختلف. تطوير يلقى القبول : مدير الحديقة: تحسين مستويات تغذية الحيوانات الحيوانات هى أهم عنصر فى حديقة الجيزة، فكل الزوار يأتون إليها من أجل رؤية مختلف الحيوانات والطيور والزواحف التى لا تتوفر فى أى مكان آخر، وبالتالى يكون الحفاظ على الحيوانات الموجودة له الأولوية على أن يتم مد الحديقة بما تحتاجه، وألا ينقصها أى نوع من الحيوانات مستقبلاً. وأوضح ألبان هيوسكو مدير حديقة الحيوان وهو ألبانى الجنسية، أن عمله يقوم على تقديم كل وسائل الرعاية لحيوانات الحديقة، بالإضافة إلى دوره فى الحفاظ على صحة الحيوانات، وكذلك تحسين مبيتات الحيوان بحيث تكون أقرب للبيئة الخاصة به، مع تحسين مستويات التغذية. وأضاف أن صحة الحيوانات بدأت تكون أفضل بكثير عما كانت عليه فى السابق، وهو أهم الملفات التى كنا نعمل عليها طوال الفترة الماضية، أما فيما يخص أعمال التطوير فهو يتم على ثلاث مراحل، ولكن الشىء الأهم هو تأمين هذه الحيوانات، وحماية المتعاملين معها من أى مخاطر، وأضاف أن المرحلة الأولى هى الأساس الذى تقوم عليه أعمال التطوير. وأوضح أن هناك حالة من الاطمئنان بأنه تم إبعاد الحيوانات عن أى شىء قد يضرها خلال الأعمال الإنشائية التى تتم حاليًا، وأضاف أن مصر بدأت خلال السنوات الماضية الدخول فى مرحلة من الحداثة والتطوير فى العديد من المجالات، كما أن الناس أنفسهم أصبحوا أكثر دراية على التعامل مع البيئات المحيطة بهم، وبالتالى فنحن نتوقع أنه مع افتتاح الحديقة سيكون هناك طريقة مختلفة فى التعامل بين الزوار والحيوانات، وقال: «أتوقع أن يلقى تطوير حديقة الحيوان قبولاً كبيرًا لدى مختلف المصريين، فنحن نعمل على أن تكون الحديقة وجهة سياحية متكاملة يأتيها السياح من كل مكان فى العالم، مع الحفاظ على تراثها الغنى الممتد لسنوات طويلة، وسنقدم فى الوقت نفسه حزمة خدمات أو تذاكر يستطيع الجميع شراءها على اختلاف المستويات الاجتماعية والاقتصادية». وأضاف أنه سيتم مد الحديقة بما تحتاجه من حيوانات، وسيتم استقدام كل ما ينقص الحديقة لكى تظهر فى أفضل صورة ممكنة أمام الزوار.