في عالم الآثار المصرية، تحمل القطع الفنية والدينية رموزًا تعكس العقائد والمعتقدات الروحية التي تبناها المصريون القدماء. من بين هذه القطع، نجد "لوحة الأذن"، وهي لوحة نذرية تعود إلى الدولة الحديثة، ويُعتقد أنها محفوظة في متحف مانشستر. هذه اللوحة الفريدة تبرز فيها أُذنان كبيرتان يتوسطهما النقش الهيروغليفي "بتاح سجم نح"، الذي يعني "بتاح سامع الصلوات أو النداء"، مما يعكس إيمان المصريين القدماء بقوة الآلهة في الاستماع إلى دعواتهم واستجابتهم لها. كما تحمل اللوحة اسم من صنعها، حيث نُقش عليها "إر ن آمون-مس"، والذي يعني "صنعت من أجل آمون-مس"، في دلالة على هوية صانعها والهدف الديني من إنشائها. في هذا التقرير، نستعرض أهمية هذه اللوحة، رمزيتها، ودورها في الطقوس الدينية للمصريين القدماء. وصف لوحة الأذن اقرأ أيضا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4559442/1/%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%C2%A0%D9%81%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%81-%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86" title="أصل الحكاية| "فوتيف ستيل" من خليج الحرفيين.. لوحة تعبّدية تنبض بالألوان والمعاني"أصل الحكاية| "فوتيف ستيل" من خليج الحرفيين.. لوحة تعبّدية تنبض بالألوان والمعاني تتميز لوحة الأذن النذرية بتصميمها البسيط لكن العميق في دلالاته الدينية. فهي عبارة عن لوحة حجرية منحوتة بعناية، حيث تظهر عليها أُذنان كبيرتان ترمزان إلى قدرة الإله على السمع والاستجابة. بين الأذنين، نُقشت العبارة "بتاح سجم نح"، وهي جملة دينية تشير إلى أن الإله بتاح قادر على سماع الصلوات والنداءات، مما يعكس فكرة التقرب إلى الآلهة وطلب البركة والحماية. كما يوجد في أسفل اللوحة نص يُشير إلى صاحبها أو صانعها، وهو "إر ن آمون-مس"، ما يعني "صنعت من أجل آمون-مس"، وربما كان هذا الشخص أحد المؤمنين المخلصين الذين قدموا هذه اللوحة قربانًا لنيل رضا الآلهة. الأهمية الدينية والرمزية للوحة في العقيدة المصرية القديمة، كان يُعتقد أن الآلهة ليست بعيدة عن البشر، بل تستمع إلى صلواتهم وتستجيب لطلباتهم. ولذلك، كانت الأذنان في الفن الديني المصري ترمز إلى هذه العلاقة القوية بين البشر والآلهة. وكانت هذه اللوحات تُقدَّم كنذور في المعابد، حيث يضعها المصلون قرب تماثيل الآلهة أو في أماكن مقدسة، كطلب للحماية أو لتحقيق أمنية معينة. وقد ارتبط الإله بتاح، الذي تم ذكره على اللوحة، بفكرة الخلق والحكمة والاستماع، حيث كان يُعتبر إله الحرفيين والفنانين، إلى جانب كونه أحد الآلهة القادرين على سماع الدعوات وتحقيق المطالب. موقع العثور على اللوحة وحفظها اقرأ أيضا | حكاية أثر | التمثال الذهبي لحتحور.. شاهد على عظمة الحضارة المصرية من المرجح أن هذه اللوحة قد تم العثور عليها في أحد المعابد المصرية القديمة، ربما في مدينة ممفيس، مركز عبادة الإله بتاح. وتشير السجلات إلى أن اللوحة محفوظة في متحف مانشستر بالمملكة المتحدة، حيث تُعرض ضمن مجموعة القطع الأثرية المصرية التي تبرز الجوانب الدينية والروحانية للحضارة المصرية القديمة. الأهمية التاريخية والفنية للوحة تُعد لوحة الأذن من القطع الفريدة التي تبرز الحس الفني والديني لدى المصريين القدماء، حيث تم تصميمها بطريقة تُظهر التناسق والنحت الدقيق، مما يعكس مهارة الحرفيين في الدولة الحديثة. كما أنها توفر معلومات قيمة عن الممارسات الدينية، وتُعطي لمحة عن الطقوس المرتبطة بالتضرع إلى الآلهة. تعكس "لوحة الأذن" إيمان المصريين القدماء بقدرة الآلهة على الاستماع إلى صلواتهم والتفاعل معهم، وهي جزء من منظومة دينية متكاملة تعكس مدى الترابط بين الإنسان والآلهة في الحضارة المصرية. إن وجود مثل هذه القطع في المتاحف العالمية اليوم يعزز من فهمنا لعقائد المصريين القدماء، ويسلط الضوء على عظمة فنهم ودقة معتقداتهم الدينية. ولا تزال هذه اللوحة رمزًا قويًا للإيمان والتقرب إلى الآلهة، مما يجعلها واحدة من القطع الأثرية المميزة التي تحمل في طياتها تاريخًا روحيًا عميقًا. اقرأ أيضا | حكايات| «لوحات الأذن».. وسيلة الفراعنة لتحقيق أمنياتهم