عشية عيد الفطر المبارك، حرص الإرهاب الإسرائيلى أن يثبت حضوره الوقح فى لبنان، وأن يعاود القصف فى سوريا، وأن يصعد من حرب الإبادة فى فلسطين.. معتمدا على دعم أمريكى جاوز كل الحدود، وعلى صمت دولى سيدفع أصحابه ثمنا فادحا له حين تصلهم نيران حرب الإبادة التى سكتوا عليها والتى تقدم الصورة الأحدث للنازية والطبعة الأكثر انحطاطا لها!! الأخطار لم تعد خاصة بفلسطين الصامدة، ولا حتى بالعالم العربى كله. وإنما الخطر يهدد العالم، والمستقبل محفوف بكل المخاطر. كل ما نشاهده من مذابح وجرائم ضد الإنسانية يبرره البعض بأنه الترجمة الحقيقية ل «سلام القوة» الذى لا علاقة له بالسلام من قريب أو بعيد وإنما هو «غطرسة القوة» حين تنتهك القانون، وتنتصر للباطل، وحين تتصور أنها قادرة على تغيير خرائط العالم، وتهجير شعوب من أوطانها، وفرض الأمر الواقع على الجميع!! الحسبة لديهم خاطئة بكل المقاييس. غطرسة القوة وعربدتها لن تستمر للأبد، ولن تنتهى إلا بالهزيمة كما حدث لها على مر التاريخ. ما يحدث الآن من إسرائيل ومن يدعمونها قد يحقق ما يريده مجرمو الحرب الذين يقودونها من إغلاق كل الطرق نحو السلام والاستقرار فى المنطقة، لكنه -فى نفس الوقت- يخلق جبالا من الكراهية ومن الصراع الذى يمتد عبر الأجيال حتى ينتصر العدل، وتعود الحقوق لأصحابها، ويتحقق «سلام القوة» الحقيقى الذى يلتزم بالقانون وينحاز للشرعية، ويوقف جرائم النازيين الجدد بدلا من دعمها أو السكوت عليها.. كما يفعل البعض الآن!! نعرف ما نواجهه من تحديات، وما تتعرض له المنطقة من مؤامرات، وما يواجهه الأشقاء حولنا من تهديدات ومخاطر.. لكننا قادرون -بعون الله وبوحدة شعبنا- على اجتياز كل الصعاب، وعلى هزيمة كل المؤامرات ومواجهة كل الضغوط، وعلى الانتصار ل «سلام القوة» الحقيقى الذى يوقف أى تهديد لأمننا القومي، وينحاز للشرعية وليس لإرهاب حكم العصابات الصهيونية، ويستعد للإعمار وليس للإبادة الجماعية. كل عام ومصرنا العزيزة فى خير وأمان، وإلى أعياد كثيرة قادمة والقدس عاصمة لفلسطين المستقلة، والأقصى المبارك قد تحرر من أسره!!