إسرائيل كانت تعرف جيدًا أن الناشطة الأمريكية «التركية الأصل»، عائشة نورأزجى تشارك منذ فترة كمراقب دولى فى فعاليات منددة بالاستيطان فى الضفة الغربية. ومع ذلك لم تتردد إسرائيل عن استهداف عائشة بالرصاص الحى وهى تشارك فى وقفة احتجاجية سلمية فى إحدى قرى محافظة نابلس بالضفة الغربية. لا أحد ينتظر من أمريكا الرسمية أكثر من إبداء الأسف وانتظار التحقيقات الإسرائيلية فى جريمة الجيش الإسرائيلى»!!» لكن الرأى العام فى أمريكا والعالم لم يعد صامتًا إزاء جرائم إسرائيل. ووجود عائشة نفسها متطوعة ضمن حركة التضامن الدولية مع شعب فلسطين فى قلب الضفة المشتعلة دليل ساطع على أن جيلا جديدا فى أمريكا والعالم كله قد اكتشف حقيقة الإرهاب الإسرائيلى، وأن حكومات الغرب لم تعد قادرة على مواجهة تحرك الشباب الذى أسقط الأقنعة ليظهر الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلى وجرائمه النازية، وليظهر معه حجم التواطؤ الغربى منذ وعد بلفور وحتى محاولات التستر على حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل ضد شعب فلسطين. ولا تخشى إسرائيل شيئًا كما تخشى تحرك شباب أمريكا والعالم لفضح حقيقتها.. وكلنا نذكر كيف جند اللوبى الصهيونى الأمريكى كل إمكانياته لمواجهة ثورة شباب الجامعات ضد حرب الإبادة وتضامنا مع شعب فلسطين. والآن، ومع عودة الدراسة، يعود الشباب لمواصلة الضغوط من أجل موقف حاسم ضد العدوان الإسرائيلى وبضرورة فرض العقوبات على الكيان الصهيونى ووقف دعمه. وفى نفس الوقت يتحرك الشباب فى بريطانيا والعديد من دول أوروبا الرئيسية فى نفس الاتجاه وتواجه حكومات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ضغوطا لتعديل سياساتها والعدول عن انحياز لم يعد قابلًا للاستمرار مع سقوط كل الأقنعة عن وجه إسرائيل لتبدو على حقيقتها كيانا عنصريا يمارس أبشع الجرائم النازية. قتلوا عائشة عمدا برصاصة فى الرأس، لكنهم لن يقتلوا تضامن شباب العالم مع فلسطين، ولن يستطيعوا إخفاء جرائمهم ولا فاشية دولتهم، لكن علينا أن ننتبه إلى أنهم ينقلون مركز إرهابهم إلى الضفة والقدس. وأنهم - بالقتل العمد لعائشة- يبعثون برسالة تهديد لكل المراقبين الدوليين والإعلام الدولى بأنهم لا يريدون شهودا على جرائمهم التى ينوون تصعيدها فى الضفة سواء من الجيش أو من ميليشيات المستعمرين «المستوطنين». لكن ما تخشاه إسرائيل يحدث الآن. حركات التضامن مع شعب فلسطين تضاعف نشاطها. والضغوط الشعبية على الحكومات الغربية لا تتوقف من أجل إيقاف تصدير السلاح لقتل أطفال فلسطين.. أو لاغتيال المراقبين الدوليين كما قتلوا عمدًا عائشة التركية الأمريكية ومئات الملايين يعرفون الآن جيدا أن عليهم أن يواجهوا دولة مارقة وفاشية يحكمها مجرمو حرب مثل نتنياهو الذى يهرب من فشل إلى فشل، ومن إرهاب إلى إرهاب أكثر انحطاطا!!