يعاني بعض الأطفال من ضعف التركيز وقلة الانتباه، وهو ما قد يؤثر على أدائهم الدراسي وحياتهم اليومية. يوضح د. أشرف قاسم، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن التركيز ليس مجرد مهارة عقلية، بل يرتبط بشكل مباشر بالتغذية، ونمط الحياة، والصحة العامة للطفل. لذلك، من الضروري الاهتمام بالعوامل التي تؤثر على قدرة الطفل على التركيز والعمل على تحسينها. فالتغذية الصحية تلعب دورًا أساسيًا في تحسين تركيز الطفل، حيث يحتاج المخ إلى عناصر غذائية محددة ليعمل بكفاءة. يعد السمك من أهم الأطعمة التي تساعد على تعزيز الانتباه، نظرًا لاحتوائه على أحماض أوميجا 3 الدهنية، التي تحسن وظائف الدماغ، كما يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بالكولين، وهو عنصر ضروري لصحة الجهاز العصبي. وتساعد المكسرات، مثل اللوز والجوز، في تحسين الذاكرة بفضل احتوائها على الدهون الصحية، أما الزبادي، فهو ليس فقط مفيدًا للجهاز الهضمي، لكنه أيضًا يعزز النشاط العقلي والتركيز. في المقابل، هناك بعض الأطعمة التي يجب تجنبها تمامًا لأنها تضر بتركيز الطفل، مثل الأطعمة المصنعة، مثل الشيبسي والمقرمشات الجاهزة، تحتوي على مواد حافظة ودهون غير صحية تؤثر سلبًا على الدماغ. كذلك، تسبب السكريات الزائدة، مثل الشوكولاتة المحلاة والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية، ارتفاعًا سريعًا في مستوى السكر في الدم، يليه انخفاض مفاجئ يؤدي إلى تشتت الانتباه وفقدان الطاقة، لذا من الأفضل استبدال هذه الأطعمة الضارة بخيارات طبيعية وصحية. إلى جانب التغذية، يجب الانتباه إلى تقليل وقت استخدام الشاشات الإلكترونية، مثل الهاتف والتلفزيون، فالإفراط في التعرض للشاشات يؤثر على قدرة الطفل على التركيز والتفكير العميق، حيث يعتاد المخ على التحفيز المستمر، مما يقلل من قدرته على الاستيعاب والانتباه لفترات طويلة، فمن الضروري تحديد وقت معين لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وتشجيع الطفل على ممارسة أنشطة أخرى، مثل القراءة أو اللعب الحركي، لتعزيز مهاراته الذهنية. في بعض الحالات، قد يكون ضعف التركيز ناتجًا عن مشكلات صحية تتطلب تدخلًا طبيًا. لذلك، يُنصح بإجراء بعض التحاليل الطبية الأساسية، مثل تحليل صورة الدم، للكشف عن وجود أنيميا قد تؤدي إلى الإرهاق وضعف الانتباه، كما يجب إجراء تحليل براز للكشف عن الديدان المعوية، التي تمنع امتصاص العناصر الغذائية المهمة لصحة الدماغ، وإذا أظهرت التحاليل وجود أي مشكلات، فمن الضروري علاجها فورًا لتحسين صحة الطفل وقدرته على التركيز.