قاد الجيش المصري ملحمة بطولية، وحقق انتصارًا تاريخيًا تتحدث عنه الأجيال، في حرب أكتوبر 1973 وألحق جيش الاحتلال الإسرائيلي هزيمة ساحقة، دون التوقف عن السعي لاستعادة كل شبر من أرض الوطن. وأرسى نصر أكتوبر 1973، الذي حققه خير أجناد الأرض ضد الجيش الذى لا يقهر وكسر أسطورته المزعومة، القواعد الشرعية لاستئناف الصراع بين العرب واسرائيل باستخدام القنوات السياسية حيث قامت مصر بدور دبلوماسي وسياسي متميز فى سبيل عودة طابا إلى سيناء. ◄ معركة من النضال وعقب انتهاء حرب أكتوبر، بدأت مصر معركة جديدة من النضال والحرب الدبلوماسية بعضها استمر لسنوات، فمُنذ اللحظات الأولى لقرار وقف إطلاق النار، وبدأ رجال الدبلوماسية المصرية مفاوضات عديدة لفرض السيادة المصرية كاملة على كل شبر من الأراضي المصرية. 7 سنوات لم تكل ولم تمل جهود الدبلوماسية المصرية لاسترداد آخر كيلو متر من أرض سيناء الحبيبة، فقبل 42 عامًا خاضت الدبلوماسية المصرية واحدة من أعرق وأنبل المعارك لاستعادة «طابا».. آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة. وشاركت «بوابة أخبار اليوم» أهالي طابا ذكرى تحرير طابا الأرض الغالية. قالت «سهام سعيد»، من قبيلة «المسيلة» إنها تغلبت منذ سنوات على العادات والتقاليد القبلية التي تمنع الفتاة من استكمال التعليم الجامعي، ونجحت بتفوقها فى الحصول على منحة أوروبية للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. ◄ تعمير سيناء أضافت أن الحياة كانت صعبة في الماضي، خاصة للفتيات في ظل العادات والتقاليد التى كانت تحد من فرصنا، لكن اليوم وبفضل تحول اهتمام الدولة لتنمية وتعمير سيناء أصبحت أحلم بمستقبل أفضل لأبناء سيناء. وتابعت: «في الماضى كنا نحلم بوجود مدارس وقطار وإنفاق تربط سيناء بالسويس وبقية المحافظات وهو ما يتحقق بل أصبح واقعًا نعيشه. وبناء محطات لتحلية مياه البحر والمشروعات التنموية الأخرى ستعزز السياحة وتخلق فرص عمل للشباب». ◄ طفرة عمرانية وفي السياق، قال الشيخ ناصرأبو بريك، إن أرض جنوبسيناء شهدت طفرة عمرانية هائلة من خلال المدن الجديدة التى تم إنشاؤها، إضافة إلى تطوير مدينة شرم الشيخ ونويبع، والموانئ، مؤكداً أن القوات المسلحة وأجهزة الدولة استطاعت أن تسطر ملحمة فى القضاء على الإرهاب والبدء فى تدوير عجلة التنمية وإقامة المشروعات القومية الكبرى على غرار شبكات الطرق الجديدة والمحاور والكبارى داخل شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى خطوط السكك الحديدية والطريق الدولى الواصل بين طابا وميناء العريش. اقرأ أيضا| حوار| محافظ جنوبسيناء: استرداد طابا ملحمة وطنية.. والدولة أنفقت تريليون جنيه لتنمية أرض الفيروز من جانبه، أعرب الشيخ موسى فراج، من قبيلة «مزينة» بجنوبسيناء عن سعادته بهذه المناسبة، وهى استرداد آخر شبر فى جنوبسيناء طابا الحبيبة، بعد مفاوضات خاضها المفاوض المصري إلى أن انتصرنا وانتصرت القيادة السياسية فى مثل هذا اليوم، مؤكداً أنها مناسبة سعيدة على قلوبنا برجوع آخر شبر إلى الأراضى المصرية. ◄ دعم القيادة السياسية وأشار «فراج» إلى أن أبناء جنوبسيناء يدعمون القيادة السياسية فى كافة القرارات الداخلية والخارجية، متابعاً: «نحن خلف الرئيس للعبور بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان». وأعرب عن ثقته فى القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة فى العبور بمصر إلى بر الأمان وتجاوز التحديات، متابعاً: «إن بدو سيناء يرحبون بكل المشروعات التى ستقام على أرضها لأنها ستعود بالنفع على الأهالي، منوهًا بالمشروعات التى نفذتها الدولة فى مجالات الطرق والتعليم والصحة». وأشار إلى أن الكفاءة التي يتمتع بها مستشفى مدينة دهب إلى جانب مستشفيات سانت كاترين ونويبع التى تخدم الأهالى وزوار جنوبسيناء. ◄ رؤية مصر 2030 من جانبه، أكد اللواء خالد مبارك محافظ جنوبسيناء، إلى أن هذه الذكرى تمثل رمزًا للسيادة الوطنية والفخر بعودة طابا إلى أحضان الوطن وتأكيدًا على الدور الحيوى الذى تلعبه سيناء فى تحقيق التنمية المستدامة لمصر مؤكدا أن الدولة أنفقت تريليون جنيه من أجل تنمية سيناء. أضاف أن التنمية فى جنوبسيناء حظيت باهتمام كبير من القيادة السياسية التى حرصت على تنفيذ مشروعات تنموية واقتصادية كبرى بها لتنفيذ رؤية مصر 2030 التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأهميتها في تعزيز التنمية المستدامة في المحافظات وخاصة فى محافظة جنوبسيناء، مستعرضًا إستراتيجية التنمية المستدامة للمحافظة التى جرى اعتمادها فى إطار خطة شاملة لتطوير جنوبسيناء فى مختلف المجالات التى ستسهم فى تعزيز مكانة سيناء كمقصد سياحى عالمي. ◄ تحقيق التنمية الشاملة وتابع محافظ جنوبسيناء: «لتنفيذ هذه الاستراتيجية تم تقسيم المحافظة إلى 5 قطاعات رئيسية لكل منها طابعها الخاص ودورها فى تحقيق التنمية الشاملة فالقطاع الأول هو قطاع «شرم الشيخ دهب»، يعد مركزاً سياحياً عالمياً يهدف إلى تعزيز مكانة مدينة شرم الشيخ ومدينة دهب كوجهتين مميزتين للسياحة العالمية». وأشار المحافظ إلى أن قطاع أبوزنيمة – أبورديس الذى يمثل القطاع الثاني، مركزًا تعدينيًا وصناعيًا، ونسعى إلى تطوير الصناعات التعدينية وتعزيز الفرص الاستثمارية فى هذا المجال، ويركز القطاع الثالث وهو الطور - سانت كاترين على التراث العالمى والثقافي، ويتضمن مشروع «التجلى الأعظم» الذى يهدف إلى تحويل سانت كاترين إلى وجهة سياحية ذات طابع ثقافى ودينى مميز على مستوى العالم، ويهدف قطاع «نويبع – طابا»، الذى يعد القطاع الرابع، إلى أن يكون مركزًا تجاريًا لوجستيًا ومنفذًا دوليًا، مع التركيز على تطوير حركة التجارة البينية وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، فيما يمثل قطاع «رأس سدر» وهو القطاع الخامس، البوابة الداخلية للمحافظة ومركز السياحة الداخلية، ويسعى إلى دعم وتنمية السياحة الداخلية وتعزيز التواصل بين جنوبسيناءوالمحافظات الأخري ◄ تعزيز الهوية الوطنية وأكد اللواء خالد مبارك على أن تطوير ساحة العلم يأتى فى إطار تعزيز الهوية الوطنية وتعظيم ذكرى استرداد طابا، بما يسهم فى زيادة الوعى الوطنى لدى الأجيال الجديدة، لافتًا إلى أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تطوير المنطقة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة مشددًا على أن طابا ستظل دائمًا نقطة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث. وأوضح أن ميناء طابا هو نقطة حيوية للتبادل التجارى والسياحى بين مصر ودول المنطقة، خاصة السعودية، الأردن، والإمارات، مشيراً إلى أن هناك مشروع تنموى آخربمثابة حلم لأهالى جنوبسيناء وهو إنشاء خط سكة حديد العريش سيكون جزءًا من خطة الربط اللوجستى بين البحرين الأحمر والمتوسط، مما يدعم حركة الشحن والنقل الداخلى ويقلل من الاعتماد على الطرق البرية التقليدية. وكذلك إنشاء محطات للسكة الحديد من ربط هذا الخط بالقاهرة من خلال امتداده لبئر العبد ثم الفردان. ◄ مشروع المساكن البدوية وأشار محافظ جنوبسيناء إلى أن العمل جارٍ حالياً على إنشاء 60 منزلاً بدوياً فى قرية النقب التابعة لمدينة طابا، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المشروع، حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 80%. وأضاف أنه سيتم إنشاء 60 منزلاً آخر خلال المرحلة الثانية، مع العمل على توصيل شبكات المياه والكهرباء لتلبية احتياجات السكان. مؤكداً هذه المنازل مجهزة بأعلى المستويات، بتكلفة إجمالية تبلغ 95 مليون جنيه. وأوضح محافظ جنوبسيناء أن مشروع المساكن البدوية يعد أحد أبرز المشاريع التنموية فى المحافظة، حيث تصل مساحة كل منزل إلى 180 متراً.