■ كتب: محمد ياسين تحل اليوم الذكرى السادسة والثلاثون على استرداد آخر نقطة حدود مصرية في سيناء، نقطة طابا، والتى تم رفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989، تأكيدًا على أن مصر لا تترك حقها، ولا أرضها مهما طال الوقت أو حالت الظروف.. تمثل استعادة طابا- آخر نقطة عمرانية لمصر على خليج العقبة- نموذجًا يحتذى فى إدارة المعارك الدبلوماسية والقانونية التى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل لعدة سنوات. نجحت مصر في اللجوء للتحكيم الدولي بالرغم من مماطلات إسرائيل وأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر فى طابا، فقد تم إثبات 10 علامات حدودية لصالح مصر من مجموع 14 علامة بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد، وإثبات 4 علامات لصالح مصر بإجماع الأصوات الخمسة، وامتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغات إسرائيل فى التنفيذ إلى عقد جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشآتها إلى مصر حتى وصلت إلى المرحلة الأخيرة بتسليم طابا فى 15 مارس 1989 ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس من نفس العام. ويعتبر استرداد طابا بهذا الشكل من التحكيم والقضاء الدولى أول قضية يتم فيها تسوية النزاع الحدودى بين إسرائيل ودولة عربية. وبمناسبة الذكرى ال36 لاسترداد طابا كان ل«آخرساعة» حوار مع اللواء خالد مبارك محافظ جنوبسيناء والذى أكد أن الدولة قامت بمعركة من المفاوضات من أجل استرداد طابا، مشيرًا إلى أن طابا لها أهمية كبيرة لمصر خاصة أنها بوابة مصر الشرقية، وبمثابة حدود بين مصر و4 دول. ◄ اقرأ أيضًا | الذكرى 36 لتحرير طابا.. سيناء تتلألأ بمشروعات عملاقة في كافة القطاعات ◄ ماذا تمثل طابا لمصر؟ إن الاحتلال لو ظل في السيطرة على طابا ستكون بمثابة دعم عسكرى وسياسي له، مؤكدا أن مصر انتصرت على كافة المستويات العسكرية والمفاوضات والسلام، كما أنه تم رفع العلم المصري رمز العزة والانتماء والوطنية والذى يعد بمثابة تحرير كامل لكل الأراضى المصرية، وتأكيد أنه لن نفرط فى أى شبر من الأرض. كما أن ذكرى تحرير طابا تعتبر رمزًا لقوة المفاوض المصرى أمام المحافل القانونية الدولية ونبراسًا لرؤية تنموية شاملة ومستدامة على أرض مصر لتظل تأكيدًا على أن مصر تستطيع فى كافة المجالات، وأن عودة طابا إلى أحضان الوطن وتأكيدًا على الدور الحيوى الذى تلعبه سيناء فى تحقيق التنمية المستدامة لمصر. وتجسد ذكرى عودة طابا إلى السيادة المصرية ملحمة دبلوماسية خاضتها مصر على مدار سنوات دون كلل أو ملل، يقينًا منها بأحقيتها لهذا الجزء الغالي، مؤكدًا أن هذه المعركة الدبلوماسية لا تقل أهمية عن معركة أكتوبر المجيدة، كون كليهما يعكسان بسالة وشجاعة المصريين، وحبهم لبلادهم وعدم التفريط فى حبة رمل منها. ◄ اشرح لنا دور الدولة في تعمير سيناء - إن القيادة السياسية على مر العصور لم تكتف بتحرير سيناء فقط، بل قامت بتعميرها وتنميتها، واستغلال مقوماتها وكنوزها الطبيعية والمعدنية سواء سياحيًا أو اقتصاديًا، وعلى وجه الخصوص الرئيس السيسى الذى وضع تنمية سيناء على رأس أولويات رؤية الدولة المصرية 2030، لذا جرى ضخ ما يزيد على تريليون جنيه لتنميتها، من خلال تطوير شبكة الطرق بالكامل وربطها بكافة المحافظات المصرية، والتوسع فى إنشاء محطات التحلية لإنهاء مشكلة عجز مياه الشرب، وإقامة الوحدات السكنية والمنازل البدوية، ومد شبكة الكهرباء لتصل إلى الوديان والتجمعات البدوية داخل عمق الصحراء. كما جرى التوسع في إنشاء المدارس فى المدن وداخل القرى والتجمعات، لتعليم أبناء البدو الذين أصبحوا يتقلدون مناصب عليا، بجانب إنشاء الجامعات الأهلية والحكومية لخدمة أبناء سيناءوالمحافظات الأخرى. ◄ كان لأهالي سيناء دور فى معارك التحرير، هل يمكن أن تحدثنا عن هذا الدور؟ - إن أهالي سيناء لعبوا دورًا هامًا فى معارك تحرير سيناء، سواء الحربية أو الدبلوماسية، فقد كانوا مع القوات المسلحة خلال معركتها الحربية، وكانوا خير دليل خلال المعركة الدبلوماسية، من خلال توضيح العلامات الحدودية، وتحديد العلامة 91، ورفضهم بيع أشجار الدوم للجانب الإسرائيلى لإثبات أحقيتهم فى طابا. كما أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تقود معركة فى هذه الفترة لا تقل أهمية عن معركة أكتوبر، ألا وهى معركة الحفاظ على سيناء، ولكن بفضل حكمة القيادة السياسية التى كانت ذات رؤية ثاقبة توقعت ما يحاك لمصر. ◄ ما أهم المشاريع التى يتم بناؤها في محافظة جنوبسيناء؟ - تشهد جنوبسيناء طفرة تنموية جديدة خلال الفترة المقبلة، طبقًا للمخطط الاستراتيجى الخاص بكل مدينة، وتعد طابا من أهم المدن السياحية واللوجستية على خليج العقبة، ويوجد بها أكثر من 4 آلاف غرفة فندقية. كما أن لدينا محطة مياه على أعلى مستوى فى طابا، وننسق مع الجامعات من أجل أبحاث ومشروعات لإقامة محطات الطاقة الشمسية؛ وتوفير المياه للتجمعات البدوية فى المحافظة كلها. ونعمل على تنمية مدن جنوبسيناء وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي، والذى صدق على استراتيجية تنمية فى السياحة والثروات المعدنية وغيرها، وننسق مع وزارة الصناعة من أجل عقد شراكات واستثمارات مع الصناع والمستثمرين، ونسعى لتقديم حوافز كبيرة للمستثمرين، من خلال تسهيل إجراءات العبور للمساهمة فى حركة التنمية، زيادة على الاهتمام بالسياحة الدينية فى منطقتى (الطور – كاترين) من خلال مشروع التجلى الأعظم الذى يحظى باهتمام كل مؤسسات الدولة، ولابد أن ننقل للشباب أهمية منطقة التجلى الأعظم، والذى تم إنجاز منه نحو 85٪، وقداسة البابا تواضروس يشارك بفعالية كبيرة فى هذا المشروع التجلى الأعظم.