رحلتها المهنية تشبه فكرة برنامجها "قصة نجاح"، لأنها اعتمدت على نفسها ولم تستند إلى الواساطة فى بداية مشوارها المهني، حتى أصبح لها رصيد إعلامي كبير مع جمهورها بعد تقديم كافة أنواع البرامج .. نتحدث عن الإعلامية منى المراغي مقدمة برنامج قصة نجاح على قناة "الحياة"، حيث التقينا بها وكان لنا معها هذا الحوار. - في البداية، حدثينا عن طفولتك ؟ عشت طفولة مختلطة لأني من مواليد السعودية، والتحقت بمدرسة فى الاسكندرية، و وقت الدراسة كنت أقيم مع جدتى التى تربطني بها علاقة وطيدة، و بالتالي عشت وكبرت بين ثقافات مختلفة، وأحلامي فى طفولتي كانت بسيطة، وهي الفن بكافة أشكاله، خاصة أني كنت أمارس الجمباز والباليه، ولدى موهبة تقليد الفنانات واستعراضات الفوازير. - من هي أكثر فنانة تجيدين تقليدها ؟ النجمة نبيلة عبيد، كل أصدقائي يحبون طريقتي في تقليدها. - هل العمل فى الإعلام كان من أحلامك وقت الطفولة ؟ الحقيقة لا، كانت كل ميولي فن لكن الكل كان متوقع لي أن أكون مذيعة فى المستقبل، كان معي "مايك" لعبة وكنت أجري حوارات مع أفراد أسرتي على سبيل اللعب، لكن كان لهما رأي آخر ونظرة مستقبلية لم أراها. - أفهم من كلامك أن التمثيل كان حلمك ؟ الفن بكل أشكاله، وكنت أتمنى العمل كمضيفة طيران لكى ألف العالم وأسافر إلى كل مكان، لكن للأسف أسرتي رفضت ذلك واحترمت رغبتهم. - ماذا عن دراستك ؟ تخرجت في كلية آداب قسم لغات ودراسات فنية يونانية ورومانية قديمة من جامعة الإسكندرية لأني أعشق دراسة التاريخ وخاصة الحضارة الرومانية واليونانية التي تتميز بها مدينتي الاسكندرية، أما الحضارة الإغريقية فلها مكانة كبيرة بقلبي. - هل عملت في مهنة أخرى قبل دخولك مجال الإعلام ؟ عملت فى الإرشاد السياحي وقت دراستي فى الجامعة، ولكنى تركت المجال لأن الآثار الإغريقية فى الإسكندرية محدودة جدا، لذا شعرت بالملل بسبب التكرار، وكنت أود السفر إلى اليونان وإيطاليا، لكن الظروف وقتها لم تسمح لي بالسفر. - وكيف جاء دخولك المجال الإعلامي ؟ العمل في الإعلام جاء عن طريق الصدفة، والدى صديق مقرب من الإعلامي الراحل مفيد فوزى الذي تصادف وجوده وقت تلقي والدى نتيجة الجامعة، وطلب الانضمام إلى فريق إعداد برنامجه "شخصيات فى حياتي" على شاشة أوربت، وعملت معه بالفعل ودوري كان البحث، وتعلمت منه الكثير، وأحببت المجال جدا. - وماذا عن العمل كمذيعة ؟ علمت أن قناة دريم تحتاج إلى مذيعين جدد، تقدمت إلى الوظيفة وتم قبولى، وظهرت لأول مرة على الشاشة فى شهر رمضان من خلال فوازير "لو كنت قاضي"، ومن هنا بدأت الرحلة مع شاشة دريم، وحصلت على فرص كثيرة فى القناة بفضل الإعلامية الكبيرة سناء منصور مدير القناة حينها، وقدمت على شاشتها برامج "دريم فى كل مكان"، "فن أون لاين"، "خان دريم" وغيرها من البرامج. - ماذا بعد قناة دريم ؟ ظهرت إذاعة نجوم إف إم، وكان عليها اهتمام كبير ولافتة للأنظار، وكنت أتمنى وقتها العمل فى الراديو، فتحدثت مع الإعلامي عمرو أديب عن رغبتي فى الانضمام إلى الإذاعة، وساندني كثيرا حتى استطعت اجتياز الاختبار، وعملت فى المحطة و قدمت برامج كثيرة ناجحة، منها "عيش صباحك مع كوكاكولا"، "سهرات"، "ألوان مع نيوتن" واستمر عملي فى نجوم إف إم لمدة 5 سنوات، واشتقت للتليفزيون وكنت أنتظر فرصة للعودة إليه مرة أخرى. - وكيف جاءتك هذه الفرصة ؟ كان لدى صديق مقرب من إيهاب طلعت صاحب قناة ميلودي سبورت ورشحني لتقديم استديو تحليلي في القناة، ولكنى فى البداية رفضت لأن معلوماتي محدودة جدا فى كرة القدم، لكنه أصر و ذهبت لمقابلة وليد حسنى رئيس القناة حينها، ونجحت فى المقابلة وقدمت الاستديو التحليلي مع كبار نجوم الكرة، حسن شحاتة، وليد صلاح، الخطيب وغيرهم، وكانت تجربة مختلفة وأفادتني كثيرا فى كسب معلومات كثيرة، واستمر عملي فى القناة و أصبحت أول مذيعة فى الاستديو التحليلي. - لماذا ابتعدي عن تقديم البرامج الرياضية ؟ بعد قناة ميلودي سبورت عملت في زووم سبورت وقدمت البرنامج الرياضي "كلام جرايد" وبعدها قل الاهتمام بالبرامج الرياضية، حتى جاءتني فرصة الانضمام إلى شاشة دي إم سي للأخبار، لكن للأسف القناة لم تظهر للنور لتبدأ رحلتي فى قناة الحياة بيتي الثاني. - حديثنا أكثر عن برنامجك على قناة الحياة ؟ أقدم برنامج "قصة نجاح" نرصد من خلاله قصص نجاح للشخصيات، ونلقي الضوء على النجاحات التي يحققها الشخص رغم ظروفه والمعوقات التى يقابله، إذا كانت قصص النجاح التي نستعرضها تلهمني أنا شخصيا، كيف لا تلهم المشاهد؟ - ما هي أكثر القصص التي أثرت بداخلك ؟ قصص النجاح التي حققها ذوى الاحتياجات الخاصة بها كم إرادة وصلابة وقوة غير طبيعية، الإنسان العادي لا يستطيع تحقيقها ولا حتى نصفها، لكن هم حققوها بابتسامة، وعلى رأي الفنان أحمد مكى " دور جوه نفسك ها تلاقي نفسك"، و رسالة البرنامج أن الايمان بالنفس هو مفتاح النجاح. - من هى الشخصية التي كنت تتمنى استضافتها فى "قصة نجاح" ؟ الأديب طه حسين كنت أتمنى استضافته لأن حياته من أكثر القصص التى من الممكن أن تلهم أي شخص، حيث بدأ حياته فاقد البصر، وتعلم فى "الكُتاب" ليصبح عميد الأدب العربى، وكذلك الدكتور مصطفى محمود، وأيضا حبيبة قلبي النجمة يسرا كانت من أول ضيوفي فى السحور على الشاشة كل عام، هي إنسانة طبيعية تتحدث من قلبها، وأحب أيضا إسعاد يونس التى تعلمت منها الكثير. - من هي المذيعة التي تجذبك ؟ كنت أتابع الإعلامية هالة سرحان وأحب مشاهدتها لأنها مذيعة شاملة تجيد الحوار السياسي والفني والاجتماعي، ولها أسلوب خاص وكاريزما على الشاشة. - ما هى نوعية البرامج التي تتمنين تقديمها ؟ برنامج أسافر به العالم كله، ويستضيف كل النماذج المشرفة والناجحة التي كان لها تأثير فى البلاد، وأحب أيضا تقديم برنامج عن أصول الحضارات فى العالم. - كيف جاء عملك فى مجال التمثيل ؟ بالصدفة، كنت مع صديقتي مى مديرة مكتب الفنان سامى العدل وذهبنا بالصدفة لإجراء "كاستينج" وكنت انتظرها، وفجأة طلبت منى زينب عزيز المشاركة فى الاختبار لكى أظهر فى دور بفيلم "حريم كريم"، وافقت و نجحت، ومن هنا بدأ عملى فى مجال التمثيل وظهرت أيضا في "كود 36" ومسلسل "أولاد الليل" وغيرها من الأعمال. - هل واجهتك صعوبات فى رحلتك المهنية ؟ منذ بدايتي وأنا أعتمد على ثقافتي واجتهادي ومذاكرتي، لم اعتمد على الوساطة، ورغم فرحتي بما وصلت إليه بمجهودي، إلا أن الوصول إليه كان صعب جدا، وحاليا أحضر الماجستير بجامعة القاهرة عن دور الذكاء الاصطناعي وتأثيره فى المجال الإعلامي. - ترين نفسك محظوظة إعلاميا أم تنتظرين فرصة حقيقية لم تأتي بعد ؟ أنتظر فرصة حقيقية لكني مؤمنة بالقضاء والقدر، وأتحدث مع الله كثيرا، ودائما ما أكتشف أن كل ما تمنيته لم يكن لي خيرا فيه، ورغم أنى ابتعدت وتوقفت كثيرا كمذيعة، إلا أن الله كان دائما يوفقني فى الفترة التي أعمل فيها، حتى ولو كانت قصيرة وتعوضني عن فترة الغياب. - ماذا عن حياتك الشخصية ؟ أنا لم اتزوج بعد، وأعمل طوال الوقت على تغذية الروح، سواء من الجانب الفني أو الديني، وأعتبر نفسي محظوظة بأنى كنت قريبة من قامات شكلوا شخصيتي، مثل أسامة أنور عكاشة، سيد حجاب، وحيد حامد، أحمد زكى، أقصد أنى وصلت إلى مرحلة كبيرة من النضج الذي يجعلني أفكر ألف مرة قبل الارتباط بشخص لا يناسبني أو يضيف لي. - هل تشعرين بالخوف من الوحدة ؟ اعتدت عليها وهو نصيب كتبه الله لي، والوحدة أفضل من الاختيار الخاطئ، فكانت لي بعض التجارب التى دفعتنى خطوة للوراء ولم تعطيني السعادة، بل العكس جعلتني أشعر بالألم. اقرأ أيضا: نبيلة عبيد: أنا أكثر من قدمت قضايا المرأة