«مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى، من لى ألوذ به إلاك يا سندى»... كلمات مؤثرة وصوت عميق عذب، تجبرك أوتاره على الخشوع والتدبر فى ملكوت الخالق. أربعون عامًا من العطاء المثمر والمتجدد قضاها الشيخ سيد النقشبندى ما بين تلاوة القرآن والإنشاد الدينى، حيث ولد فى يناير 1920 وبدأ رحلته مبكرًا فى العاشرة من عمره، إلى أن لقى ربه فى فبراير 1976 تاركًا خلفه ثروة للبشرية، ووصية بخط يده لشقيقه بالدفن بجوار والدته وإكرام زوجته وعدم إقامة المأتم والاكتفاء بالعزاء فى الصحف. اقرأ أيضًا | يُنشط «حارس الجينوم» ويُصلح الحمض النووي.. 4 دراسات علمية تكشف أسرار الصيام رحلة مثيرة تحمل فى طياتها العديد من التفاصيل والمواقف التى تعكس بساطة ورقى كروان الإنشاد كما لقبه محبوه.. الصدفة وحدها قادته للنجومية، ولم يدر وقتها ابن الدقهلية الريفى البسيط الشيخ سيد النقشبندى أنه على موعد مع الشهرة.. ففى إحدى السنوات قابل النقشبندى الإذاعى أحمد فراج فى مسجد الحسين، وسجل معه ضمن حلقات البرنامج الأشهر «فى رحاب الله»، وبمرور الوقت تكونت علاقة صداقة قوية بينهما، وجاء نتاج تلك الصداقة عدد كبير من الأدعية والابتهالات التى تم تقديمها فى الإذاعة. لم يكتف محبو النقشبندى بلقب كروان الإنشاد بل أطلقوا عليه أيضًا أستاذ المداحين وسيد المبتهلين، دخل النقشبندى الإذاعة عام 1967، تاركًا ثروة من الأناشيد والابتهالات، وتعاون مع الملحن بليغ حمدى بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى قال: «احبسوا النقشبندى وبليغ مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة»، ليخرج الابتهال الخالد إلى النور «مولاى إنى ببابك»، وكانت كلماته من اختيار بليغ بالاتفاق مع الشاعر عبد الفتاح مصطفى، وأصبحت فيما بعد من علامات الإذاعة المصرية، ليثمر هذا اللقاء عن تعاون كبير بينهما لعدة ابتهالات منها: أشرق المعصوم، أى سلوى وعزاء، وأقول أمتى، وأنغام الروح، ورباه يا من أناجى، وربنا إنا جنودك، وأيها الساهر، وغيرها. كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979 ومنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى بعد وفاته، كما كرمه الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.. وسمى الشيخ سيد محمد النقشبندى بهذا الاسم نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين النقشبند المتوفى سنة 791 هجرية.