متعة التعلم داخل جدرانها ، تجعل زيارتها رحلة علم على جناح السعادة لكل طالب تطأ قدمه أركناها، هى المراكز الاستكشافية التابعة لوزارة التربية والتعليم، ويصل عددها ل 57 مركزا فى 27 محافظة، وداخل مركزها الرئيسي بالقاهرة ، تجولت «الأخبار» لترصد انطباعات زوارها وتنقل أهم إمكانياتها ومشروعها المستقبلي، الخدمة هنا تقدم مجانا ، لا توجد تذكرة دخول ، مجرد الحضور يفتح أمامك كنزاً تعليمياً من المعرفة. ◄ من عصر الديناصورات ومحكي الحضارات.. حتى نوادي العلوم والذكاء الاصطناعي ◄ قريباً .. إنتاج أول مناهج تفاعلية بخبرات أبناء المركز الطرقات فى المركز الاستكشافي الرئيسى بحدائق القبة بالقاهرة ، تملأوه خطوات جيل المستقبل من طلاب وطالبات تلمع أعينهم ببريق السعادة ويقفز من عقولهم خواطر تسعى للإمساك بالتميز والتفوق، يضم المركز عدداً من القاعات أهمها ، محكى الحضارات، الذى يمنح مساحة كبيرة للحضارة المصرية والفرعونية القديمة، وقاعة ال VR لمشاهدة العروض ثلاثية الأبعاد ، وورش الرسم ونوادي العلوم في رحلة علمية يستكشف من خلاها الطالب مواهبه ، ويرى سطور الكتب الدراسية تتحول إلى مواد تفاعلية. في المراكز الاستكشافية كأنك داخل آلة الزمن تتنقل بين 10 قاعات تنقلك بين كل العصور منذ نشأة الكون وشكل العالم فى عصر الديناصورات لتنقلك إلى كهف الجيولوجيا، حتى تصل للقبة السماوية والتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد وقاعة الذكاء الاصطناعى باستخدام نضارات ال 3D ، ومن خلال تفاعل الطالب داخل قاعات المركز يتعرف على قوانين الفيزياء والطاقة بطريقة عملية ويمكن للطالب لمس التفاعلات والشعور بها، يساعد فى ذلك الشاشات التفاعلية ، ثم تنتقل إلى قاعة الضوء وخلط الألوان ببعضها وتطبيقات الخدع البصرية، ثم قاعة العلماء لترى بنفسك أشهر 99 عالماً أثروا فى الحضارة الإنسانية كلها، ثم تنتهى القاعة بمرايا كبيرة تظهر فيها صورتك وترمز أن كل طالب وطالبة يمر من هنا مرشح أن يكون العالم رقم 100 ، لتحفيز الطلاب والطالبات على التميز والتفوق . وفي القبة السماوية يجلس الطلاب داخلها ليتعرفوا على المجموعات النجمية فى السماء ، وفى قاعة البيئات يتعرف الطلاب على الكائنات البحرية والبرية وتصنيفاتها فى بيئاتها الأصلية ، فى قاعة الفضاء تتميز بشاشة تفاعلية كبيرة تبهر الطلاب بعرض شيق عن كواكب نظامنا الشمسى، لتنتقل إلى قاعة « الذكاء الاصطناعى» والتعرف بشكل مبسط على أهم تطبيقاته وتأخذك فى رحلة للقمر ثم تنقلك لأعماق البحر الأحمر باستخدام نضارات 3D . ◄ «بداية الرحلة» انطلقت الرحلة داخل المركز الرئيسي للمراكز الاستكشافية بحدائق القبة بالقاهرة، بمشاهدة فيديو تسجيلى مدته 4 دقائق عن المراكز الاستكشافية لمعرفة ما تقدمه من مادة تعليمية للعلوم والتكنولوجيا. ثم بدأنا مرافقة الطلاب فى أولى خطوات الرحلة الشيقة وكأننا ركبنا مكوكاً فضائياً بدأ جولته فى غابة الديناصورات، هنا تطفأ الأنوار وتلمع أعين الطلاب لمشاهدة المجسمات تحكى الحقبة الأولى على كوكب الأرض والتى سبقت البشر فى عصر الديناصورات ولا ينسى السرد ، هنا فى مصر والتى وجد بها بقايا عظام للديناصورات بالواحات البحرية فى محافظة الجيزة .. هند محمد طالبة فى الصف الثالث الإعدادى جاءت مع أسرتها ، وترى أن زيارتها للمراكز الاستكشافية شيقة وماتعلمته هنا لاينسى وطبع فى ذاكرتها . وعلى بعد خطوات قليلة انتقلنا إلى قاعة الجيولوجيا والتعرف على مختلف البيئات والجبال والصخور الجيولوجية بأنواعها، وفى قاعة البيئات مجسمات للبراكين ودوامات البحر وكيفية حدوثها والمكان مصمم على شكل كهف حتى يتيح للطفل الفرصة يعيش التجربة كاملة.. وحول شاشة تفاعلية عملاقة وقف الطلاب داخل قاعة مخصصة لشرح جسم الإنسان وكل شيء يخص الوظائف الفسيولوجية للجسم البشرى ، انتقلوا بعدها لقاعة مخصصة لعلوم الفيزياء والحركة والطاقة ومراحل تحولها وكيفية تحول الوقود لطاقة حرارية ثم حركية بالإضافة إلى قاعة تضم أجهزة 3D ، تعرض نموذج السيارة وتركيبها ومكوناتها وطريقة عملها وايضا نموذج لكيفية تصنيع السيارة الكهربائية . ■ د. محمود الفولي مدير عام المراكز الاستكشافية أثناء حواره مع الأخبار ◄ «محكى الحضارات» وفي محكى الحضارات يعيش الطالب الرحلة بين أشهر وأكبر الحضارات والنصيب الأكبر منها لحضارتنا المصرية والفرعونية وتشمل مجسماً لقناع الملك الذهبى توت عنخ آمون والعجلات الحربية ثم الحقب التاريخية اللاحقة من العصر الرومانى إلى القبطى والإسلامى من خلال شرح تفصيلى بالمجسمات ويضم المركز قاعة البيئات للتعرف بالمعلومات عن البيئة الصحراوية والمائية والسمكية ومختلف البيئات والحيوانات التى تعيش فيها، ومجسمات لكل أنواع الحيوانات ومعلومات عنها . ◄ «القبة السماوية» داخل « القبة السماوية».. جلس محمد عبد الفتاح طالب بالصف السادس الإبتدائي مع زملائه ضمن رحلته المدرسية ، مستمتعاً بالمغامرة ، لتطفأ الأنوار وتبدأ المجموعات الشمسية والكواكب فى الظهور ، الطلاب سعداء كأنهم يسبحون داخل الفضاء الواسع ، يجلسون على الكراسي المستديرة وأعينهم معلقة للأعلى لتجد كافة التجمعات النجمية والأجرام السماوية والكواكب، وجهود أشهر علماء الفلك وكيف تعرفوا عليها ، تقدم القبة السماوية جرعة تعليمية مبهرة ، من حيث المفهوم وطريقة التشغيل، وتستهدف بشكل أساسى تحويل العلوم إلى مادة تفاعلية طبقا لأحدث الدراسات الدولية. ■ مفاجأت كثيرة تنتظر مراكز استكشافية تجعل زيارتها متعه في التعلم ◄ «رحلة لسطح القمر» بمجرد أن وطأت أقدام الطلاب قاعة الذكاء الاصطناعي شعروا بحماسة شديدة ظهرت فى نشاط مفاجئ ، يتحركون أمام القاعة بحماسة كبيرة لتجربة محاكاة حقيقية من الفضاء إلى أعماق البحار فى رحلة علمية أنستهم اللعب على موبايلاتهم، بدأت الرحلة بارتداء النظارات ثلاثية الأبعاد والانطلاق فى أسفل نقطة وعمق بالبحر الأحمر ، انتقلت معها عقولهم إلى عالم آخر وقوانين وأخرى ، أسماك القرش تحيطهم من كل جانب فى رحلة استكشافية للكائنات البحرية ، كل كائن حى فى الأعماق تستطيع أن تحصل على كل المعلومات الخاصة به بكل أريحية تامة تقوم بالضغط على أحد الأزرار الموجودة بجهاز صغير يمسكه كل طالب خلال المشاهدة يظهر تفاصيل كل كائن بحرى ، الطلاب أكدوا انبهارهم بالرحلة وخاصة ألوان وأشكال الشعاب المرجانية المتواجدة فى قاع البحر الأحمر. الرحلة الثانية باستخدام نضارة ال3D ، فكانت فوق سطح القمر ، تنقلك من عالمك إلى داخل سفينة فضائية وتجلس على كرسى القيادة وأمامك كل أدوات التحكم ويبدأ المحرك فى العمل حتى يخترق السحب والغلاف الجوى إلى أن تصل إلى القمر وترسو بك السفينة وتنزل منها وتبدأ فى التجول فى محاكاة لما فعله رائد الفضاء الأمريكى «نيل أرمسترونج» أول إنسان يهبط إلى سطح القمر . ◄ «كشافو المواهب» كشافون للمواهب ، هكذا يفضل د. محمود الفولى مدير عام المراكز الاستكشافية ، تسمية قواعد العمل داخل المراكز ، وليس مجرد رحلة للطلاب ، ولكن يجب أن يكون ركيزة عمل المراكز الاستكشافية هى اكتشاف ورعاية الموهوبين ، وتنمية قدراتهم من خلال بيئة تفاعلية تعتمد على المبادئ الثلاث «اللمس، والفهم، والإمتاع» وهى مبادئ دولية لتثبيت المعلومات فى عقل الطالب ، وتنمى مهاراته الذهنية. خلال الجولة داخل المركز ، تحدث مدير عام المراكز الاستكشافية، أن فلسفة المراكز الاستكشافية تعتمد على التركيز على أن الإنسان هو صانع الحضارة وهو مكتشف القوانين ومبتكر التكنولوجيا، وأن هذه الحضارة والتكنولوجيا تحققت نتيجة تفاعل الإنسان مع ما يحيط به، مشيرا إلى أن ذوى الهمم من أكثر الفئات التى أظهرت نجاحاً مبهراً فى مسابقات المراكز الاستكشافية خاصة فى ظل الاهتمام غير المسبوق من القيادة السياسية. وأوضح د. محمود الفولي مدير عام المراكز الاستكشافية ، أن المراكز ، تعد منظومة تعليمية ترفيهية لتقديم العلوم و التكنولوجيا لخلق روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب بمختلف فئاتهم وأطيافهم داخل 57 مركزا على مستوى الجمهورية خاصة فى ظل الاهتمام الذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسى للتعليم . ◄ «أول مناهج تفاعلية» وأعلن «الفولى» عن مفاجأة سارة ، بإنتاج أول مناهج تفاعلية متكاملة خلال أشهر قليلة ، يتم الانتهاء منها حاليا تمهيدا لإعلان تفاصيلها من قبل الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ، وإطلاقها كخدمة مجانية لجميع الطلاب ، يمكن من خلالها مشاهدة تفاعلية لكل تفاصيل المنهج لجميع المواد والسنوات الدراسية من كى جى حتى المرحلة الثانوية. وأشار «الفولى» إلى أن المراكز الاستكشافية تهتم بطلاب مدارس « steam « للمتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا وتوفر لهم دورات تدريبية لتأهيلهم للمسابقات الدولية، مستشهدا بما قام به مركزا المنوفية والسويس لتدريب الطلاب على مسابقة «انتل» العالمية . وأضاف أن المراكز الاستكشافية تقدم العديد من الخدمات التعليمية التى يستفاد منها الطلاب بمختلف مراحلهم التعليمية وهى غرس التفكير العلمى عن طريق البحث المستمر فى القضايا التعليمية كالذكاء الاصطناعى ، بالإضافة إلى تنمية الشخصية المبتكرة من خلال أنشطة المركز وبرامجه و اظهار قدرة الطالب المصرى على البحث والابتكار ، والمركز أيضا يقوم بدور محورى فى اكتشاف الطلبة الموهوبين والمبدعين فى الأنشطة المختلفة ويساعدهم فى الاشتراك فى العديد من المسابقات الدولية بجانب غرس التوعية عن طريق المشاركة المجتمعية فى حل المشكلات وتنمية روح الابتكار . وأوضح مدير المراكز الاستكشافية أنه تم استحداث العديد من القاعات التى تجذب أنظار الطلاب لوجود شاشات تفاعلية بها ، منها قاعة المجموعة الشمسية و قاعة «الذكاء الاصطناعي»، مضيفا أن من أشهر الأماكن فى المركز والذى يحظى بإقبال كبير من الأطفال هى حديقة الديناصورات لأن الكبار والصغار يفضلونها لوجود مجسمات متحركة، وتصميم المعروضات يتيح للطفل أن يكون قريبا من المجسمات ولمسها ، وتحكى قصة وجود الديناصورات حتى انقراضها . ◄ «الوصول للهدف» وأمام قاعة ال VR لمشاهدة الأفلام التعليمية بتقنية ثلاثية الأبعاد بال 3D ، يقول د. هشام عبد البارى نائب مدير عام المراكز الاستكشافية ، أن الطالب يأتى إلينا هنا داخل المراكز ليحول ما تعلمه نظريا إلى طريقة عملية بدون كتب أو مساعدات فقط نرشده إلى إمكانية البحث ويقوم هو بدوره باكتشاف واستخدام الأساليب و الطرق العلمية المختلفة حتى يصل إلى هدفه دون مساعدة من أحد . وأضاف «عبد البارى» أن الهدف من المراكز هو خلق بيئة تعلم بطريقة «استكشف وتعلم» وهى خدمة متاحة للجميع من مختلف الأعمار سواء الطلاب الذين هدفهم هو تبسيط المناهج الدراسية أو من غير الطلاب ليكتسبوا المعلومات بصفة عامة. ◄ «التعليم متعة» وداخل قاعة جسم الإنسان ، وقف د. مجدى عبد الرازق مسئول التخطيط وإدارة المشروعات، يشرح للطلاب على الشاشة تفاعلية جسم الإنسان ، ويستقبل أسئلتهم ويجيب عليها ، بعد أن يمنح الطلاب مشاركة فى تشغيل الشاشة التفاعلية بأنفسهم للتعرف على كل عضو فى جسم الإنسان ، وقال إن المراكز الاستكشافية التعليمية تعد مشروعاً قومياً علميً يتبع وزارة التربية والتعليم و التعليم الفنى، وتم إنشاؤه 1998 لكى يتحقق التواصل والتكامل والترابط بين الطالب و التعليم المتطور لخلق جيل قادر على الإبداع والإنتاج والتواصل المبنى على المعرفة والعلم حتى أصبح التعليم « متعة « يقوم بها الطالب المتفوق بمجرد حضوره إلى المركز بالمجان . ونبه إلى أن المسئولين عن المراكز الاستكشافية ، يسعون لنقدم الدعم الكامل للطالب مشيراً إلى أن كافة المراكز الاستكشافية تستقبل الطلاب من كل المراحل التعليمية بدءا من «كي جي» و حتى المرحلة الثانوية . ◄ «الدخول مجانا» وتقول لمياء محمد مديرة العلاقات العامة والإعلام أن كل المراكز الاستكشافية تستقبل زيارات المدارس بمراحل التعليم المختلفة لاكتشاف المواهب ، والدخول مجانا ، مع الاهتمام بالتواصل مع الموهوبين وتنمية قدراتهم حتى يستفيد أكبر عدد من الطلاب من أنشطة المراكز لتعميم الهدف ونشر الفكرة وتصعيد أعمال الموهوبين لمستويات أعلى ومن ثم الاشتراك فى المسابقات المحلية والدولية المختلفة .