الطلاب يستمعون لشرح مبسط عن طريقة عمل السيارة »تصوير: حسن يوسف« المتعة والتعلم يمتزجان داخل جدرانها لتوفير بيئة تعليمية جاذبة للطلاب تؤسس لحب التعلم والإبداع والابتكار، إنها المراكز الاستكشافية التابعة لوزارة التربية والتعليم وتصل إلي 50 مركزا علي مستوي الجمهورية، كنز تعليمي حقيقي، وأفضل الوجهات للطلاب في إجازة نصف العام، تحقق متعة التعلم، والأهم أنها تكشف مواهب الطفل وتنميها، وهو ما يتماشي مع تطبيق منظومة التعليم الجديدة والتي تعتمد علي التفاعلية والإبداع وهو الهدف والمنهج الذي تنتهجه المراكز الاستكشافية منذ أسسها د. محمد سامح سعيد عام 1998، وتحتاج إلي تسليط الضوء عليها وزيادة تمويلها من الدولة حتي تقوم بدورها. وتحتضن منطقة حدائق القبة بالقاهرة وبالتحديد شارع الوفاء بجوار مدرسة النقراشي، الفرع الرئيسي للمراكز الاستكشافية، وبمجرد رؤية بواباته تشعر أنك تدخل في رحلة علمية استكشافية تاريخية، والتي بدأت بمرافقة السيد إبراهيم مدير عام المراكز الاستكشافية، بمتاحف العلوم والتي تضم10قاعات وهي الديناصورات والجيولوجيا، الفيزياء، جسم الإنسان، علم الضوء، العلماء، القبة السماوية، البيئات الطبيعية، الفلك والفضاء، الألعاب التفاعلية، ومحكي الحضارات. الصورة الأجمل هي السعادة التي لا تفارق الأطفال بمختلف أعمارهم خلال تفاعلهم مع النماذج العلمية داخل المركز الاستكشافي، حيث يقوم المرشد العلمي بشرح العلوم والتاريخ للأطفال أثناء متعتهم باللعب، والتفاعل مع النماذج العلمية، وخلال تلك الجولة يكشف المرشد مواهب وشغف الأطفال بمجال معين،وهنا يأتي دور نوادي العلوم، والتي اصطحبنا بها محمد حسن مدير إدارة المتحف والنوادي، حيث يدخل الأطفال داخل نواد متخصصة في مختلف العلوم ليمارس هوايته وشغفه بشكل علمي بمساعدة مرشد متخصص في المجال حيث يضم قسم النوادي تخصصات الالكترونيات، الفيزياء،الكمياء،التاريخ الطبيعي،التصنيع التكنولوجي والروبوت، تدوير خامات البيئة،الميكانيكا المبسطة، والبرمجة بالاضافة إلي الفنون. أساليب غير تقليدية يستخدمها المركز في تعليم الأطفال وذلك باستخدام عروض أفلام علمية ثلاثية الأبعاد وهو ما أكده عصام عاشور مدير وحدة المونتاج والفيديو، بجانب ندوات علمية وفيديو كونفرانس،والتعلم الإلكتروني، بالاضافة إلي مراكز الابتكار ودورات اللغات والكمبيوتر. وداخل قاعة الأفلام بالنظارات ثلاثية الأبعاد، استمتع الأطفال بفيلم عن مقبرة نفرتاري وألوانها الزاهية، والأهم أن الأطفال يتحكمون في العرض باستخدام ذراع حركة داخل المقربة وتكبير وتصغير الرسومات علي جدرانها. وأكد الطالب عبد الله عزت 13 سنة أنه حريص علي القدوم إلي المركز منذ 4 سنوات لتعلم فنون الأركت والحضور بنادي الفيزياء. وأضاف أنه سعيد بتواجده في المركز حيث يتعلم ويشاهد الأفلام التعليمية التي يستفيد منها بشكل ممتع. وقال سعيد محمد سعيد 14 سنة انه يشارك في نادي الأحياء ويحب أنشطة الفنون والأركت، ويأتي إلي المركز منذ 3 سنوات للمشاركة في الفعاليات وكل يوم يشعر أنه يحصل علي معلومة جديدة. فيما أكد عبد الرحمن عادل 13 سنه أنه احترف الرسم علي الزجاج والأركت في المركز الذي يأتي إليه منذ 4 سنوت، ويقضي ساعات طويلة داخل المركز دون ملل. من جانبة أكد السيد إبراهيم مدير عام المراكز الاستكشافية أن المراكز تعد بيئة تعليمية غير نمطية تسد الفرق بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة والدولية، وتساهم في توليد حب الاستطلاع واكتساب المعرفة، وتغيير المفهوم التعليمي إلي حب العلوم والشغف بالإبداع والابتكار، وترسيخ الانتماء من خلال توفير بيئة تعليمية جاذبة وممتعة ومحفزة للتعلم والتفكير، تعتمد التفاعلية ووسائل التكنولوجيا الحديثة. وأضاف أن هناك 50 فرعا للمراكز منتشرة بمختلف المحافظات والنوادي الاستكشافية الموجودة داخل المدارس وجميعها تقدم خدماتها العلمية والتعليمية مجاناً للطلاب بالاضافة إلي مدن علمية واستكشافية مثل القرية الكونية والمدينة العلمية الاستكشافية بالسادس من أكتوبر التي يجري إعداد عقود الصيانة الخاصة بهما لإعادة افتتاحهما من جديد، وأشار إلي ان الاستكشاف والتعلم بالمتعة يترك أثرا نفسيا ويؤثر في مسيرة الطالب العلمية ويساعده علي اكتشاف مواهبه وتنميتها.