تفجير الحافلات فى تل أبيب ، عملية إسرائيلية لتبرير اجتياح الضفة الغربية. هل تراجع الرئيس الأمريكى ترامب عن اقتراحه بتهجير أهالى غزة إلى مصر والأردن لإعادة إعمار القطاع لأنه لم يعد مكانًا يصلح للعيش.. أم أنه يناور أمام الضغط العربى والدولى وسيعود محاولًا فرض اقتراحه بأسلوب جديد؟ فى تصريحات لشبكة «فوكس نيوز»، الإخبارية فوجئنا به يقول إنه غير متمسك باقتراحه وإنه مجرد اقتراح يرى أنه الأنسب لمستقبل غزة، وسكان القطاع لن يجبروا على الهجرة ولكنها ستكون طوعية! وكان ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان قد دعا إلى قمة خليجية تشاورية غير رسمية بالرياض أمس الأول بمشاركة مصر والأردن.. ورغم أنها قمة تشاورية فإنها اكتسبت أهمية خاصة لكونها تعكس إجماعا عربيا نادرا على رفض اقتراح ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.. المناقشات كانت سرية بالطبع لكن قراراتها ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة التى دعت لها مصر بالقاهرة 4 مارس القادم. على الطاولة كانت هناك نسخة من الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بدون تهجير أهلها. تفجير الحافلات.. عملية إسرائيلية فى الحوادث أو العمليات الإرهاربية كالتفجيرات التى وقعت مساء الخميس الماضى فى موقف للحافلات فى ضواحى تل أبيب لابد أن يقفز إلى الأذهان مباشرة السؤال الأهم: من المستفيد؟.. الحكومة الإسرائيلية حاولت على الفور اتهام حركة حماس بأنها وراء هذا الحادث لكن التحليل المنطقى يختلف تماما مع هذا الاتهام المتسرع، فالظروف التى تمر بها حماس لا تسمح لها أبدا بالتفكير فى التخطيط لارتكاب أى عملية إرهابية هى ليست فى حاجة إليها، فقد حققت فى حربها ضد إسرائيل بقطاع غزة كل ما تريد وأكثر وأجبرتها على التفاوض معها والتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وصفقة لتبادل الأسرى «بصرف النظر عن تأييد الرأى العام العربى لما حدث فى 7 أكتوبر 2023». على الجانب الآخر حكومة نتنياهو واليمين المتطرف فى إسرائيل فى موقف ضعيف جدا أمام الرأى العام العالمى بما ترتكبه قوات الاحتلال من اعتداءات وحشية على المواطنين الأبرياء فى المدن والمخيمات الفلسطينية والخروقات التى ترتكبها إسرائيل فى بنود اتفاقية وقف الحرب وصفقة تسليم الأسرى وإدخال المساعدات لقطاع غزة لذا فإن عملية كهذه خاصة إذا خطط لها بهذه الكفاءة التى تضمن عدم سقوط ضحايا مدنيين ويقتصر الأمر على احتراق عدة حافلات والادعاء بأن مدبريها أخطأوا ضبط توقيت الانفجارات فانفجرت فى التاسعة مساء بدلًا من التاسعة صباحًا.. «وهل يمكن أن يخطئ إرهابى محترف فى أمر كهذا؟». يدعم هذا التحليل أيضًا صعوبة دخول الفلسطينيين إلى تل أبيب منذ عملية 7 أكتوبر 2023 واستحالة تحركهم بسهولة وزرعهم العبوات الناسفة بالصورة التى تمت بها هذه العملية.. وأين الكاميرات المفترض أن تغطى موقف الحافلات؟ عملية كهذه تعطى بالطبع تبريرًا للحكومة الإسرائيلية أمام الرأى العام العالمى أنها على حق فيما تفعله فى الضفة الغربيةوغزة. أضف إلى ذلك زيارة نتنياهو غير المسبوقة إلى الضفة الغربية عقب الحادث وإصداره الأوامر بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى الضفة إلى حد الاجتياح ردًا على تفجير الحافلات فى تل أبيب رغم أن التحقيقات لم تنته بعد. وداعًا.. شيخ المحررين البرلمانيين فقدت الصحافة المصرية كاتبًا كبيرًا وأستاذًا وقدوة لأجيال عديدة.. رحل فى هدوء فؤاد سعد شيخ المحررين البرلمانيين فى مصر وليس فى «الأهرام» وحده عن عمر ناهز 93 عامًا تاركًا إرثًا كبيرًا من الانفرادات الصحفية والقضايا التى فجرها على صفحات «الأهرام» على مدى أكثر من 50 عامًا. دراسته للحقوق أهلته بخلفية قانونية سهلت عليه فهم واستيعاب وشرح مشروعات القوانين والاتفاقيات التى ناقشها وأقرها البرلمان طوال قيادته لفريق العمل بالأهرام. ورغم أنه كان منافسًا لى فى «الأخبار» فقد تعلمت منه الكثير خاصة الانضباط والدقة والحرص على الالتزام بالمعلومة الصحيحة والصادقة فقط ، تمامًا كما علمنا أستاذنا جلال الدين الحمامصى الذى كان فؤاد سعد يكن له تقديرًا كبيرًا.